حق الرد

صناعة التميّز والاستثناء

  • القراءات: 1455
بلسان: جمال لعـلامي بلسان: جمال لعـلامي

رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تكلّم بلسان جميع الجزائريين وبقلوبهم وعقولهم، عندما تحدث عن القضية الفلسطينية، ولذلك تفاعل الجميع معه، وسانده ودعمه ووقفوا في صفه مساندين، داعمين مفتخرين مقدّرين بهذا الموقف الذي لا يصدر إلاّ عن بلد ثورة خالدة وقبلة الأحرار والرجال الأخيار والشهداء الأبرار.

كذلك، "الجزائر الجديدة"، تبدأ من هذا التفاعل والكلمة الواحدة بين الحاكم والمحكوم، وبين الشعور الموحّد والإحساس الأوحد، الذي لا يتناقض في معانيه وتفسيراته وأهدافه، بين الرئيس والمرؤوس..وقد سجّل الرئيس تبون، أهدافا لصالح ديبلوماسيتنا التي تستمدّ مبادئها من بيان الفاتح نوفمبر، والتي لا تقبل التنازل أو التفاوض بأيّ شكل من الأشكال.

لعل مثل هذه المواقف والمبادئ و"الثوابت" الخالدة والمقدّسة، التي لا تقبل البيع أو الشراء أو المساومة أو المقايضة، هي التي تصنع دوما التميّز والاستثناء القادم من بلد كبير اسمه الجزائر، بما خطف أنظار واهتمام وتقدير الشعوب العربية، وقبلها الشعب الفلسطيني المقاوم، الذي يرى في الجزائر بصيص أمل وركيزة لا يُمكن الاستغناء عنها في يوم من الأيام.

الموقف الوارد على لسان الرئيس عبد المجيد تبون، يتضمنه أيضا، مشروع الدستور الجديد، القائم على أسس بيان أول نوفمبر، والهادف إلى بناء جزائر جديدة، لا تكون إلاّ بالامتداد إلى مواقف وشجاعة أجيال الثورة التحريرية المباركة، التي استند إلها الحراك الشعبي الأصيل، في اقتباس الوقفات والرغبة في التغيير الشامل والجذري والسلمي، بما يقوّي الجزائر ويحفظ كرامة وكبرياء و"نيف" كلّ الجزائريين.

استفتاء "عيد الثورة"، هو بوصلة سيضبط بموجبها الجزائريون عقارب ساعة التغيير على توقيت جمهورية جديدة، تعيد الحقوق لأصحابها، بالمشاركة الفردية والجماعية في التشييد والتأسيس والإصلاح وتغيير ما يجب تغييره بالتي هي أحسن، وبالتعاون والتضامن، وبالصرامة والكفاءة والوفاء والإخلاص.

لا يُمكن للجزائر أن تحيد عن أهداف الثورة المجيدة، و"الروح الثورية" في التفكير ووقفة الشجعان، وهو السقف الذي يقع تحته الدستور الجديد، الذي أعاد الاعتبار لكلّ ما له صلة بـ"فخامة الشعب"، ويفرش البساط الأحمر لتغيير منهجي يعيد الأمور إلى نصابها، ويغيّر الذهنيات البالية والعقليات البائدة.

هذه هي الجزائر الجديدة التي ينتظرها جميع الخيّرين والمواطنين والوطنيين..مواقف ومبادئ لا تتغيّر بتغيّر الأحوال الجوية، ونظرة ثاقبة، واستشراف مبني على الوقائع والحقائق، ورؤية بعيدة الأمد والحياة لا تتأثر بهبوب الرياح ولا بتعاقب الليل والنهار.

تمسّك الجزائر بمسارها "التحرّري" مثلما جاء في خطاب رئيس الجمهورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومناداتها الأزلية بحرية الشعوب في تقرير مصيرها، وتسيير ثرواتها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الجزائر وُلدت كبيرة وقادت ثورة كبيرة وستبقى إن شاء الله كبيرة بأخلاقها وشعبها ومؤسساتها وسيادتها وحريتها واستقلالها..وهذه هي الجزائر التي ستبقى واقفة بوقوف رجالها البواسل والشرفاء.