هواية غرس النباتات داخل المنازل

إقبال واسع على المشاتل بالعاصمة

إقبال واسع على المشاتل بالعاصمة
  • القراءات: 626
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تجد بعض الأسر الجزائرية خلال هذه المرحلة الاستثنائية، ضالتها في الاهتمام بحديقة المنزل أو غرس نباتات الزينة داخل المنزل، ذلك العمل الذي يُعد ثقافة لا يعرفها إلا البعض، ولا يتقن أصولها إلا ذوو اليد الخضراء، الذين يهتمون بالنباتات، ويدركون كيفية الاعتناء والتزين بها؛ إذ تضفي رونقا خاصا على ديكور البيت، وتوحي بالحياة التي تنبعث منها.

سجلت العديد من المشاتل التي انتقلت إليها "المساء"، مؤخرا، إقبالا منقطع النظير على اقتناء نباتات الزينة، هذا ما أشار إليه الحاج موسى صاحب مشتلة ببلدية الشراقة بالعاصمة، الذي قال إنه منذ فتح محله بعد رفع الحجر عن بعض النشاطات، يسجل إقبالا يوميا من مواطنين يبحثون عن بعض نباتات الزينة من مختلف الأنواع، مشيرا إلى أن الكثيرين لم تكن لديهم أي علاقة بهذا العمل؛ غرس النباتات أو معرفة كيفية الاعتناء بها، وأن أسئلتهم تدل على غرار معرفة كيفية نقلها وغرسها، أو حجم الماء الذي تحتاجه، ووتيرة سقيها أو مكان وضعها، وبعض التفاصيل الأخرى، في حين أن البعض لا يعرف حتى أسماء بعض النباتات الشهيرة. وأضاف: "إن الاهتمام بنباتات الزينة زاد خلال هذه الفترة، بالتحديد بعد فتح المحلات، بعدما وجد البعض لا سيما النسوة ضالتهن في تمضية فترة بقائهم بالبيت في الغراسة، والاهتمام بالنباتات لتجديد روتين حياتهن، ومنه العناية بالنباتات، وهي الثقافة التي  ورثتها الأسر الجزائرية في سنوات مضت، حيث كانت الحدائق وشرفات المنازل مزيَّنة بالعديد من النباتات على اختلاف أنواعها.

وكان الاهتمام خاصة بنباتات معينة دون أخرى، والتي يعمل بعضها، مثلا، على تعطير الجو، وأخرى على تلطيف المنزل أو إعطاء لمسة الطبيعة بين جدران البيت، إلى جانب قوة بعض الأنواع في محاربة الحشرات، لا سيما البعوض. وأضاف الحاج موسى أن اقتناء النباتات يكون حسب نوع المنزل الذي يعيش فيه الراغب في "تبني" نبتة؛ باعتبارها هي الأخرى كائنا حيا، في حاجة إلى اهتمام خاص؛ إذا أهملته ذبل وضاع. وتختلف بعض الأنواع؛ فمنها الخاصة بالعمارات، وأخرى بالمنازل التي بها حديقة؛ إذ يفضل أصحابها اقتناء أشجار ونباتات توضع خارجا، في حين يحتاج سكان العمارات النباتات التي لا تتطلب أشعة شمس كثيرة، ويمكن وضعها داخل الغرفة أو في الحمام أو حتى المطبخ.

وأكد المتحدث أن ثقافة الاهتمام بالنبتة هي مهمة ليست بالسهلة، لكن يمكن لكل شخص أن يكون صاحب "اليد الخضراء" إذا رغب في ذلك؛ فبعض النباتات لا يحتاج عناية خاصة، في حين هناك أنواع أخرى تعد أكثر تمردا وتُعتبر كالطفل الصغير المدلل، الذي يحتاج إلى اهتمام ورعاية حتى ينمو بصحة جيدة، وأي إهمال للنبتة قد يجعلها تذبل تماما بالرغم من سنوات الاهتمام بها.