عقب استقباله من رئيس الجمهورية.. وزير الخارجية الفرنسي:

الجزائر شريك هام وقوة توازن وصوت مهم في إفريقيا والمتوسط

الجزائر شريك هام وقوة توازن وصوت مهم في إفريقيا والمتوسط
رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون- وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان
  • القراءات: 697
م. ب م. ب

 فرنسا تتمنى النجاح والازدهار لهذا البلد الصديق مع الاحترام التام لسيادته ❊

الرئيس تبون بادر بإصلاحات لتنويع الاقتصاد وتخفيف الإجراءات

ماكرون بدأ بإجراء واضح بخصوص تاريخ الاستعمار

أنا سعيد برؤية العلاقات الثنائية تأخذ نفسا جديدا

استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مساء أول أمس، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، في إطار زيارة العمل التي قام بها إلى بلادنا، حيث تم خلال اللقاء استعراض سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وضبط أجندة مختلف آليات التعاون الثنائي وعلى رأسها اللجنة الحكومية رفيعة المستوى المنتظر أن تلتئم قبل نهاية السنة الجارية، حسبما أكده بيان لرئاسة الجمهورية.

وحسب نفس البيان، فقد شكل اللقاء الذي جرى بحضور كل من مدير الديوان برئاسة الجمهورية نور الدين بغداد الدايج، ووزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، وسفير الجزائر بفرنسا عنتر داود، فرصة لمواصلة التشاور وتبادل وجهات النظر بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة الأزمة الليبية والوضع في منطقة الساحل.

لودريان: زيارتي تعكس علاقات الصداقة المتينة بين البلدين

وفي تصريح للصحافة عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية، أكد وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، أن زيارة العمل التي يجريها إلى الجزائر تعكس "متانة علاقات الصداقة بين البلدين"، وأضاف أن البلدين "يحتاجان بعضهما"، حيث قال في هذا الصدد "بلدانا يحتاجان لبعضهما ويبقى تشاورنا ضروريا حول المسائل ذات الاهتمام المشترك".

وبعد أن أكد بقوله "لقد جئت إلى الجزائر لإبراز العلاقات المتينة بين بلدينا"، أشار لودريان، إلى أنه "بالنسبة لفرنسا تعد الجزائر شريكا من المستوى الأول بسبب الروابط الإنسانية المتعددة التي تجمعنا عبر المتوسط"، مضيفا "علاقتنا ثرية ومتعددة خاصة في مجال التبادلات الإنسانية والتربوية والعلمية والتعاون الاقتصادي والرهانات الأمنية بالإضافة إلى المسائل الإقليمية".

وفي حين ذكر بأنه يجري زيارته الثالثة إلى الجزائر خلال هذا العام، أعرب رئيس الدبلوماسية الفرنسية، عن "سعادته" برؤية العلاقات الثنائية تأخذ "نفسا جديدا". كما أشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد شرع منذ 2017 في "إجراء واضح بخصوص تاريخ الاستعمار وحرب الجزائر"، وهو ما أثبته ـ حسبه ـ بأفعاله "مثل تسليم الجزائر مؤخرا رفاة المحاربين الجزائريين التي كانت محفوظة بمتحف الإنسان".

وذكر السيد لودريان، في هذا السياق بأن الرئيس ماكرون، طلب من المؤرخ بنيامين ستورا، العمل على ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر "ضمن مناخ تسوده الحقيقة والمصالحة لكي ينظر بلدانا معا نحو المستقبل"، معتبرا أن "النظرة الواضحة والهادئة لماضيهما ضرورية". 

فرنسا تتمنى نجاح المحطة الدستورية مع احترام سيادة الجزائر وبعد أن تطرق إلى الاستفتاء حول مشروع مراجعة الدستور في الجزائر، والمقرر يوم أول نوفمبر المقبل، أكد رئيس الدبلوماسية الفرنسية، أن "فرنسا تتمنى النجاح والازدهار لهذا البلد الصديق مع الاحترام التام لسيادته".

وأضاف يقول "الجزائر على عتبة مرحلة مهمة ستسمح للشعب الجزائري بالتصويت يوم أول نوفمبر على مشروع مراجعة الدستور"، مشيرا إلى أن الرئيس تبون، أعرب "عن نواياه في إصلاح المؤسسات لتعزيز الحوكمة والتوازن بين السلطات والحريات". قبل أن يضيف بقوله "ينبغي على الجزائريين أن يجسدوا طموحاتهم المعبّر عنها بتحضّر وكرامة في نظرة سياسية مع مؤسسات قادرة على بلورتها".

وبخصوص الرهانات الاقتصادية في التعاون الثنائي أوضح السيد لورديان، أن "المؤسسات الفرنسية الموجودة في الجزائر عديدة وتساهم في ديناميكية الاقتصاد وإنشاء مناصب الشغل"، مشيدا بالإصلاحات التي بادر بها الرئيس تبون، قصد "تنويع الاقتصاد الجزائري وتخفيف الإجراءات ومرافقة المؤسسات المبتكرة". وقال في هذا الخصوص "إننا نشيد بهذه الرغبة ويبقى حوارنا مهما من أجل أن تجد المؤسسات الفرنسية مكانتها كاملة في إطار هذه الإصلاحات، وأن تستمر في المساهمة في ازدهار الجزائر".

الجزائر شريك هام وقوة توازن في تسوية الأزمات الإقليمية

ولدى تطرقه إلى الأزمات الإقليمية أكد السيد لودريان، أن "الجزائر تعتبر شريكا هاما بالنسبة لفرنسا"، واصفا إياها "بقوة التوازن التي تفضّل الحل السياسي للأزمات في إطار متعدد الأطراف".

وبخصوص الأزمة الليبية أسرد الوزير الفرنسي، بالقول إن "فرنسا مثلها مثل الجزائر، تعتبر أنه لا يوجد حل عسكري وتدعم الحوار السياسي بين كل الأطراف الليبية تحت رعاية الأمم المتحدة"، مضيفا أن "دور دول الجوار وبالخصوص الجزائر، هام جدا لأنها أول المعنيين بالأخطار التي تترتب عن هذه الأزمة. كما يمكن أن يكون لها دور هام في تحقيق الاستقرار لدى الفاعلين الليبيين على عكس تدخلات القوى الخارجية".

أما فيما يخص الوضع في مالي قال السيد لودريان، إن "فرنسا مثلها مثل الجزائر، رحبت بالعملية الانتقالية التي من شأنها أن تؤدي إلى انتخابات مفتوحة وحرّة وشفّافة وإلى استعادة النظام الدستوري".

وأكد في هذا الصدد "ندعو مثل الجزائر إلى تطبيق اتفاق الجزائر للسلام"، مجددا التأكيد على أن "الجزائر لها صوت مهم في إفريقيا والمتوسط". كما تطرق السيد لودريان، مع الرئيس تبون، إلى "مقترحات" الرئيس ماكرون، حول مواجهة الانفصالية على الأراضي الفرنسية"، مؤكدا على أن هناك رفضا للخلط بين الإسلام وإيديولوجية الإسلاموية الراديكالية. وقال في هذا الصدد "الأمر يتعلق بانشغال نتقاسمه مع السلطات الجزائرية".

من جهة أخرى كشف السيد لودريان، أنه تطرق مع الرئيس تبون، إلى جائحة "كوفيد ـ 19" التي وصفها "بالاختبار الصعب" بالنسبة للبلدين. وصرح في هذا الخصوص "أود أن أشيد بتصميم السلطات الجزائرية وجميع الجزائريين ويسعدني أن إمكانية تنقل الطلاب الجزائريين قد تم التعامل معها كأولوية من طرف قناصلنا العامين من أجل تمكين الآلاف منهم الالتحاق بالجامعات الفرنسية"

واعتبر أن هذه الأزمة الصحية يجب أن تحث البلدين على العمل "بروح التضامن"، معلنا في هذا الإطار عن قرار فرنسا التبرع للحماية المدنية الجزائرية بمركز طبي متقدم تم تسليم هيكله مؤخرا بميناء الجزائر العاصمة.

للإشارة فقد استقبل الوزير الأول السيد عبد العزيز جراد، من جهته وزير أوروبا والشؤون الخارجية لجمهورية فرنسا، بقصر الحكومة، حيث حضور اللقاء وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم وزير الصناعة فرحات آيت علي براهم. وتمحورت المحادثات بين أعضاء الوفدين حول سبل ووسائل تعزيز التعاون الثنائي.