يحتوي على أزيد من 4 آلاف قطعة صخرية وأحجار ومستحثات

نحو فتح متحف الجيولوجيا بجامعة بومرداس

نحو فتح متحف الجيولوجيا بجامعة بومرداس
  • القراءات: 967
 حنان. س حنان. س

يستعد متحف الجيولوجيا لجامعة "امحمد بوقرة" ببومرداس، لفتح أبوابه مستقبلا للجمعيات، وأفواج التلاميذ من مختلف الأنحاء، في إطار الزيارات البيداغوجية والثقافية وحتى السياحية، حيث يعتبر المتحف الأول من نوعه على المستوى الوطني، إذ يحتوي أزيد من 4 ألاف قطعة صخرية، ومستحثات يعود أقدمها إلى أزيد من 3 مليارات سنة. 

قال الأستاذ جمال بدحوش، المكلف بمتحف الجيولوجيا بجامعة بومرداس، إن هذا المرفق الكائن بمحاذاة رئاسة الجامعة، يعتبر فريدا من نوعه على المستوى الوطني، كونه ببناية مستقلة، بعد أن كان فيما سبق بقسم بالجناح "ب" بكلية البترول والكيمياء، الأمر الذي يمكنه من استقبال زيارات بيداغوجية، وحتى سياحية، تساهم في الترويج الثقافي والسياحي للجامعة والولاية على حد سواء، خاصة أن اسم بومرداس مدون في التاريخ المعاصر للجزائر كعاصمة للحكومة المؤقتة، وما زال المقر شاهدا على هذه الحقبة التاريخية المهمة غداة الاستقلال.

بافتتاح متحف للجيولوجيا بمحاذاة هذا المقر التاريخي، الذي هو اليوم رئاسة جامعة "أمحمد بوقرة"، فإن هذا العامل يزيد من الجذب السياحي للولاية، خاصة أن من الأهداف المسطرة للمتحف في المستقبل، فتحه للجمعيات الثقافية والسياحية ولأفواج التلاميذ والدارسين والباحثين في المجال الجيولوجي، بالتنسيق مع إدارة الجامعة.

حسب الأستاذ بدحوش متحدثا لـ«المساء"، على هامش زيارتها للمتحف، فإن هذا الأخير يحتوي على حوالي 1200 قطعة مختلفة، من صخور وأحجار ومعادن وبعض المستحثات داخل الحجرات الزجاجية المعروضة للعيان، إضافة إلى حوالي 3 آلاف قطعة أخرى داخل الأدراج.

تعود أعمار القطع المعروضة إلى مختلف طبقات السلم الجيولوجي للأرض، حيث أن أقدم قطعة صخرية تعود إلى 3.5 مليارات سنة بطبقة تسمى "برتوزويك"، وهي من أقدم طبقات الأرض، وقد وجدت بمنطقة الهقار بالصحراء، وهي من القطع النادرة المعروضة بالمتحف. أما الأحدث سنا، فتعود إلى الطبقة الأخيرة للسلم الجيولوجي الأقرب للأرض.

كما أن هناك مستحثات جمعها من مناطق مختلفة من الوطن، لاسيما بالشرق الجزائري، تحتاج إلى مختصين في علم الحفريات لدراسة معمقة لها، وهناك أيضا العديد من الموارد المعدنية الأخرى، يعدد محدثنا بعضها في الجبس والرخام، الحديد والرصاص والزنك، وكذا النحاس والذهب واليورانيوم، حيث تعرض بالمتحف اليوم ثلاث أحجار تحتوي يورانيوم جمعت من منطقة الهقار. كما يحتوي هذا المتحف الفريد على 35 قطعة معدنية نادرة جدا، قدمت من معهد البترول بموسكو إلى المعهد الإفريقي للبترول ببومرداس سنة 1965، واحتفظت بها بإدارة المعهد، وهي الآن معروضة بالمتحف الجيولوجي.

طافت "المساء" بأرجاء المتحف الجيولوجي، ووقفت على النماذج المعروضة من الصخور والأحجار والمعادن والمستحثات التي تعود للزمن الغابر من السلم الجيولوجي للأرض، حيث عرضت أحجار "هالايت" واللازورد أو المعدن الأزرق، وكذا أحجار جيرية متكلسة، وأحجار بركانية وأحجار "الكالسيت" وصخور الدروز وغيرها. إلى جانب بعض من المستحثات لكائنات بحرية، وجدت بصحراء الهقار، ومستحثات أخرى لحيوانات غريبة، عاشت منذ مليارات السنين، يخيل لك وأنت تراها أنها مشهد من فيلم "جوراسيك بارك" الهوليودي.