حذر من ”الاستهلاك المفرط” لها بدون وصفات طبية.. وزير الصحة:

المضادات الحيوية لا تحمي دائما من كورونا

المضادات الحيوية لا تحمي دائما من كورونا
وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد
  • القراءات: 473
ب. ب ب. ب

أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، أن الجزائر ستقتني اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي تتوفر فيه الشروط اللازمة دون مراعاة سعره بقناعة أن حماية صحة المواطن لا تقدر بثمن وأن الجزائر لن تستورد أي لقاح لا يكون مضمونا وآمنا في الدولة التي تنتجه وفق تعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون”.

وأوضح وزير الصحة في تصريح للصحافة على هامش لقاء خصص لإحياء اليوم الوطني لمقاومة الميكروبات، المصادف لـ13 نوفمبر من كل سنة، أنه استقبل سفراء ومسؤولي مخابر الدول المنتجة للقاح المضاد لفيروس كوفيد-19” لبحث آليات استيراده والذي سيخضع أيضا لتوصيات اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي هذا الفيروس. واستفسر بن بوزيد لدى استقباله، سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر، لي ليان خه، عن المضمون العلمي للقاح ونسبة نجاعته وشروط تأمينه لدى المخابر الصينية التي تعتبر من أكبر المخابر العالمية”. وأشاد السفير الصيني في هذا السياق بمستوى التعاون المثمر والمتميز بين البلدين، مشيرا إلى أن اللقاح سيكون متوفرا في السوق الدولية في أقرب الآجال”. حيث اتفق الجانبان على تنظيم لقاءات تشاورية تقنية في الأيام القليلة القادمة”. وبخصوص الأرقام المتعلقة بمعدل الاصابات المعلن عنها يوميا، أرجع وزير الصحة ارتفاع الحالات المسجلة بالدرجة الأولى إلى الدخول الاجتماعي والمدرسي وعدم احترام بعض الفئات الاجتماعية للتدابير الوقائية المنصوص عليها، مضيفا أن الوضعية سائدة في كل دول العالم وليست مقتصرة على الجزائر”.

وشدد في هذا المجال على ضرورة التطبيق الصارم لهذه الاجراءات التي تبقى الوسيلة الوحيدةلكبحانتشارالفيروس،لاسيمامنهاارتداءالكمامة. وبخصوص عدم إدراج حالات الاصابة التي يستعمل فيها جهاز السكانير، في ظل غياب تحاليل بي. سي. ار، ضمن النتائج المعلن عنها يوميا، قال المسؤول الحكومي أنه لا يمكن الخلط بين الاصابات التي يستعمل فيها جهاز السكانير وتقنية بي. سي. ار، معتبرا أن هذه الاخيرة تبقى أحسن وسيلة للكشف عن الفيروس لأنها تستهدف الحامض الجيني له، في حين يعطى جهاز السكانير نتائج غير صحيحة 100بالمائة”. وفيما يتعلق بالضغط الذي تشهده بعض مستشفيات الوطن، خاصة من حيث عدد الأسرة، أعلن الوزير عن تجنيد فرق ولجان بالوزارة تقوم يوميا بدراسة الوضع لضمان التسيير الجيد للوضعية ، كاشفا في هذا المجال عن التحضير لوضع مستشفيات متنقلة اذا استدعت الضرورة ذلك”.

حذر من  الاستهلاك المفرط لها بدون وصفات طبية.. وزير الصحة: المضادات الحيوية لا تحمي دائما من كورونا

إنشاء مرصد وطني على مستوى المديرية العامة للصيدلة

أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، البروفسور عبد الرحمان بن بوزيد، عن إنشاء مرصد وطني على مستوى المديرية العامة للصيدلة بالوزارة ينشط بالتعاون مع شبكات المراقبة في مجال المضادات الميكروبية.

ودعا الوزير خلال لقاء إعلامي نظمته الوزارة، أول أمس الخميس، بمناسبة إحياء اليوم الوطني لمكافحة مضادات الميكروبات الذي يصادف 13 نوفمبر كل سنة حضره الوزير المكلف بإصلاح المستشفيات البروفسور اسماعيل مصباح وخبراء في الميدان إلى النظر في إقامة مرجعيات المضادات الحيوية على مستوى المؤسسات الاستشفائية وإنشاء لجنة وطنية متعددة التخصصات تكلف بوضع دليل حول الاستخدام العقلاني للمضادات الحيوية وصياغة توجيهات للتكفل بالحالات”. وأشار السيد بن بوزيد إلى أن مقاومة المضادات الحيوية أصبح اليوم من بين أخطر التهديدات للصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية، الامر الذي دفع بالمؤسسات الأممية إلى إدراجها سنة 2019 ضمن المضادات الميكروبية كمؤشر جديد في اطار متابعة أهداف التنمية المستدامة”.

وذكر الوزير في هذا المجال بأن الجزائر وعلى غرار دول العالم لم تسلم من هذه المشكلة الصحية العمومية الكبرى، حيث يمثل الاحتفاء بهذا اليوم فرصة لتثمين المجهودات المبذولة والتقدم المحرز في الميدان وتكريم وتقدير المساهمين في هذه الجهود”.

ولمواجهة هذا التهديد، جدد الوزير التزام الجزائر بتنفيذ خطة العمل الوطنية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات من خلال مواصلة الاحتفاء بهذا اليوم الوطني لمقاومة المضادات الحيوية للميكروبات والذي تم  إضفاء الطابع المؤسساتي عليه  منذ سنة 2017 إلى جانب الاحتفاء بالأسبوع العالمي للاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات”. من جهة أخرى، دعا السيد بن بوزيد إلى ضرورة تقييم مضادات الميكروبات والتحسيس حول استعمالاتها الجيدة لاسيما المضادات الحيوية مع تعزيز المكاسب فيما يخص الوقاية والمراقبة مع توعية المواطنين ومهني الصحة البشرية والحيوانية بمسألة المضادات الميكروبات والعواقب الناجمة عنها”. وذكر وزير الصحة بأن الجزائر تشارك في النظام العالمي لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات عبر الشبكة الوطنية لمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية بمعية معهد باستور كمخبر مرجعي ينبغي تدعيمه بالإضافة إلى تعزيز المراقبة ومتابعة مقاومة مضادات الميكروبات لدى الحيوانات من خلال النظام الذي وضعته وزارة الفلاحة”.

وأشار بن بوزيد بالمناسبة إلى توفير دليل بجانب الإرشادات الوطنية للتكفل الصحي على غرار مرض السل والأيدز والتهابات الكبد والملاريا التي تستعمل فيها هذه المضادات”. كما حذر الوزير من الاستهلاك المفرط لهذه المضادات في ظل جائحة كورونا مما قد يؤدي -مثلما قال- إلى ظهور مقاومة لمضادات الميكروبات وتسريع انتشار الفيروس”، علما أن مقاومة هذه الميكروبات تستدعي اللجوء الى أدوية مكلفة وتتسبب في إطالة مدة فترة المرض والعلاج والاستشفاء”.

هذا رأي منظمة الصحة العالمية

بدورها، تطرقت الدكتورة ليليا أوبراهم نيابة عن ممثل المنظمة العالمية للصحة بالجزائر إلى رسالة المديرة الجهوية للمنظمة لمنطقة إفريقيا، معتبرة القارة السمراء أكثر تضررا من غيرها جراء الاستعمال غير الجيد للمضادات الحيوية بسبب استهلاك أدوية مغشوشة إلى جانب تعرض المنطقة إلى ظهور بكتيريا وفطريات مستجدة”.

وأشارت المتحدثة بالمناسبة إلى الحملة التي اطلقتها المنظمة العالمية للصحة بالتنسيق مع منظمة التغذية العالمية المتعلقة بترشيد استعمال المضادات الحيوية حتى لا تخرج عن نطاقها مع بذل الجهود للتصدي لمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وضمان فعالية هذه الأخيرة”. كما تطرقت رئيسة المخبر الوطني لمراقبة استعمال المضادات الحيوية بمعهد باستور البروفسور حسيبة طالي معمر الى كل الإنجازات المحققة في هذا الميدان ومدى تطبيق برنامج المنظمة العالمية للصحة وتعزيز المعارف حول المراقبة والبحث لهذا البرنامج المتعلق بمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية لدى الإنسان والحيوان.