خسارة للخزينة ومصدر لحوادث المرور

سرقة أغطية البالوعات تغزو طرقات العاصمة

سرقة أغطية البالوعات تغزو طرقات العاصمة
  • القراءات: 1168
رشيد.ك رشيد.ك

تشهد العديد من محاور الطرق بالعاصمة نقاطا سوداء، تشكل خطرا على الأشخاص والمركبات، وتخص عشرات البالوعات المفتوحة على مصراعيها، بعد أن استولى "لصوص النفايات الحديدية" على أغطيتها، حسبما لاحظته "المساء"، ولم تجد السلطات العمومية إزاء هذه الظاهرة حلا، حيث تقوم في أحسن الأحوال بإعادة اقتناء الأغطية الحديدية ووضعها على فوهات البالوعات، ليعاود اللصوص السطو عليها مرة أخرى.

يجد مستعلو الطرق بالعاصمة، على غرار باقي ولايات الوطن، مشكلا في تخطى بعض المسالك، فبعد الممهلات الفوضوية، والحفر جراء اهتراء أجزاء من الطرق، أو أنها من مخلفات الأشغال العمومية، فإن سرقة أغطية البالوعات صارت تتسبب بشكل كبير في حوادث مرور خطيرة، لاسيما في جنح الظلام، عندما تقع عجلات المركبات في بالوعات غير مغطاة، وتكون النتيجة كارثية، قد تؤدي إلى الوفاة، كما تسبب خسارة للخزينة العمومية، وقد أثار فيديو نشرته المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك عبر صفحتها، تفاعلا من قبل المواطنين، الذين يطالبون بوضع حد لمثل هذه الظواهر المشينة، حيث أظهر الفيديو تسجيلا سمعيا بصريا لعملية سرقة أغطية البالوعات الحديدية بأحد شوارع ولاية البليدة، حيث كان شابان يجران عربة، وكان أحد يرصد ما إذا كان هناك أشخاص في الطريق يراقبون حركاتهم، فيما قام الآخر بنزع غطاء البالوعة ووضعها في العربة.

كما تمكنت فرقة الشرطة القضائية لأمن المقاطعة الإدارية للشراقة، في العاصمة، بداية الشهر الجاري، من وضع حد لنشاط جمعية إجرامية متكونة من ثلاثة أشخاص، مختصة في سرقة أغطية بالوعات مياه الصرف الصحي وحاويات النفايات، حسبما أفادت به مصالح أمن ولاية الجزائر، وتمت العملية فور التبليغ عن تواجد هؤلاء المجرمين على متن شاحنة صغيرة يقومون بسرقة أغطية البالوعات، كما قاموا بالاستيلاء على غطاء بلاستيكي لحاوية نفايات بأحد أحياء مدينة الشراقة، حيث تم توقيف المشتبه فيهم وإخضاعهم للمراقبة الأمنية الإدارية، كما تم العثور على المسروقات على متن الشاحنة، وتقديم المشتبه فيهم أمام الجهات القضائية المختصة، فور استكمال الإجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه القضايا.

ذكر العديد من المواطنين أصحاب المركبات، لـ«المساء"، أن استعمال بعض المسالك صار محفوفا بالمخاطر، بالنظر إلى تلك البالوعات المفتوحة، كتلك الموجودة على مستوى الطريق الاجتنابي الجنوبي بالعاصمة، الذي لا زالت بعض أجزائه تسجل غياب أغطية بالوعات صرف مياه الأمطار، وكذلك محور قاريدي-رويسو، حسبما وقفنا عليه، وتظهره الصورة المرفقة التي التقطناها بهذا المسلك، إذ لا تسلم المركبات التي تقترب من حافة الطريق من وقوع عجلاتها في مثل هذه الحفر العميقة.

يتساءل العديد ممن سألناهم عن هذه الظاهرة غير الحضارية، عن سر التزام الجهات المعنية بالسكوت عن مثل هذه التجاوزات، وتتعمد اقتناء نفس الأغطية الحديدية لغلق البالوعات، فيعاود اللصوص السطو عليها من جديد، وكأن المسؤولين يوفرونها لهم في كل مرة، ولم يفكروا في وضع حد لهذه السرقة، بوضع بالوعات محكمة الغلق، أو ذات أقفال خاصة، وعدم تركها سائبة، مثلما هو معمول به في العديد من الدول التي تحافظ على المحيط، وتمنع حدوث مثل هذه الاعتداءات على الأملاك العمومية.