ريم صالحي رئيسة اللجنة الوطنية لمؤسّسات استقبال الطفولة:

إعادة تأطير دور الحضانة تربويا ضرورة

إعادة تأطير دور الحضانة تربويا ضرورة
ريم صالحي، رئيسة اللجنة الوطنية لمؤسسات استقبال الطفولة "روض الأطفال"
  • القراءات: 1021
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعت ريم صالحي، رئيسة اللجنة الوطنية لمؤسسات استقبال الطفولة "روض الأطفال"، إلى ضرورة إيلاء اهتمام خاص بمؤسسات رياض الأطفال، التي تعد المؤسسة التربوية الأولى للطفل، ولا يجب أن تكون مجرد مؤسسة "حضانة" لوضع الطفل فقط، في حال لم يجد له والداه مكانا آمنا يبقى فيه خلال فترة عملهما، موضحة أنه، للأسف، لدى غالبية الأولياء ذلك التفكير الخاطئ السلبي في تكوين أطفالهم.

على هامش اليوم الدراسي حول واقع الطفولة والمراهق في الجزائر، الذي نظم مؤخرا، بفندق بباب الزوار في العاصمة، أشارت ريم صالحي في حديثها لـ"المساء"، إلى أن روضة الأطفال لابد أن تكون بالدرجة الأولى تربوية قبل أن تكون تعليمية، والمقصود بذلك أنه لابد أن يتلقى الطفل في تلك المرحلة أسس التربية السليمة، وليس التعليم أو الدراسة، لأنه قبل عمر 6 سنوات، يحتاج إلى تلقي ما قد يكون أبعد من التعليم، وهذا ما يجهله بعض الأولياء الذين تجدهم يتسارعون نحو دور الحضانة، لأهداف أخرى، متناسين الحاجة النفسية للطفل، ويكون دافعهم البحث عن مكان أو مؤسسة ذات إطار آمن يضمن له الحماية، الأكل والشرب، في ظل غيابهم، بسبب العمل، كما أن هناك من الأولياء من تجدهم بمثابة المنافسة "من يعلم طفله أولا"، كمحاولة تعليمه الحديث بلغة أجنبية في مرحلة متقدمة من العمر، وهذا تفكير خاطئ سيحرم الطفل مما يحتاجه أكثر. أكدت المتحدثة أنه لابد من إعادة النظر في دور الأطفال، إطارها والهدف من وراء إدراج الطفل فيها، على أن لا تكون اليوم مجرد مؤسسات، تسمح للأولياء بالتخلص من الطفل فيها خلال الدوام، على حد تعبيرها، لأن تلك المرحلة مهمة جدا بالنسبة للطفل، لابد من الاستثمار فيها وجعلها نقطة تواصل من البيت إلى المؤسسات التعليمية والمرحلة الابتدائية. أضافت أنه آن الأوان لأن يدرس البرنامج البيداغوجي لتلك المؤسسات، وتكوين مدرائها والمربيات، وعدم جعلها مؤسسات تجارية، على غرار ما يحدث في البعض منها، التي تجدها دون أي تأطير تحولت إلى مجرد أماكن لمراقبة الطفل وإطعامه بمقابل مادي.

أكدت ريم صالحي، أن الطفل قبل ست سنوات، سيتلقى أهم المبادئ، الخصال، أو المساوئ التي ستحدد شخصيته، ومن سيكون في المستقبل، لأنه بمثابة المادة الخام، وإهمال تلك المشتلة سببه التفكير الخاطئ للأولياء، الذين يبحثون أحيانا عن بديل يريحهم من شقاء تربية طفل ـ في نظرهم ـ"لا زال يعرف شيئا"، إنما هو بمثابة إسفنجة، يمكنه "امتصاص" معارف وقيم كثيرة بشكل لا يمكن تصوره. دعت رئيسة اللجنة، إلى ضرورة تنظيم ورشات عمل داخل دور الحضانة، فيها مختصون تربويون، خبراء نفسانيون يحسنون التعامل مع الطفل، ويحدثونه لتوجيهه وفق ما يدركه، وتعليمه قواعد الحياة، وليس جعله يحفظ أرقاما، أحرفا وأغان أو لغة جديدة فقط، إنما لابد أن يرفق التعليم التربية في تلك المرحلة، مضيفة أهمية تكوين المرافقات والمربيات ليس نظريا فقط، إنما تطبيقيا، على أن تكون لهن خبرة مكتسبة في الميدان، وليست شابات لم يجدن العمل فدخلن ضمن السلك التربوي للاحتكاك مع أطفال بحاجة إلى خبراء لتكوينهم. في الأخير، دعت المتحدثة إلى ضرورة البحث عن مؤسسة فعالة للطفل، ويجب انتقاؤها من خلال معرفة ما ستضيفه كقيمة مضافة للطفل، وليس النظر إليها كأنها مؤسسة تستضيف الطفل خلال النهار، وبذلك البحث عن أقربها من البيت أو أقلها تكلفة، لأنه اليوم وللأسف، باتت بعض الدور تتاجر بهذه الخدمة دون أن تضيف أكثرها شيئا للرصيد التربوي للطفل، بل يمكن أن تضلله أكثر.