اللاعب الدولي السابق بوعلام لعروم لـ”المساء”:

مدارس تكوين الفئات الشبانية تتحايل على القوانين

مدارس تكوين الفئات الشبانية تتحايل على القوانين
  • القراءات: 1131
ع.اسماعيل ع.اسماعيل

اختار اللاعب الدولي السابق بوعلام لعروم، الابتعاد عن مجال تدريب فئة الأكابر في الأندية، بل وحتى على مستوى الهيئات الفيدرالية، من أجل التفرغ للتكوين القاعدي الذي يخص الفئات الشبانية، لكن هذه المرة في إطار خاص به، من خلال إنشاء وبعث مدرسة لهذه الفئات بوسائله المادية، ويوجد مركزها في منطقة المعالمة غير البعيدة عن زرالدة.

أكد بوعلام لعروم، في دردشة قصيرة جمعتنا به أول أمس، أنه يجد متعة وحماسا كبيرين في تدريب وتكوين الشبان الصغار المتخصصين في كرة القدم، ويشعر فعلا أنه يفيد هذه الفئة الرياضية بتجربته وسنواته الطويلة، التي قضاها في ممارسة كرة القدم كلاعب ومدرب ومدير فني، لما كان على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي غادرها منذ بضع سنوات.

علق في هذا الشأن، قائلا ”بصراحة، تأسفت ويئست من الوضع السائد منذ عدة سنوات في كرة القدم الجزائرية، ولم يعد بمقدوري البقاء كمدرب أو حتى مكون للفئات الشبانية في الأندية، لأن محيط هذه الأخيرة تغير وأصبح متعفنا، فلا يشجع بتاتا على العمل بجدية وإخلاص، فضلا عن أن وسائل العمل في هذه الأندية قليلة، وتارة أخرى منعدمة، وعادة ما تسود فيها فوضى في التكفل بهذه الفئات التي تعاني داخل هذه الأندية من قلة الاهتمام والمتابعة اليومية”. مضيفا ”بسبب كل ما ذكرته، اضطررت إلى إنشاء بوسائلي الخاصة، مدرسة لتكوين وإعداد الفئات الشبانية، مقرها موجود بمنطقة المعالمة، وتضم في تعدادها 60 شابا تتراوح أعمارهم بين 5 و16 سنة ، أي من فئة الكتاكيت إلى فئة الأشبال، حسب القوانين الرياضية المعمول بها في تصنيف الفئات الشبانية، ويقود هذه الفئات ثمانية مدربين متحصلين على الدرجة الثالثة في مجال التدريب”..

للعلم، فإن المدرسة الرياضية التي يسيرها بوعلام لعروم، ليست الوحيدة من نوعها في الجزائر، بل هناك مدارس من هذا النوع، وبنفس الاختصاص في عدة جهات من الوطن”.

المدارس حاجة ملحة لتلقين الشبان على أسس صحيحة

اعتبر محدثنا تواجد هذه المدارس حاجة ملحة لتلقين الشبان رياضة كرة القدم على أسس صحيحة، لكنه لم يتوان في انتقاد التسميات التي تحملها هذه المدارس، والهدف من الترويج لها بصفة خاطئة، حيث قال في هذا الشأن: ”إنشاء مثل هذه المدارس يحتاج إلى ضوابط قانونية لا يمكن الدوس عليها أو التلاعب بها.. فمن غير الطبيعي أن تحمل البعض من هذه المدارس إسم (أسي ميلانو) و(أنتر ميلانو) و(ريال مدريد) و(أف سي برشلونة).. وهي لا تتعامل بتاتا مع هذه الأندية الأوروبية في مجال التكوين، وهذا ما أسميه بالتمويه أو التحايل لجلب الشبان إلى مدارسهم”.

تابع: ”كلامي هذا ليس الغرض منه انتقاد مسيري هذه المدارس، بقدر ما أريد أن يتم تسيير هذه المدارس في وضوح تام، حتى يتمكن الشاب من وضع الثقة في مدربيه، وتلقيه لتكوين جيد يفيده في المستقبل القريب عندما يصبح لاعبا في فئة الكبار..”

فيما يخص مدرسته، أوضح بوعلام لعروم، قائلا: ”مدرستي هي ملك لي، وتحمل اسمي وليس لها اسم مستعار.. مع هذا حرصت على إقامة علاقات تعاون رياضي رسمي مع النادي الألماني ”أف سي كولون”، وأندية جزائرية مثل شباب بلوزداد وبارادو حيدرة، اللذين أعرت لكل منهما لاعبين اثنين من الفئات الصغرى... الأول انتقل إليه شعبوب وبن قورين، بينما النادي الثاني انتقل إلى صفوفه الحارس فيصل وشقيقه محمد... لقد أصبحنا نجتهد كثيرا من أجل تطوير هذه الشراكة الرياضية التي نحرس على أن تكون واضحة المعالم، وغير قابلة لوجود غموض أو شكوك”.

استحضر بوعلام لعروم مشواره الكروي كلاعب سابق، بدأ تكوينه الرياضي في هذه اللعبة على مستوى نادي شبيبة اتحاد الأبيار، قائلا عن هذا الأخير، إنه يعد أول نادي في الجزائر أسس مدرسة تكوين للفئات الشبانية في نهاية الستينات، والتي بدأ فيها لعروم مشواره الرياضي كلاعب في فئة الأصاغر رفقة زميله وابن حيه جمال مناد، الذي أحضره معه إلى اتحاد الأبيار، عمرهما اثنى عشر سنة.

قال محدثنا في هذا الصدد: ”كان لنا الحظ أنا ومناد ولاعبين آخرين، في اللعب ضمن الفئات الصغرى تحت قيادة المدرب والمكون الكبير جلول بزطوط، الذي لا زلت أعتبره من بين أحسن التقنيين في التربية الرياضية للنشء الصغير، حيث تدرجنا معه في كل الفئات الصغرى، بعدها تلقينا تكوينا قويا أهلنا للعب في أعلى مستوى البطولة الوطنية”.

تابع: ”أتذكر أن حوالي عشرين لاعبا تلقوا تكوينهم لدى جلول بزطوط، حملوا في موسم واحد ألوان عدة أندية من القسم الوطني الأول آنذاك.. للقول بأن التكوين في تلك الفترة كانت له قواعده الصحيحة، ليس فقط في كيفية رفع مستوى اللعب، بل حتى في مجال التحلي بالأخلاق النبيلة والروح الرياضية”.

كما رجعت لمحدثنا الذاكرة إلى حسن التسيير الرياضي، الذي كان قائما بنوادي كرة القدم في تلك الفترة، مؤكدا أن نادي شبيبة اتحاد الأبيار الذي تدرج في كل فئاته الصغرى، قبل الانتقال إلى شبيبة القبائل وباب بلوزداد، كان يسير من طرف رؤساء يعرفون حسن التدبير في قيادة اللاعبين في المجال الرياضي، على غرار الإخوة كرسان، وابري، صادق صدوقي، لوراري، تركي، محايلية، عيموش وغيرهم من المسيرين الذين لم يتمكن من الاحتفاظ بأسمائهم في ذاكرته.

في المقابل، تأسف لعروم عن تقهقر اتحاد الأبيار إلى دهاليز الأقسام الصغيرة، مرجعا ذلك إلى دخول مسيري النادي خلال السنوات الأخيرة في متاهات غير رياضية، وأثر ذلك سلبا على مسيرة فريقهم في البطولة.

للإشارة، بوعلام لعروم يعد خريج الدفعة الأولى لمعهد الرياضة وتكنولوجيا الرياضة بدالي ابراهيم، وهو الآن من أبرز أساتذته.