مستثمر في تجفيف الخضر والفواكه يؤكد لـ"المساء”:

نشاط تجاري هام من شأنه وقف الاستيراد

نشاط تجاري هام من شأنه وقف الاستيراد
  • القراءات: 768
رشيدة بلال رشيدة بلال

يعتبر تجفيف الخضر والفواكه من الأنشطة التجارية التي بدأت تحضى باهتمام المستثمرين الجزائريين، بعدما كان يجري استيرادها من دول أجنبية وبالعملة الصعبة. وحول تجربة التجفيف والعراقيل التي تواجه هذا النشاط، وأهم التحديات، تحدثت المساء مع منصف سي علي، المستثمر الذي اختار ولوج التجربة بعد احتكاكه بالأجانب.

يقول المستثمر سي علي، ابن مدينة البليدة، في بداية حديثه مع المساء، على هامش مشاركته مؤخرا في معرض للإنتاج الفلاحي، حيث عرض تشكيلة متنوعة من الخضر والفواكه المجففة، مثل البصل والليمون والثوم والطماطم والبقدونس والجزر وغيرها، إن فكرة  الاستثمار في تجفيف ما تنتجه الأرض من خيرات ممثلة في الخضر والفواكه، بدأت بعد الوقوف على سير العملية من طرف بعض المستثمرين الأجانب، الذين حققوا تقدما كبيرا، حيث تبين بأنها عملية بسيطة، يمكن القيام بها وتحضيرها محليا عوض الاستيراد، مضيفا في هذا الصدد؛ بعد تجربتها والنجاح فيها، اعتمدت الفكرة وقررت التخصص في تجفيف كل ما يصلح للتجفيف، وبطريقة طبيعية، حتى تظل المواد المجففة من خضر أو فواكه، محتفظة بكل قيمتها الغذائية والصحية، معبأة في علب جاهزة لتحضير مختلف أنواع الأطعمة.

الوصول إلى تجفيف الخضر والفواكه وتعليبها عملية صعبة، بالنظر إلى ما تحتاج إليه من إمكانيات مادية وتجهيزات، تبدأ من عند الفلاح وتنتهي في المصانع. وحسب المستثمر سي علي فإن النجاح فيها يتطلب التحكم في الوصفة الخاصة بالتجفيف، موضحا بقوله؛ إننا نتعامل مع بعض المواد، مثل الطماطم التي تعتبر جد حساسة، بالتالي يحتاج التعامل معها بالنظر إلى الطلب الكبير عليها، الدقة والحذر للوصول إلى تعليب منتج مجفف بطريقة صحية، مشيرا إلى أن رغبته في النجاح في مجال التجفيف دفعته كمستثمر راغب في التميز، إلى تجفيف الجزر وتقديمه  معلبا جاهزا، مؤكدا أن هذه المادة كان بعض الفلاحين يقومون برميها بعد أن يحقق الإنتاج فائضا، وحسبه فإن هذا النوع من الاستثمارات يلعب دورا كبيرا في تزويد بعض الأنشطة التي تحتاج إليها بعض المرافق، وتضطر إلى استيرادها بالعملة الصعبة، مثل المطاعم التي تحتاجها لتحضير أطباقها بمختلف أنواع الخضر والفواكه المجففة، وبعض المصانع المنتجة لبعض المواد المتبلة.

لا يزال الاستثمار في مجال تجفيف الخضر والفواكه، من الاستثمارات الحديثة التي تحتاج إلى اهتمام لتشجيعها، خاصة أنها على مستوى الجزائر لا تزال تتم بطريقة تقليدية، الأمر الذي يجعلها لا ترقى لتحقيق منتج يكون قابلا لتغطية السوق وإيقاف الاستيراد، مشيرا إلى أن من أهم العراقيل التي تواجه نجاح مثل هذه المشاريع، غياب فضاءات التخزين والتجفيف، على اعتبار أن مثل هذه الأنشطة تحتاج إلى أراض كبيرة، الأمر الذي جعل عملية الإنتاج في بدايتها، ويتم التعامل مع المهنيين والمطاعم. رغم أن نشاط تجفيف الخضر والفواكه من الأنشطة الحديثة في الجزائر، إلا أن المستثمر سي علي، أبى إلا أن يشجع الراغبين في تعلمها بطريقة صناعية، من خلال فتح باب التكوين للشباب الراغب في هذا النوع من الاستثمارات، ويتطلع لأن تلتفت الجهات المعنية ممثلة في قطاع الفلاحة، إلى نشاط التجفيف لدعمه ووضع حد لاستيراده.