دفعت الناشرين إلى تغيير خططهم

كورونا صافرة إنذار للتوجه نحو الفضاء الإلكتروني

كورونا صافرة إنذار للتوجه نحو الفضاء الإلكتروني
  • القراءات: 616
نقلا عن صحيفة "العرب" نقلا عن صحيفة "العرب"

تأثر قطاع النشر، بشكل كبير، في العالم العربي جراء أزمة فايروس كورونا المستجد وما رافقه من حالة حجر صحي وتوقف الطباعة، وهو ما دعا اتحاد الناشرين العرب إلى إطلاق تحذير حول الواقع الصعب الذي يعيشه الناشرون العرب، والمخاطر الكبيرة التي باتت تهدد صناعة النشر.

تواجه صناعة النشر عربيا تحديات كثيرة، أبرزها تأجيل إقامة معارض الكتب الدولية في العديد من الدول العربية والأجنبية، وتوقف الكثير من دور النشر عن قبول الكتب الجديدة المؤلَّف والمترجم منها، وكذا توقف الكثير من المطابع عن العمل. وبدأ الكثير من العاملين الفنيين؛ من مخرجين ومصممين ومحررين، العمل من منازلهم في حال توفر عمل.

يقول القاص والناشر جعفر العقيلي صاحب دار "الآن ناشرون وموزعون"، إنه "في ظل الظروف المحيطة والمرتبطة بجائحة كورونا، لا يمكن القول إن هناك خطة واضحة تماما ومحددة الملامح بخصوص برامجنا في عام 2021، فمازال في الوقت متسع لإعادة ترتيب الأولويات استنادا إلى تطورات الوضع الوبائي". ويضيف: "كنا نَعدّ العدة للمشاركة في معارض، أكدت إداراتها أنها ستقام في مواعيدها، قبل أن نتلقى، مؤخرا، رسائل تفيد باحتمالية التأجيل أو الإلغاء؛ التزاما بالقرارات الحكومية لضمان السلامة العامة، لكني أستطيع القول بثقة إننا نجحنا في "الآن ناشرون وموزعون"، في تحويل التحدي إلى فرصة؛ فلم ينقطع العمل خلال فترة حظر التجول أو الإغلاق الشامل، وواصل الفريق أداءه بنسبة إنجاز عالية، وهو ما يتجسد في الكتب الجديدة التي تخرج تباعا من المطابع؛ وفاء لالتزاماتنا مع المؤلفين، وفي نطاق الآجال الزمنية المرسومة مسبقا لصدور هذه الكتب".

ويشير الناشر محمد البعلي صاحب دار صفصافة للنشر، إلى أن الدار تنوي تنويع قائمة مطبوعاتها الجديدة خلال عام 2021، لمواجهة التحديات التي يفرضها الواقع على الطلب؛ إذ يخططون لكي تضم قائمتهم عددا من العناوين "التجارية" المترجمة؛ سواء من أدب الجريمة أو الأدب التاريخي، إضافة إلى خط نشرهم الرئيس، الذي يركز على أدب الجوائز والأعمال الفكرية والأدب غير الروائي. ويضيف: "بالنسبة للتغييرات التي طرأت على نشاط النشر، فنحن ننوي مواصلة وتطوير البيع والتسويق الإلكتروني، وكلاهما بدأنا التوسع فيه خلال فترة الإغلاق بسبب وباء كورونا. كما سنحافظ على مرونة العمل من المنزل؛ بحيث تصبح نظاما دائما لأكثر من نصف فريق العمل، وبشكل خاص المحررين والمصمم الرئيس للدار، وفريق التسويق والسوشيال ميديا.. ونظن أن هذه السياسة ستنعكس، بشكل إيجابي، على أداء فريق العمل. وننصح كافة الناشرين باتباع نظم العمل المرنة؛ لما في ذلك من توفير وقت وجهد العاملين، وإن كانت، بالطبع، تحتاج إلى جهد أكبر من فريق الإدارة".

أما الناشر مصطفى الشيخ مدير دار آفاق، فيرى أن فيروس كورونا المستجد الذي انتشر في العالم أجمع منذ أوائل عام 2020 والمستمر إلى الآن، قد أصاب صناعة النشر بأضرار بالغة، كان تأثيرها المباشر في إلغاء كافة المعارض الدولية والمحلية للكتب، هذه المعارض التي تُعتبر المنفذ الأكبر لجميع الناشرين في عرض وتوزيع إصداراتهم؛ الأمر الذي استوجب أن يغير جميع الناشرين خطتهم للنشر التي كانت موضوعة سلفا.

ويؤكد الشيخ حدوث تغيرات في طريقة إدارة النشاط؛ قال: "لقد غيرنا في الدار كثيرا من طريقة إدارتنا العمل؛ حيث يعمل من المنزل بعض إطارات الدار. وكذلك اعتمدنا توزيع الكتب أونلاين، وتنشيط خدمة توصيل الكتب إلى الزبون. وحاليا الدار تقوم بعمل متجر إلكتروني خاص بها، لتوزيع كتبها ورقيا وإلكترونيا. كما نقوم حاليا بتحويل كتبنا إلى صيغة EPUB؛ تمهيدا لطرح الكتب إلكترونيا على جميع المنصات المهتمة بتوزيع الكتاب إلكترونيا". ويكشف عبد العظيم الصلوي المدير التنفيذي لمؤسسة أروقة للنشر، عن خطط المؤسسة قائلا: "لدينا خطط كثيرة للنشر العام القادم على الرغم من أنَّ أمورا عدة لم تتضح بعد بشأن معارض الكتاب القادمة. كما أن ما اتضح من هذه الناحية تحيط به المخاوف مما يتردد حول موجة ثانية لكورونا".

ويتابع بشأن التغييرات التي طرأت على الصناعة وتأثيراتها: "كان من المفترض أن تحدث هذه التغييرات من زمن "البيع والتوزيع الإلكتروني تحديدا"، وقد حدث كثير منها في العالم، لكن العرب انتظروا حتى حل كورونا، ومع ذلك فقد أفادت هذه التحولات القارئ والمنتج، إلى جانب ما تطلّبه الفراغ والبقاء في المنازل من حاجة إلى الكتب والقراءة".

ويوضح الناشر أحمد سعيد عبدالمنعم، أن منشورات الربيع تخطط لتقديم موسم متنوع بين الإبداع العربي والمترجم من عدة لغات. ويقول: "التغيرات التي حلّت هي صافرة إنذار للحكومات العربية، لإعادة تقييم التجربة العربية في دعم الثقافة بين الواقع والمفترض أن يحدث حتى قبل كوفيد – 19. الفساد المستشري في جنبات القطاعات الثقافية والمسكوت عنه لاعتبارات كثيرة، لا بد أن يلتفت إليه المسؤولون. المجاملات والعلاقات والشلل المتحكمة في كل اتجاه أينما وليتَ وجهَك وجدتَ شلة تحكم قطاعا".