فيما تم تسجيل حالة وفاة بميلة

أمطار الخريف تغرق العاصمة في ظرف وجيز

أمطار الخريف تغرق العاصمة في ظرف وجيز
  • القراءات: 529
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

أكد النقيب نسيم برناوي، المكلف بالاتصال لدى المديرية العامة للحماية المدنية لـ«المساء"، أمس، أن أعوان الحماية المدنية يوجدون في حالة تأهب قصوى للتدخل في حال تسجيل أي طارئ، بعد تساقط أولى أمطار الخريف التي تسببت في بعض الحوادث والاضطرابات على مستوى العديد من ولايات الوطن، لاسيما مع الارتفاع الكبير في منسوب مياه الوديان، وتسجيل سيول جارفة على مستوى الطرقات والشوارع، والتي اجتاحت عددا من الشوارع وغمرت المنازل والمحلات التجارية، خاصة بالعاصمة.

وأوضح نسيم برناوي، بأن السيول التي تشكلت بفعل الأمطار الغزيرة التي تهاطلت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، شلت حركة المرور وجرفت السيارات وأحدثت ذعرا لدى السكان، خصوصا في بلديات بئر مراد رايس، حيدرة، الجزائر الوسطى، سيدي امحمد، الشراقة وجسر قسنطينة على مستوى العاصمة، فيما سجلت أضرارا ببعض الولايات الأخرى على غرار باتنة، ميلة، أم البواقي، بومرداس وتبسة.

وفاة طفل بفرجيوة

في سياق متصل، أكد محدثنا بأن الأمطار التي شهدتها البلاد تسببت في وفاة طفل بولاية ميلة، تم انتشاله بعدما جرفته سيول واد بالمنطقة المسماة "مشتى تسويت" بفرجيوة، حيث لفظ الضحية   أنفاسه الأخيرة بمستشفى فرجيوة.

وأشار المتحدث إلى أن أعوان الحماية المدنية في حالة تأهب قصوى للتدخل في أي لحظة بمختلف ولايات الوطن بما فيها العاصمة، لاسيما في ظل استمرار النشرية الخاصة المرتقبة طيلة الأسبوع.

الحماية المدنية تتدخل بعدة ولايات

وقال برناوي، إن مصالح الحماية المدنية قامت بإنقاذ 3 أشخاص كانوا على متن شاحنة، حاصرتهم مياه الأمطار التي تراكمت داخل النفق بمدخل بلدية أم بواقي. كما تدخلت وحداتها للقيام بعدة عمليات لامتصاص المياه المتسربة إلى 40 منزلا و4 محلات وإخراج 8 سيارات كانت محصورة بمياه الأمطار من دون تسجيل ضحايا، بولاية خنشلة.

وتسربت مياه الأمطار إلى حوالي 18 منزلا بولاية تبسة. كما تم امتصاصها ببلديات باتنة بدون تسجيل خسائر مادية أو بشرية. أما ببومرداس، فقد سجل تراكم المياه بحيي 800 و1200 مسكنا، تم تصريفها من طرف الأعوان، مع تسجيل سقوط شجرة على سقف منزل بحي 17 جوان بخميس الخشنة.

لا خسائر بشرية بالعاصمة

وبخصوص الوضعية التي خلفتها الأمطار الغزيرة المتساقطة بولاية الجزائر، أوضح النقيب برناوي، أن العاصمة لم تسجل أي خسائر بشرية، بينما تم تسجيل بعض الخسائر المادية بمختلف البلديات، على غرار بلدية بئر مراد رايس الأكثر تضررا بسبب انجراف التربة والسيول التي أحدثتها الأمطار الغزيرة في ظرف وجيز، بالإضافة إلى بلديات حيدرة وجسير قسنطينة وسيدي امحمد والجزائر الوسطى.

وأشار، إلى أن مصالح الحماية المدنية، تدخلت على إثر انهيار جدار خارجي بطول مترين تابع لسفارة فرنسا بالجزائر، ما أدى إلى انقطاع الطريق المؤدي إلى الطريق الاجتنابي بشارع "العربي عليق" بحيدرة. كما تم إخراج سيارتين مغمورتين بالمياه بساحة المعدومين بالرويسو، بالإضافة مع تسجيل تراكم للمياه عبر عدة نقاط ومحاور ببلديات الشراقة، بئر مراد رايس، سيدي امحمد، حسين داي، الجزائر الوسطى، بوزريعة، بني مسوس، بلوزداد وجسر قسنطينة.

وتم بشارع حسيبة بن بوعلي تسجيل انهيار جزئي لأرضية، أضرت بشقتين، فيما أحدثت السيول حفرة قطرها 10 أمتار وعمقها 8 أمتار بشارع المعدومين وأخرى بشارع روشي بوعلام ببلدية بلوزداد.

وأشار نسيم برناوي، إلى أن أعوان الحماية المجندين في هذا الظرف الاستثنائي، متواجدون حاليا بالميدان على مستوى المناطق المتضررة، حيث يتم العمل بدون انقطاع، تأهبا لأي طارئ، مضيفا بأن المصالح التقنية تعمل هي الأخرى على تنظيف البالوعات، علما أن أسباب السيول التي أحدثتها الأمطار بالشوارع والطرقات يعود للكميات الكبيرة من الأمطار المتساقطة خلال فترة وجيزة. كما أن مخلفات البناء، وكذا الفضلات التي سدت البالوعات، أدت هي الأخرى إلى ارتفاع منسوب المياه ـ يقول برناوي ـ الذي دعا المواطنين وخاصة منهم العائلات التي تقطن على حافة الأودية إلى توخي الحيطة والحذر في الأيام المقبلة.

كما شدد ذات المسؤول، على وجوب قيام المصالح التقنية بدورها في تنقية البالوعات ومجاري المياه في وقت مبكر، قبل وقوع الكارثة، لاسيما على مستوى البلديات التي تعرف نقاطا سوداء. 

"مير" بئر مراد رايس يستنجد بالوالي

في سياق متصل، ناشد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبئر مراد رايس، فيصل زيقم، والي العاصمة يوسف شرف، التدخل من أجل ترحيل العائلات المتضررة من الأمطار الغزيرة التي عرفتها البلاد مؤخرا، وهي العائلات التي تقطن بالبيوت القصديرية على مستوى حيدرة وسيدي يحيى.

وقال زيقم، إن ارتفاع منسوب المياه ببلديته راجع لعامل التضاريس، كونها منطقة غير مسطحة، "لذا تتكرر الظاهرة في كل سنة"، مشيرا إلى أن مصالح البلدية تضع كل سنة مخططا استعجاليا لتفادي الخسائر المادية والبشرية. كما أكد تجند كل مصالح البلدية للعمل على تنظيف البالوعات وتطهير الأحياء من النفايات حرصا على سلامة المواطنين.

والي العاصمة يشدد على إصلاح مخلفات الأمطار

من جهته، شدد والي العاصمة، يوسف شرفة، الذي قام أمس، بزيارة ميدانية لمعاينة حجم الخسائر المادية التي تسببت فيها الأمطار الغزيرة، على ضرورة القيام بإصلاح مخلفات الأمطار الأولى التي تهاطلت على العاصمة وباقي ولايات الوطن في الساعات الماضية. وأمر المؤسسات المكلفة بمشاريع البناء على غرار "كوسيدار" بتسريع وتيرة أشغال جمع كل مخلفات الورشات، علما أنه تم تسخير كل العتاد والفرق اللازمة من طرف المؤسسات العمومية ومصالح البلدية لجمع الأتربة المتراكمة على مستوى الشوارع والأحياء.

وعاين الوالي بعض المناطق المتضررة من الأمطار على غرار المقاطعة الإدارية لحسين داي، حيث تم تسجيل انهيار أرضي بحي "واد كنيس" ببلدية القبة، بسبب انفجار الأنبوب الجامع للمياه جراء الضغط الكبير للمياه المتسربة بداخله.