قال الكاتب والأستاذ الجامعي ورئيس جمعية "صافية كتو"، عبد القادر ضيف الله، لـ"المساء"، إن ما يحدث هذه الأيام في مدينته عين الصفراء بالنعامة، أقل ما يمكن وصفه، أنه جريمة موصوفة في حق الثقافة والكتاب، مضيفا أن نواب المجلس الشعبي بعين الصفراء، وافقوا على قرار تحويل مكتبة البلدية الوحيدة بمدينته إلى مقر للضمان الاجتماعي. 

تحسر ضيف الله على هذه الموافقة وطالب المثقفين بالتجند لمنع حدوث هذا الأمر، معتبرا أن قبول المجلس الشعبي بقرار ضد الثقافة ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن قبل بمسح صرح ثقافي من الوجود، وكان ذلك في بداية العقد الأول من الألفية، حينما حول مركزا ثقافيا بكامله إلى مقرات إدارية، قدمها للكراء لمؤسسات عمومية وخاصة، وحرم شباب حي الصومام وأحياء مجاورة بمدينته من تعاطي الثقافة وقراءة الكتب، واستثمار أوقاتهم فيما هو مفيد، ليحولهم بسبب هذا الفعل، إلى شباب ضائع لا يجد أمامه سوى الاتكاء على جدران الإسمنت، وتعاطي المخدرات، يضيف المتحدث.

اعتبر صاحب رواية "زينزيبار.. عاصفة البيادق"، أنه شاهد على هذا الفعل غير الأخلاقي وغير المهني، الذي كانت نتيجته معاناة شباب في عمر الزهور في الحي الذي يقطن فيه، والذين لم يجدوا شيئا "عكس جيلنا الذي وجد ضالته في المركز الثقافي، الذي كان يديره نفس المدير الذي يسير المكتبة البلدية بحي 19 مارس، والمعنية بقرار التحويل إلى مقر للضمان الاجتماعي، والتي أنجزت في السنوات القليلة الماضية، بدعم من وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وأطلق عليها اسم المجاهد سي دريس (بن شريف)".

أوضح ضيف الله أن هذه المكتبة التي تحتوي على أكثر من 5 آلاف عنوان موزعة على العديد من التخصصات، كانت ولا زالت مكسبا لتلاميذ الحي والطلبة والباحثين بالمدينة، لهذا طالب بعدم التفريط فيها، وعدم السماح بهذا القرار غير الواعي بأن ينفذ، وتابع "لهذا أناشد ككاتب ورئيس لجمعية صافية كتو الثقافية، كل السلطات المحلية والولائية، أن يوقفوا قرار تغيير هذه المكتبة بمقر للضمان الاجتماعي، لأنها ستكون وصمة عار سيسجلها التاريخ على كل مسؤول أو منتخب صادق على هذا الهدم للثقافة بالمدينة، في وقت نحتاج إلى بناء جزائر جديدة وإنسان جديد وواع، نعم، لا لتكريس عقلية العصابة واتخاذ قرارات غير مسؤولة، لهذا أدعو كل مثقفي مدينتي وكل الجمعيات المدنية للتكاثف، حتى يصل طلبنا إلى المسؤولين ويوقفوا هذا القرار".