متعة ومتنفَّس للعائلات

شاطئ الباخرة المحطمة ببرج الكيفان يغصّ بمرتاديه

شاطئ الباخرة المحطمة ببرج الكيفان يغصّ بمرتاديه
  • القراءات: 3430
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

يستقطب شاطئ إسطنبول أو ‘’الباخرة المحطمة’’ ببلدية برج الكيفان، كل صائفة، أعداداً هائلة من المصطافين الذين يتوافدون من مختلف الأحياء والبلديات المجاورة، خاصة لقربه من الطريق الوطني رقم 24 وخط الترامواي؛ حيث غصت رماله ومياهه، في بداية هذا الموسم، بمرتاديه، حسبما وقفت على ذلك "المساء"؛ إذ لمست ارتياحا كبيرا منهم؛ لكونه مزودا بكل وسائل الراحة والأمن، وبحظيرة لركن السيارات.

تعوّد سكان الأحياء المجاورة لشاطئ الباخرة المحطمة، على أن يكونوا هم أول من يستمتع بمياه الشاطئ صباحاً وهي هادئة نظيفة لا يخالطها شيء؛ حيث هب العديد منهم يوم الجمعة الماضي للسباحة والاستمتاع برماله ومياهه، قبل أن يتوافد عليه المصطافون من مناطق أخرى، يقول الشاب نبيل أحد القاطنين بالجوار، الذي تعوّد على تأجير الشمسيات والكراسي والطاولات للمصطافين، مشيرا إلى أن السباحة مبكراً لها نكهة خاصة، وأنه يفضل معانقة مياه البحر مع نسمات الصباح عندما تكون أشعة الشمس غير محرقة. وعندما يصل أول المصطافين يبدأ عمله رفقة أصدقائه؛ حيث يعرضون عليهم استئجار الشمسيات وغيرها.

أطعمة سريعة، شاي ومكسرات واسترزاق موسميٌّ

كعادتهم ينتشر باعة الشاي والحلويات التقليدية والأطعمة السريعة في أوساط المصطافين، ومعظمهم من الأطفال، حسبما شاهدنا؛ حيث كان بعضهم يردد عبارة "محاجب سخونين"، ويردد آخر: "ها هم ليبينيي". أما باعة الشاي فهم كهول ومسنون من الجنوب الجزائري، يتفننون في إعداد هذا المشروب الساخن، ويبيعون معه بعض المكسرات على غرار الفول السوداني. ولا تتردد العائلات في شراء هذه المشروبات والأطعمة رغم أن أغلب العائلات تجلب معها الطعام. وحسب أحد المصطافين، فإن الطعام المعَد في المنزل رغم صحيته، إلا أن الأطفال، بالخصوص، لا يصبرون على اقتناء ما يباع بالشاطئ؛ لأنهم يجدون فيه نكهة خاصة.

الدرك بالمرصاد والحماية عيون يقظة

لاحظنا في زيارتنا لهذا المرفق الاستجمامي المعروف، حضور أعوان الدرك الوطني، الذين كانوا يتمشون بالشاطئ لمراقبة سير الأمور، ولحماية المصطافين من أي اعتداء. وقد ذكر لنا أحد الدركيين الذي التقيناه رفقة زميله واقفين على الرمل قبالة مياه الشاطئ، أن محاولات الاعتداء والسرقة لم تعد تسجل بالمكان ماعدا بعض التصرفات الممنوعة بطرفي الشاطئ الصخريين، حيث لاحظنا أعوان الدرك يفتشون السيارات المتوقفة؛ لكون البعض لا يتورعون، حسب محدثنا، عن تعاطي الخمور واصطحاب الفتيات، مما يفسد متعة المصطافين.

أعوان الحماية المدنية كذلك وجدناهم حاضرين بشاطئ الباخرة المحطمة، حيث اتخذوا مكتبا لهم بطرف الشاطئ. كما انتشر أعوان النجدة الموسميون يراقبون حركة المصطافين، وينصحونهم بعدم المغامرة بالسباحة بعيدا عن اليابسة.

ليس كل المواطنين يحترمون نظافة المكان

لكن ما لاحظناه بعين المكان عدم احترام بعض المصطافين قواعد النظافة؛ تاركين وراءهم نفايات متناثرة هنا وهناك، خاصة في غياب حاويات أو سلال لرمي النفايات، مما تطلّب من الجهات المعنية ومنها بلدية برج الكيفان، تدارك هذا النقص، حتى لا يُعذَر المصطافون بعدها.

الفوج الثاني يحلّ قبل مغيب الشمس

عندما تبدأ أغلب العائلات في مغادرة شاطئ الباخرة المحطمة، تتهيأ عائلات أخرى لأخذ نصيبها من المتعة والاستجمام بهذا المرفق الجذاب، خاصة السكان المجاورين، الذين لاحظناهم يتخذون من رمال الشاطئ أمكنة للسمر والعوم وتناول العشاء على وقع خرير المياه ونسمة الليل المنعشة. وقد لاحظنا في عين المكان النسوة يجلسن مع أولادهن وأزواجهن في حلقات، يتجاذبون أطراف الحديث. وآخرون يتناولون وجبة العشاء، ويطوف عليهم بين الفينة والأخرى بائع الشاي والفول السوداني، بينما تفضل العديد من الفتيات والكهلات الارتماء في أحضان الماء، لإطفاء حرارة النهار وإزالة متاعب المنزل. ولا تغادر العائلات المكان إلا في وقت متأخر من الليل، لا سيما في أيام العطل الأسبوعية.