الطاهر بلقاسم، النجم السابق لاتحاد الحراش لـ"المساء "

يتعين على المسؤولين المحليّين مساعدة النادي لحل مشاكله

يتعين على المسؤولين المحليّين مساعدة النادي لحل مشاكله
  • القراءات: 416
ع .إسماعيل ع .إسماعيل

لازالت الأوساط الرياضية لاتحاد الحراش تعيش على وقع انتفاضة أعضاء من مجلس إدارة النادي المحترف ومن النادي الهاوي، قرروا في موقف مفاجئ، سحب الثقة من الرئيس محمد العايب، متهمين هذا الأخير بالفشل الذريع في إعطاء قاعدة حقيقية في مجال تسيير الفريق الذي كان على وشك الالتحاق ببطولة الهواة لولا قرار الاتحادية، التي ألغت السقوط بعد توقف المنافسة الناتج عن انتشار وباء فيروس كورونا في بلدنا.

فقدَ العايب، لأول مرة في مجلس الإدارة، نسبة كبيرة من الدعم الذي كان يلقاه في الأزمات السابقة التي وقع فيها الاتحاد؛ إذ قرر هذه المرة 12 عضوا من بين الأعضاء 19 الذين يشكلون هذا المجلس، سحب الثقة منه. ويعني ذلك أن محمد العايب فقد السيطرة كلية على المجلس، ولم يبق أمامه أي مجال للمناورة والسيطرة من جديد على الوضع، مثلما كان يتوصل إليه في السابق في مثل هذه الحالة. وما زاد من متاعب العايب هذه المرة هو فقدان المساندة التي كان يتلقاها في السابق من لاعبي فريق السبعينات والثمانينات، منهم الطاهر بلقاسم وسالمي ولحسن وعبد القادر مزياني، وغيرهم من الذين فازوا بكأس الجمهورية في 1974 وفي 1987، ولازالوا يتمتعون بسمعة طيبة في أوساط النادي.

لقد أجمعوا هذه المرة على إعادة النظر في كيفية تسيير النادي. ولأول مرة عبّروا عن يقينهم أن العايب عرف فشلا ذريعا في مجال تسيير الفريق، ولا يمكنه، بالتالي، الاستمرار على رأس النادي. لكن الوضع في النادي الحراشي لازال غامضا مادام الإجماع على إبعاد العايب من رئاسة النادي، لم تتبعه إلى حد الآن خطوات ملموسة في مجال بلورة الطريقة التي سيتم بها إعادة بعث النادي على قواعد جديدة وصحيحة، رغم أن كل الأطراف التي انتفضت هذه المرة، تعترف بأن النادي لا يمكنه أن يقف على رجليه بدون وضعه تحت تصرف شركة وطنية قادرة على حمايته من الوقوع في أزمات مالية متتالية، وإبعاده، بشكل خاص، من شبح الزوال الذي أصبح يهدده أكثر من أي وقت مضى.

غير أن المسيرين الذين ستوكل لهم مهمة إعادة بناء النادي على قواعد جديدة والحد من هموم مناصريه، لن يكون هذا الأمر أمامهم سهلا. أعضاء من مجلس الإدارة ومن النادي الهاوي اتصلوا في الأيام الأخيرة، بمسؤولين في وزارة الشباب والرياضة بغية تحسيسهم بضرورة استفادة اتحاد الحراش من رعاية كاملة من الوزارة، بهدف وضعه تحت تصرف مؤسسة اقتصادية، تقوم بتسيير أموره كناد محترف على غرار بعض الأندية المحترفة التابعة للرابطة المحترفة الأولى.

ويقول في هذا الصدد نجم اتحاد الحراش في السبعينات الطاهر بلقاسم: "بطبيعة الحال الوضع مقلق جدا في اتحاد الحراش، ويميل إلى التدهور من موسم رياضي إلى آخر. وضعيته الحالية أصبحت لا تطاق، والجميع بدأ يدق ناقوس خطر الزوال الذي بدأ يهدد مستقبل النادي"، مواصلا: "صحيح أن الخطوة التي قام بها زملائي اللاعبين القدامى وأعضاء من مجلس الإدارة ومن النادي الهاوي، تُعد، في نظري، حاسمة، لكونها جاءت في الوقت المناسب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والنادي يسير إلى الهاوية"، مضيفا: "لكن، في نظري، الأطراف التي قامت بهذه الحركة لا يمكنها أن تفعل أي شيء بدون أن تلقى مساندة قوية من أنصار النادي، الذين يجب أن يكون لهم دور كبير في هذه الصحوة التي تشهدها أوساط النادي. أليس ضغط أنصار شباب بلوزداد هو ما كان وراء استقدام شركة وطنية للتكفل بناديهم؟ لذا يتعين على أنصار مدينة الحراش الوقوف إلى جانب فريقهم، ومساندته بطريقة حضارية من أجل تفويت الفرصة على الذين يصطادون في المياه العكرة من أجل استرجاع تسيير اتحاد الحراش لصالحهم".

وفي نظر الطاهر، يتعين على السلطات المحلية للحراش أن تكون طرفا في حل معضلة النادي، موضحا أن هذه السلطات المتمثلة في الوالي المنتدب ورئيس البلدية، يتعين عليها القيام بالدور المنوط بها في حل معضلة النادي؛ "لا يمكن أن نغفل أو أن نقلل من دور الوالي المنتدب والبلدية في إخراج اتحاد الحراش من الأزمة العويصة التي يتخبط فيها اتحاد الحراش التابع قانونيا للبلدية، وهي من يرجع لها الدور في تمكين النادي من تفادي الوقوع في أزمة مالية، بينما الوالي المنتدب يمكن أن يكون الوسيط بين مسيري النادي والسلطات العمومية المكلفة بالرياضة؛ لكي تستجيب هذه الأخيرة لمطالب النادي، الرامية إلى إيجاد تكفل تام من مؤسسة وطنية"، أنهى بلقاسم الطاهر كلامه معنا.