الشيخ الناموس

مشوار فريد لشاهد على القرن

مشوار فريد  لشاهد على القرن
الشيخ الناموس
  • القراءات: 722
ن. ج ن. ج

أشاد فنانون بالمشوار الفني "الفريد" للشيخ الناموس (محمد رشيدي)، البارع في العزف على آلة البانجو، وهي آلة موسيقية نموذجية لموسيقى الشعبي، والذي وافته المنية ليلة الإثنين إلى الثلاثاء بالجزائر العاصمة، عن عمر ناهز المائة سنة. 

في رسالة تعزية، أعربت وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، عن أسفها لفقدان "فنان ذاكرة"، احتك ورافق أكبر أسماء الفن الجزائري الذي طالما خدمه، فيما تأسف عبد القادر بن دعماش (فنان وكاتب سير ذاتية) لفقدان موسيقي "شاهد على القرن"، الذي رافق الفنانين في خطواتهم الأولى، أصبحوا فيما بعد أسماء كبيرة في الموسيقى الجزائرية. من جهته، وصف قائد الأوركسترا ومدير المعهد العالي للموسيقى عبد القادر بوعزارة، وفاة الشيخ الناموس رائد الموسيقى الشعبية التي طبعها ببصمته، بـ«خسارة كبيرة" بآلته المفضلة والنموذجية لأوركسترا الشعبي، البانجو. وُصف الشيخ الناموس بأنه رجل "لطيف ومبتسم"، وكان المرافق "المفضل" لجميع الفنانين، لاسيما عميد أغنية الشعبي الحاج محمد العنقى، والهاشمي قروابي وبوجمعة العنقيس أو حتى دحمان الحراشي. لقد طلبوا جميعا خدمات فنان البانجو الموهوب، كما شهد السيد بن دعماش، المدير الحالي للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي. ونعى من جهته مطرب الشعبي عبد القادر شاعو، فقدان موسيقي كبير وعميد الموسيقى الجزائرية، في حين وصف عبد الرحمن القبي اختفاء شيخ الناموس بـ«الخسارة الكبيرة" لموسيقى الشعبي، التي خدمها طوال مشواره المهني كموسيقي.

ولد شيخ الناموس، واسمه الحقيقي محمد رشيدي، في أعالي القصبة في 14 ماي 1920، وحصل على شهادة دراسات في عام 1933، ثم اشتغل في عدة وظائف، كعامل توصيل، ثم قابض بحافلة وحتى عتال. ومع شرائه أول آلة بانجو، قام بالانخراط في تشكيلته الموسيقية الأولى بقيادة عبد الرحمن سريدك، قبل أن يخصص العميد العنقا مكانا له في أوركستراه. لاحظ الحاج محمد العنقا، في بحثه عن التناغم الآلي المطلق، أن أصوات البانجو والماندول كانت تروق للسامعين، حيث كان من الأوائل الذين أدخلوا هذه الآلة، من خلال الشيخ الناموس، في أوركستراه منذ سنة 1941. خلال مسيرته المهنية، احتك الشيخ الناموس مع فنانين، مثل الحاج مريزق والحاج منور والشيخ ماروكان، أو حتى شيخ الكُرد، ففي سنوات الخمسينيات من القرن الماضي، انضم إلى جوق الإذاعة الذي قاده لاحقا مرافقا أوجها معروفة للأغنية الجزائرية، مثل شريفة ويمينة وجيدة وجميلة وطالب رابح وعبديش بلعيد وأكلي يحياتن وأعراب أوزلاق وغيرهم. ومع ذلك، واصل إحياء الحفلات العائلية في القصبة مع موح الصغير الأعمى.

بعد الاستقلال، سعد الشيخ الناموس بالاستجابة لدعوات بوجمعة العنقيس، وعمار العشاب ودحمان الحراشي والهاشمي قروابي، بغية مرافقتهم في حفلاتهم، وفي عام 1978، التحق من جديد بالتلفزيون ليعزف على آلة قمبري قديمة، وعاد إلى بداياته الموسيقية بهذه الآلة، كما كرس نفسه للتكوين من خلال فتح مدرسة للموسيقى، شهدت تداول أجيال عديدة مولعة بتعلم موسيقى الشعبي والعزف على البانجو وآلات أخرى. خلال تكريم حضي به من طرف جمعية "أصدقاء أرزقي- لوني" في عام 2011، قال إنه "يشعر بالارتياح لرؤية الجهود التي تبذلها الأجيال من أجل إشعاع الثقافة الجزائرية، تصبح معايير مرجعية ودليل الأجيال الشابة لاستدامة هذا الإرث الغني جدا".