الوساطة الدولية لاستعادة السلام:

سلطات المرحلة الانتقالية بمالي ملتزمة بتنفيذ اتفاق الجزائر

سلطات المرحلة الانتقالية بمالي ملتزمة بتنفيذ اتفاق الجزائر
  • القراءات: 791
س.س س.س

رحبت الوساطة الدولية التي تقودها الجزائر لاستعادة السلام في مالي، الخميس، بالتزام السلطات الجديدة للمرحلة الانتقالية في مالي بتسريع عملية تنفيذ "اتفاق السلم والمصالحة" في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، وأكدت تمسكها بمرافقة الماليين خلال هذه الفترة التي تأمل أن تتسم بـ"الهدوء" وأن تكون "جامعة".

وتحت رئاسة سفارة الجزائر بباماكو، اجتمعت الوساطة الدولية أول أمس الخميس، لمناقشة تطورات الوضع في مالي، ولا سيما تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر على ضوء المستجدات الاخيرة التي شهدتها البلاد.

وشارك في الاجتماع الذي ترأسه سفير الجزائر لدى مالي، بوعلام شبيحي، رئيس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (مينوسما) محمد صالح النظيف، وبعض الدبلوماسيين وممثلي المنظمات الدولية ومن بينهم المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا(ايكواس).

ورحبت الوساطة الدولية التي تقودها الجزائر بـ"تجديد السلطات الانتقالية في مالي التزامها بتسريع عملية تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة وتشجيع الاطراف الموقعة عليه على تطبيقه بحسن نية"، حسب بيان نشر عقب اختتام الاجتماع.

وأضاف البيان أن الوساطة جددت من جهة أخرى "تمسكها بتنفيذ الاتفاق" وأكدت مجددا التزامها بمواصلة مرافقة مالي خلال المرحلة الانتقالية الراهنة التي تأمل أن تتسم بـ"الهدوء وأن تكون جامعة".

وأعربت الوساطة بالمناسبة عن رغبتها في عقد اجتماع للجنة متابعة الاتفاق بعد تشكيل حكومة جديدة "في مالي، يجري التشاور بشأنها.وفي هذا السياق، دعا مؤخرا الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، السلطة الانتقالية الحاكمة في مالي الى استئناف تنفيذ اتفاق السلام لعام 2015 الذي يعد " أساسيا لاستقرار البلاد".

وأكد غوتيريس، في تقرير سلم هذا الاسبوع لمجلس الامن الدولي أن " اتفاق السلام يبقى الاطار الملائم من أجل إصلاحات مؤسساتية عاجلة ولابد أن يبقى تنفيذه أولوية"، مضيفا أنه لا يوجد بديل صالح له.

ودعا الامين العام الاممي، سلطات المرحلة الانتقالية في مالي "لإقرار الاتفاق والحركات الموقعة عليه الى تجديد التزاماتها باتخاذ اجراءات ملموسة لضمان إحراز تقدم في تنفيذه".

واشنطن تؤكد الالتزام بإجراء الانتخابات في غضون 18 شهرا

ومن جهة اخرى مكن اللقاء الذي جمع المبعوث الأمريكي الخاص إلى منطقة الساحل بيتر فام، بالرئيس المالي للمرحلة الانتقالية باه نداو، من تحديد معالم التوجه الجديد للسلطة في هذا البلد في ظل مساعي تفادي حدوث أي انفلات أمني، حيث سينقل فام، الذي سيلتقي اليوم السبت، بكبار مسؤولي الحكومة الانتقالية وممثلي مجموعة الدول الخمس لغرب إفريقيا، إلى جانب القادة الدينيين وممثلي المجتمع المدني والدبلوماسيين، مواقف واشنطن خصوصا ما تعلق بالالتزام بتنفيذ اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر.

وأفاد بيان نشرته أول أمس، الرئاسة المالية على صفحتها الرسمية على "تويتر"، أن المبعوث الأمريكي نقل للرئيس المالي " ترحيب بلاده بتشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية"، في الوقت الذي أكدت فيه مورغن أورتاجوس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن بيتر فام، سيحث الحكومة الانتقالية على الوفاء بالتزام إجراء انتخابات حرة ونزيهة في غضون 18 شهرا.

ويترقب الماليون الإعلان عن تشكيلة الحكومة بعد تعيين وزير الخارجية الأسبق مختار وان وزيرا أول، وتكليفه من طرف الرئيس الانتقالي بتشكيلها.

وكانت الولايات المتحدة قد أدانت بشدة التمرد في مالي شهر أوت الماضي، ودعت جميع الاطراف السياسية والعسكرية الفاعلة إلى استعادة الحكومة الدستورية، حيث أوقفت كل المساعدات الأمنية والتدريب الذي كانت تقدمه للقوات في باماكو.

وسبق للمبعوث الأمريكي الخاص إلى منطقة الساحل، أن زار بعض دول المنطقة بداية الشهر المنقضي، على خلفية التطوارت الاخيرة في مالي وتأثيرتها على جهود مكافحة الارهاب في مناطق أخرى من غرب افريقيا، حيث جدد موقف واشنطن بخصوص مساعدة حكومات هذه الدول على التعامل مع قضايا انعدام الأمن واحتواء انتشار العنف وتحقيق الاستقرار، فضلا عن تحسين التنسيق مع الشركاء الدوليين والإقليميين والمنظمات الدولية.

وتولي واشنطن اهتماما كبيرا بمنطقة الساحل التي تشهد تدخلات أجنبية متعددة، فرغم أنها عارضت منذ عامين مشاركة منظمة الامم المتحدة في قوة الساحل التي تنشط فيها باريس عسكريا، بحجة أنها تقدم لها ملايين من الدولارات منذ سنوات، إلا أنها حريصة على التنسيق مع التكتلات الاقليمية في المنطقة حول قضايا الإرهاب والأمن.