"المساء" ترصد الأصداء والكواليس وفرحة الوافدين

شاطئ نادي الصنوبر تحت تصرّف كلّ الجزائريين

شاطئ نادي الصنوبر تحت تصرّف كلّ الجزائريين
ت: ياسين.أ
  • القراءات: 2064
م.أجاوت م.أجاوت

❊ بعد 29 سنة.. انتهاء وصف المحمية والولاية 49”

يشهد شاطئ إقامة الدولة بنادي الصنوبر بالعاصمة، إقبالا كبيرا للمواطنين، لاسيما بعد الإعلان الرسمي عن فتح هذا الفضاء الترفيهي المشمع منذ سنوات، للجمهور العريض، حيث تستقطب حظيرة السيارات التابعة لهذا الشاطئ منذ افتتاحه للعامة ما يقارب 850 سيارة يوميا ومئات الآلاف من المصطافين من مختلف الأعمار ومن الجنسين. وهذا وسط إجراءات تنظيمية محكمة، مع مراعاة تدابير الوقاية الخاصة بالبروتوكول الصحي لمواجهة انتشار فيروس كورونا كوفيد-19”.

وتسهر إدارة تسيير وتأمين شاطئ نادي الصنوبر الذي ظل مغلقا طيلة 29 سنة كاملة (منذ سنة 1991)، وزاد غلقا وحصارا خلال فترة النظام السابق وتغوّل العصابة آنذاك، على قدم وساق من أجل ضمان تجسيد قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بجعل هذا المرفق العمومي تحت تصرف المواطنين من دون تمييز ولا مفاضلة، تزامنا مع الوضع الصحي الذي يميّزه انتشار جائحة كورونا، لاسيما من خلال توفير كل ما يتعلق بضمان أمن وراحة المصطافين.

توافد المصطافين منذ الساعات الأولى

ووقفت المساء في جولة استطلاعية على حيثيات الإقبال على هذا الشاطئ، ومخطط التأمين الخاص بسلامة العائلات المصطافة، حيث يشهد هذا الأخير توافدا منقطع النظير للمواطنين من العاصمة وضواحيها وعديد الولايات الأخرى، منذ الصباح الباكر من أجل الراحة والاستجمام في هذا الشاطئ.

وأكده أحد المصطافين وهو رب عائلة، أنه يفضل الخروج من منزله باكرا في حدود السادسة صباحا للاتجاه نحو شاطئ إقامة الدولة موريتي، وهذا تفاديا للاكتظاظ المروري الكبير وزحمة السيارات. كما عبّر عن ارتياحه الكبير لفتح هذا الشاطئ الذي يتوفّر ـ حسبه ـ على النظافة وكل شروط الراحة والاستجمام والأمن.

كما فضّل الكثير من الوافدين من الولايات الداخلية وحتى البعيدة على غرار قالمة وسوق أهراس وبسكرة... المجيئ إلى العاصمة والتأكد من قرار فتح الشاطئ المذكور واستكشافه، حيث ثمنوا هذا الإجراء واعتبروه قرارا شجاعا من قبل رئيس الجمهورية يصب في إعادة الاعتبار لـ«فخامة الشعب، بعدما كان هذا الفضاء محتكرا من قبل أشخاص حوّلوه لملكية خاصة لثلاثة عقود. علما أن الكثير من الشباب قدموا إلى المكان للمرة الأولى، بعدما كانوا يسمعون عنه في السابق من دون أن يتمكنوا من الدخول إليه.

مخطط تنظيم وتأمين مشترك لضمان راحة العائلات

وفيما يتعلق بالجانب الأمني والتنظيمي، سطّر القائمون على تسيير شاطئ نادي الصنوبر بإقامة الدولة، برنامجا تنظيميا وأمنيا محكما تشترك فيه عدة هيئات فاعلة، كمصالح الدرك الوطني والبحرية الجزائرية والحماية المدنية... إلى جانب أعوان الأمن والوقاية التابعين لإقامة الدولة، وهذا من أجل السهر على توفير الأمن والسلامة والطمأنينة لجميع المصطافين والعائلات والأشخاص الذين يقصدون هذا المكان.

وأوضح مدير الأمن بإقامة الدولة، المكلّف بتأمين الشاطئ ف.ح، أنّه فور إصدار قرار فتح هذا الموقع، تم تجسيد مخطط أمني لذلك يراعي كذلك الأخذ بعين الاعتبار تدابير وشروط الوقاية المدرجة ضمن البروتوكول الصحي لإعادة فتح الشواطئ، وإجبار المصطافين على التقيد بها كوضع الكمامات واحترام مسافات التباعد بين العائلات على الشاطئ... وغيرها من التدابير التي تعود بالنفع بالدرجة الأولى على المصطافين.

وأشار المتحدث، إلى اتخاذ إجراءات استثنائية اتجاه الأشخاص المعاقين والأشخاص المسنين، من خلال السماح لأحد أفراد عائلاتهم بالنزول بالسيارة إلى غاية الشاطئ لنقلهم، وهذا لعدم قدرتهم على المشي، داعيا المتوافدين إلى ضرورة التعاون مع أعوان الأمن وتفهم الإجراءات المعمول بها لإنجاح تسيير هذا المرفق العمومي. وتفادي التصرفات التي قد تسيء إلى مثل هذه القرارات الهامة، وتعرقل تجسيدها على أرض الواقع.

نقاط للاستفسار وطلب المساعدة الطبية

كما خصّص المكلّفون بالتنظيم والتسيير على مستوى الشاطئ المذكور، نقاطا بمداخل ومخارج إقامة الدولة بنادي الصنوبر، لتسهيل التواصل مع الأشخاص والعائلات المتوافدة، وتقديم الإرشادات والمساعدة اللازمة، فيما يخص البحث عن مكان للحجز على مستوى الشاطئ، أو طلب المساعدة الطبية اللازمة، خاصة فيما يخص الحالات الحرجة التي قد يتعرض لها أي شخص. حيث تم في هذا الاطار، تجنيد فرق طبية استعجالية بعين المكان، جاهزة للتدخل في كل وقت، مدعومة بعناصر الحماية المدنية والغطاسين لمواجهة أي طارئ على مستوى الشاطئ.

مواقيت محددة لفتح وغلق الشاطئ

وفيما يتعلق بالجانب التنظيمي دائما، بادرت إدارة إقامة الدولة بنادي الصنوبر، بتحديد مواقيت خاصة لفتح وغلق الشاطئ التابع لهذه الأخيرة، وهذا للتمكن من ضبط دخول وخروج المصطافين والمتوافدين، وتماشيا مع الوضع الصحي الاستثنائي لتفشي جائحة كورونا.

وتم في هذا الإطار، تحديد موعد الدخول إلى الشاطئ من الساعة التاسعة (00-09) صباحا، إلى غاية السابعة (00-19) مساء، مع التأكيد على ضرورة إخلاء الشواطئ قبل العاشرة والنصف (30-22) ليلا. كما شدّدت إدارة نادي الصنوبر على ضرورة منع إدخال الأشخاص الأجانب بعد الساعة السابعة (00-19) مساء.

قرار فتح الشاطئ أسعد المتوافدين

وعبّر العديد من المتوافدين على ما كان يسمى بـ محمية نادي الصنوبر أو الولاية 49”، عن سعادتهم الكبيرة لتجسيد قرار فتح هذا الشاطئ، باعتباره فضاء للراحة والاستجمام لكافة المواطنين من دون استثناء، ومقصدا سياحيا هاما سيعيد الاعتبار لهذا الموقع الذي كانت أبوابه موصدة منذ سنوات التسعينيات، حيث ثمّنوا مبادرة رئيس الجمهورية واعتبروها فأل خير، في إطار مواصلة بناء الجزائر الجديدة.

كما تفاءل آخرون، بأن يكون هذا الإجراء، بمثابة انطلاقة لمبادرات أخرى تصب في مصلحة الشعب وتعيد الاعتبار له أكثر فأكثر.