قسنطينة تغرق في القمامات

المواطنون حائرون والمسؤولون يتنصلون

المواطنون حائرون والمسؤولون يتنصلون
  • 628
ز. زبير ز. زبير

تعرف مدينة قسنطينة خلال هذه الأيام، أزمة خانقة وانتشارا رهيبا للنفايات في عدد كبير من الأحياء، دون تحرك الجهات المعنية لتنظيف هذه الأحياء، ورفع المخلفات التي باتت تشوه المنظر العام، وتساهم في نشر الروائح، وحتى الأمراض، مع توفر الجو المناسب لظهور الحشرات الضارة والحيوانات المتشردة.

لم يجد المواطن القسنطيني في هذه الأحياء، التي غزتها النفايات بسبب عدم رفعها لعدة أيام، من سبيل أمامه، ولم تجد نداءاته عبر مختلف القنوات آذانا صاغية، خاصة من طرف السلطات البلدية التي توضع على عاتقها مسؤولية النظافة وتطهير المحيط، بل تعد من أهم مهامها الموكلة من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية.

وفقا لاتصالات المواطنين بـ«المساء"، من مختلف الأحياء، على غرار حي بوجنانة الذي لم ترفع منه النفايات لأكثر من 10 أيام، فقد أصبح الأمر غير محتمل، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام، وما يرافقها من تعفن النفايات المنزلية وتزايد الجراثيم بها، مما يجعلها تشكل خطرا على صحتهم وصحة أبنائهم.

سكان حي الصنوبر أيضا، أكدوا أنهم فقدوا الأمن في مسؤولي البلدية المكلفين بالنظافة، حيث صرح السكان أن أحد النقاط الواقعة خلف مسجد "عائشة أم المؤمنين"، لم ترفع منها النفايات، منذ شهر رمضان الفارط، مضيفين أن بعض السكان وبسبب التراكم الكبير للنفايات المنزلية، يقومون بحرقها، وما يشكله هذا الأمر من إزعاج لعدد كبير من السكان، بسبب الدخان الكثيف الذي له تأثيرات سلبية على صحة الأطفال والشيوخ وأصحاب الأمراض المزمنة.

سكان حي الصنوبر، أضافوا أنهم رغم اتصالاتهم العديدة بالمسؤولين، إلا أن مساعيهم لم تأت بأي جديد، وأن الوضعية في تأزم، في ظل الانتشار الكبير للنفايات الهامدة، بعدما أضحى حيهم نقطة لرمي الردوم وبقايا عمليات البناء، كل هذا يحصل أمام أعين المسؤولين البلديين الذين لم يحركوا أي ساكن لاحتواء الوضع، والقضاء على هذه الظاهرة المضرة بالبيئة، والتي باتت تشوه المحيط.   

سكان حي بن تليس، التوت والصفصاف، الدقسي عبد السلام، وادي الحد، باب القنطرة وغيرها من الأحياء، ليسوا أحسن وضعا من سابقيهم، حيث بات مشهد النفايات المتراكمة بشكل كبير وخروجها إلى الطريق، بعيدا عن النقاط المخصص لرميها، منظرا مثيرا للاشمئزاز لدى القاطنين الذين تساءلوا عن دور المنتخبين المحليين، بالمجلس البلدي أو المجلس الولائي وكذا الجمعيات المختصة في البيئة، ودورها في مثل هذه الظروف.

أبدى سكان العديد من الأحياء المتضررة من عدم رفع النفايات منذ أيام وأسابيع، من تدهور الوضع البيئي والصحي أكثر، خاصة أن عيد الأضحى على الأبواب، وهي المناسبة التي، كما يعرف الجميع، يكثر فيها رمي النفايات، سواء تعلق الأمر ببقايا العشب وعلف الماشية، أو ببقايا الأضحية من جلد وبعض الأحشاء.

من جهتها، لم تجد بلدية قسنطينة من مبرر لهذه الوضعية التي توصف بالكارثية من طرف السكان، سوى التحجج بإضراب عمال مؤسسة النظافة والتطهير "بروبكو"، الذين يطالبون بمنحة "الكوفيد-19"، حيث تم الاستنجاد ببعض المؤسسات الأخرى من أجل تعويض توقف عمال "بروبكو"، لكن الأمر في الواقع لم يأت بأكله، وباتت قسنطينة مدينة تغرق في النفايات