فيما انتعشت أسعار النّفط بتأثير من إعصار لورا

”سوناطراك” تقرر خفض سعر ”صحارى” في سبتمبر

”سوناطراك” تقرر خفض سعر ”صحارى” في سبتمبر
  • القراءات: 568
حنان ح ـ الوكالات حنان ح ـ الوكالات

أعلنت شركة سوناطراك أمس، عن خفضها لسعر البيع الرسمي لخامها المزيج الصحراوي تحميل سبتمبر المقبل، إلى مستوى 0,40 دولار للبرميل فوق سعر برنت، فيما كانت قد حددت سعر البيع الرسمي في أوت الجاري، عند 0,85 دولار للبرميل فوق خام برنت.

وعرفت أسعار النفط أمس، ارتفاعا إلى نحو 46 دولارا للبرميل لتقارب أعلى مستوى لها منذ مارس الماضي، بدعم من وقف منتجين أمريكيين معظم الإنتاج البحري من خليج المكسيك قبل الإعصار لورا، وتقرير أظهر انخفاض مخزونات الخام الأمريكية.

لكن المكاسب كانت محدودة بفعل تجدد المخاوف حيال جائحة فيروس كورونا، التي قلصت الطلب على الوقود بعد تقارير عن إصابة متعافين في أوروبا وآسيا بكوفيد-19 من جديد، ما آثار مخاوف إزاء المناعة مستقبلا.

ويتفق الخبراء في المجال النفطي على أن جائحة كوفيد-19 أدت للكثير من التأثيرات السلبية على قطاع المحروقات، ستستهلك وقتا ليزول أثرها، معتبرين أنه إذ ليس من المتوقع أن يتعافى الوضع في هذا القطاع ـ عالميا ـ في المدى القريب أو المنظور.

وحسب روبرت مينتر، محلل استثمار استراتيجي (قطاع النفط) في شركة أبردين ستاندرد إنڤسمنتس البريطانية، فإن سياسات الإغلاق والتوقف الناتجة عن الجائحة العالمية، عطلت جميع الأنشطة والصناعات تقريبا، وكنتيجة لذلك لم تفِ الصناعات باحتياجات السوق من مختلف المنتجات في الوقت المناسب. وبالمثل تأثرت قطاعات النفط والغاز الطبيعي بشكل سلبي بسبب التوقف المفاجئ للنقل وبالتالي لسلسة التوريد. وتراجع الطلب على النفط بنسبة وصلت إلى 20 بالمائة، وهي نسبة فاقت التقديرات الأولية للشركات المنتجة له، حسب المحلل.

وتمت الإشارة في هذا السياق إلى تقديرات مركز مكافحة الأمراض واتقائها في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي اعتبر أنه لن تكون هناك عودة إلى الوضع الطبيعي ما قبل الجائحة، وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية التي تشكل عائقا لعودة الطلب الطبيعي على النفط في المستقبل القريب، بسبب عدم عودة الموظفين لمكاتبهم وأعمالهم تماما قبل ظهور لقاح معتمد.

كما أدى الإغلاق الذي نتج عن الجائحة إلى توقف السفر من أجل العمل، وهو أحد مصادر الدخل الأساسية التي تعتمد عليها شركات الطيران العالمية، مثلما لفت إليه المحلل البريطاني، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى انخفاض الطلب على براميل النفط عالميا إلى أقل معدلاته، فبعد أن كان الطلب يصل لسبعة ملايين برميل يومياً، أصبح الطلب يصل لأقل من مليون برميل يوميا لوقود الطائرات. ورغم أنه ثمة توقعات بأن الطلب على وقود الطائرات سيعود لقرابة ستة ملايين برميل في اليوم بحلول سنة 2021، تفترض هذه التوقعات تقدم الأبحاث الطبية وإيجاد لقاح معتمد. ولهذا فإن العاملين بقطاع النقل الجوي يؤكدون أنه من الخطأ اعتبار أزمة السفر مؤقتة.

لكن المحلل يعتبر أنه من السابق لأوانه الحديث عن نهاية الصناعة النفطية، مشيرا على سبيل المثال إلى صعوبة استبدال 1,2 مليار سيارة في العالم، تعمل بالوقود لتعويضها بسيارات تعمل بالكهرباء في أقرب الآجال، وهو ما يعني أن الأسعار مدعوة للارتفاع مجددا مع انفراج الأزمة الصحية حتى وإن كان ذلك بصفة نسبية.