رئيس اتحادية ذوي الاحتياجات الخاصة لـ "المساء":

رياضيونا شرّفوا الجزائر في كل المنافسات الدولية

رياضيونا شرّفوا الجزائر في كل المنافسات الدولية
ڑ رئيس اتحادية ذوي الاحتياجات الخاصة السيد محمد حشفة":
  • القراءات: 615
ع .إسماعيل ع .إسماعيل

تبدو الأجواء في اتحادية ذوي الاحتياجات الخاصة جيدة للغاية، والتي لها علاقة بالخطوات العملاقة التي قطعتها هذه الرياضة في مجال التأشيرات المؤهلة للألعاب الأولمبية 2021 المقرر إجراؤها بطوكيو. هذا الارتياح عبّر عنه رئيس الهيئة الفيدرالية لهذا الفرع بمختلف أنواعه السيد محمد حشفة، الذي قال في تصريح لـ "المساء"، إن رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة تطمح دائما إلى المزيد من تحقيق النتائج الباهرة على المستوى الدولي.

قال المتحدث في هذا السياق: "اليوم رياضتنا بمختلف فروعها وأنواعها، تشعر بمسؤولية كبيرة واقعة على أكتافها؛ فلم يعد بإمكانها، اليوم، تخييب ظن الجزائريين بعدما أبانت عن امتلاكها قدرات كبيرة تسمح بالحصول على نتائج إيجابية في أي منافسة دولية، ثم إن رياضيينا يشعرون بالضغط لإدراكهم التام أن الجمهور الجزائري يترقب وينتظر دائما خرجاتهم في المنافسات الدولية، لكن الحمد لله لم يخيبوا أحدا، بل زاد إصرارهم على تسجيل المزيد من النجاحات، لا سيما على مستوى الدورات الدولية الأولمبية؛ حيث أصبح يُحسب للرياضيين الجزائريين ألف حساب من قبل منافسيهم"، مضيفا في نفس المنحى: "فهم يصعدون إلى المنصة في كل الدورات الأولمبية والبطولات والكؤوس العالمية؛ إنها لمفخرة كبيرة لبلدنا". وقال محدثنا إن إرادة أعضاء مختلف المنتخبات الوطنية هي العامل الأساس والأول، الذي يسمح لهم بتجاوز الصعاب؛ سواء أثناء التحضيرات أو في قلب المنافسات ذاتها.

تم تجاوز مشكل التحفيزات المالية..

ولا شك أن كل متتبعي شؤون رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة لاحظوا ذوبان المشاكل التي كانت متواجدة ضمن الهيئة الفيدرالية، والتوترات التي كانت تحصل من حين إلى آخر بين هذه الأخيرة ورياضييها الدوليين، لا سيما بسبب المنح المالية التي لها علاقة بالمنافسات في الخارج. الرياضيون اتهموا في تلك الفترة هيئتهم الرياضية بالتقصير في تخصيص منح مالية معتبرة نظير النتائج الباهرة التي كانوا يحققونها على المستوى الدولي. وقد أثارت قضية المنح ضجة كبيرة في أوساط رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، تطلبت تدخّل وزارة الشباب والرياضة.

ويقول في هذا الشأن رئيس الاتحادية محمد حشفة: "الرياضيون الذين سجلوا نتائج معتبرة في الكؤوس والبطولات العالمية وفي الألعاب الأولمبية، كانوا في حاجة إلى تدعيم مالي للرفع من معنوياتهم، لكن الاتحادية في تلك الفترة لم يكن بمقدورها تلبية هذه الأمور بنسبة كبيرة؛ بسبب ضعف الميزانية التي كانت تتلقاها من الوصاية، لكن سعينا بكل ما أوتينا من جهد، لتغيير هذا الوضع إلى الأحسن بمساعدة الوصاية. اليوم، الحمد لله، رياضيونا الدوليون يتلقون مكافآت مالية معتبرة، ويستفيدون من تكفل تام في مجال التحضيرات على غرار الذين يؤمّن ويضمن تحضيراتهم صندوق الضمان الاجتماعي"، موضحا في هذا الصدد: "تقريبا كل رياضيينا الدوليين مؤمّنين من هذا الجانب بفضل استجابة كل المؤسسات العمومية والخاصة التي تمول تحضيراتهم. وهم يستحقون ذلك لأنهم سجلوا أروع بطولات في المنافسات الدولية؛ من خلال تشريف وطنهم بعد انتصارات باهرة في البطولات العالمية والألعاب الأولمبية".

تأخر كبير في التحضير لموعد طوكيو

اليوم رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة توجد في مقدمة الرياضات الجزائرية من حيث النتائج على المستوى الدولي، ولا يمكن أحدا أن ينكر ذلك. وأردف المسؤول قائلا: "الجميع يتذكرون، بدون شك، الدورة الدولية الأولمبية 2012 بلندن، التي تمكنت فيها عناصرنا من حفظ ماء الوجه للرياضة الجزائرية بعد فشل رياضيينا الأصحاء في منافساتها باستثناء فوز العداء توفيق مخلوفي بالميدالية الذهبية. وقتها فزنا بعدة ميداليات، وحطمنا عدة أرقام قياسية في شتى الاختصاصات"،  مضيفا: "الحمد لله، إن الشعب الجزائري شاهد على إنجازات رياضتنا عند ذوي الاحتياجات الخاصة إلى درجة أن عناصر مختلف منتخباتنا الوطنية أصبحت تشعر بالاعتزاز، وبالضغط كلما اقتربت مشاركتها في المنافسات الدولية لإدراكها ضرورة رفع الراية الوطنية في هذه المنافسات".

ومعلوم أن رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة بلغت شوطا كبيرا في مجال التأشيرات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية القادمة المقررة سنة 2021 بطوكيو، حيث تأهل إلى هذه الدورة 49 رياضيا في الفردي وحسب الفرق،  ولايزال التحدي متواصلا في هذا المجال؛ حيث يستعد عناصر منتخبات ذوي الاحتياجات الخاصة للتنافس على التأشيرات المتبقية للدورة الأولمبية المذكورة، وعددها 12 تأشيرة.

وعن التحضيرات لموعد طوكيو ومنافسات التأشيرات المتبقية لهذه الدورة، أقر رئيس الاتحادية محمد حشفة بالصعوبة التي تعرقل هذه التحضيرات، والتي ربطها، بشكل خاص، باستمرار وباء فيروس كوفيد 19؛ حيث قال في هذا الموضوع: " تحضيرات رياضيينا تعطلت كثيرا منذ ظهور وباء فيروس كورونا في الجزائر. جميع رياضيينا غادروا الميادين واكتفوا بالتحضيرات الفردية في منازلهم. لقد أمضينا مع الوصاية على البروتوكول الصحي الرياضي، وقامت هذه الأخيرة بوضع تحت تصرفنا في الآونة الأخيرة، المنشآت الرياضية من أجل استعادة التحضيرات للمواعيد الدولية التي تنتظرنا. تقريبا كل عناصر الرياضات الفردية عادت إلى الميادين، لكن الحال ليست كذلك بالنسبة للرياضات الجماعية، التي لم تتمكن منتخباتها من التدريب؛ فتحضيراتها تتطلب الاحتكاك، وفيروس كورونا لا يسمح بذلك على غرار المنتخب الوطني للجرس. الوضع مقلق جدا بالنسبة لنا، لكن نتمنى أن يزول هذا الوباء بمشيئة الله".

لن نتسرع في إنشاء لجنة وطنية أولمبية

كما أثرنا مع السيد محمد حشفة قضية إنشاء لجنة وطنية أولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تثير حاليا جدلا كبيرا في أوساط هذه الرياضة؛ مما أدى إلى تعرض الاتحادية لوابل من الانتقادات والاتهامات بسبب تأخرها في إنشاء هذه اللجنة، علما أن إنشاء هذه اللجنة كان بتعليمة من اللجنة الدولية الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، على غرار ما فعلته مع كل الاتحاديات الوطنية التابعة لها عبر العالم.

وأوضح محمد حشفة حول هذه النقطة قائلا: "صحيح أن هناك ضرورة ملحة لإنشاء هذه اللجنة، ولا بد من الالتزام بتعليمات الاتحادية الدولية الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، لكننا نرفض التسرع في هذه المسألة، ونرفض الخضوع أيضا لبعض الأطراف التي تريد من خلال إنشاء هذه اللجنة، تحقيق أغراضها الشخصية.. لا يمكن في نظري ونظر الوصاية أن تكون هذه اللجنة موازية للاتحادية في مجال تسيير أمور رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة... نحن نفكر بجد في كيفية إنشاء هذه اللجنة، وإعطاء لها مكانتها الخاصة في أوساط رياضتنا".