"آش ذا العار عليكم..”

  • القراءات: 831
بلسان: جمال لعـلامي بلسان: جمال لعـلامي

من عجائب الدنيا السبع، عفوا التسع، أن المقايضة الهزلية بين المحتلين الصهيوني والمخزني كانت بلا خدع سينمائية، وبلا ملح ولا علكة يمكن مضغها وإلهاء السذّج بها لفترة من الزمن المتقطّع والمنقطع.

المخزن الذي هرول نحو فخّ التطبيع سقط في كمين الترويع، فقد تلقى ضربات قاصمة وموجعة من عند الجيش الصحراوي، وتلقى بالموازاة مع ذلك، خبطات دبلوماسية من عدّة دوّل وبلدان كبيرة، وحتى من داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث انتفض قادة وسياسيون ونخب وسيناتورات ضد صفقة الذل والعار بين المغادر ترامب، و"صديقه الملك الذي باع فلسطين مقابل اعتراف وهمي بسيادة مزعومة لن يراها حتى في أحلام اليقظة ولا كوابيس النّوم المزعج!

بين الصهاينة وما يسمى زورا وبهتانا بـ"أمير المؤمنين قصة قديمة، يرويها جيل بعد جيل، ولذلك انتفض المغاربة الأحرار والأشراف فوق الأراضي المغربية، احتجاجا ضد التطبيع وضد السفارة في العمارة، وضدّ تكسير آخر حجرة في مشروع اتحاد المغرب العربي الكبير، الذي تآمر عليه المخزن منذ ميلاده، وظلّ مقنبلا له حتى لا تقوم قائمته لأسباب ودوافع معلومة.

لا فرق بين هذين الصديقين اللدودين، وبين مستعمر قديم اسمه فرنسا، مازالت لوبيات نافذة وحاقدة تعتقد واهمة متوهّمة بأن الجزائريين الأحرار سرقوا منهم ما يعتبرونها أراضيهم وممتلكاتهم (..)، وطبعا، إذا عُرف السبب بطل العجب، فهؤلاء من طينة المحتلّ والمستعمر والمستدمر، وبينه وبين الشعوب المكافحة وحركات التحرّر، حسابات قديمة وأخرى جديدة.

دون شكّ، مثلما قالها المستشار لدى رئيس الجمهورية، عبد المجيد شيخي، فإن سوء نية الطرف الفرنسي وراء تعطيل وفرملة ملف الذاكرة، ومع ذلك، فإن الجزائر لن تتخلى عن ذاكرتها لأنها ببساطة جزء لا يتجزأ من تاريخها.

ولأن الجزائريين يعرفون جيّدا الاستعمار، وما فعله ومازال يفعله، فإنهم وقفوا ومازالوا وسيظلون مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، ويساندون الصحراء الغربية إلى أن تتحرّر من آخر استعمار في إفريقيا، وهذا هو ما يُحرج بعض الجيران و"الأشقاء، ويُزعج الأعداء الذين يرون في الجزائر، من آخر الرجال الواقفين والمحترمين، وهم يشهدون بذلك في السرّ والعلن ويتذوّقون مرارة هذا الاعتراف.

فعلا، مثلما يقول المثل الشعبي الشهير: مول الطبع ما ينطبع، وبالعربي الفصيح: الطبع من التطبّع، وبلا تفكير ولا مشاورة، أش ذا العار عليكم يا رجال مكناس؟، وقد بعتم ما لا يُباع واشتريتم الذلّ والعار والمهانة.

نعم، مواقف ومبادئ الجزائر، هي ثوابت مقدّسة لا تقبل القسمة لا على ثلاثة ولا اثنين..هي واحدة موحّدة، بالأمس واليوم وغدا، وهذا هو سرّ الاستثناء والكبرياء.