جنازة رسمية وعسكرية بحضور الرئيس وكبار المسؤولين والضباط السامين

"مربع الشهداء" يجمع شمل أسود الجزائر

"مربع الشهداء" يجمع شمل أسود الجزائر
  • القراءات: 776
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

❊ الرئيس تبون يسلم أعلام الأبطال إلى أشبال الأمة

في أجواء مهيبة وحدَثٍ شكّل رمزية كبيرة، تم أمس، بمقبرة العالية دفن رفات 24 شهيدا من أبطال المقاومة الجزائرية، حيث أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، رفقة وزير المجاهدين ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، وجمع من السلطات المدنية والعسكرية وممثلين عن المنظمات والأحزاب الوطنية، على مراسم تشييع ودفن رفات ثلة من خيرة أبطال الجزائر، الذين رفضوا الاحتلال، ودافعوا بأعز ما يملكون عن الأرض والعَرض، بعد أن حبستهم فرنسا الاستدمارية وحرمتهم من حقهم الطبيعي والإنساني، في دفنهم بأرض الوطن.

المناسبة كانت عرسا للاستقلال والشباب واستعادة الذاكرة، كون عملية الدفن تزامنت مع الذكرى 58 لعيدي الاستقلال والشباب، وتميزت بتنظيم محكم، وحملت الكثير من الدلالات الوطنية والتاريخية، فما إن وصلت توابيت الشهداء إلى باب المقبرة، حتى تعالت زغاريد النسوة من شرفات ونوافذ السكنات اللصيقة للمقبرة والمقابلة لمربع الشهداء، حيث رفعت ثلة من أفراد الجيش الوطني الشعبي الوطني توابيت الشهداء موشحة بالراية الوطنية، وساروا بها على أكتافهم نحو مأواهم الطبيعي، بخطوات وئيدة، تساوقت مع إيقاع عزف الفرقة الموسيقية للحرس الجمهوري.

مراسيم التشييع بدأت بالدعاء للشهداء من طرف أحد الأئمة، وقراءة فاتحة الكتاب على أرواحهم الطاهرة، قدم بعدها وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، كلمة تأبينية أبرز فيها قيمة هذا اليوم المشهود والخالد في تاريخ الجزائر، منوّها بتضحيات هؤلاء الأبطال الذين استشهدوا  في ميادين الشرف ومثنيا بالمناسبة على المسعى النبيل لرئيس الجمهورية وفاء للعهد وحفظا للذاكرة.

كما ذكّر زيتوني بالمناسبة بمختلف مراحل المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي انطلاقا من ثورة الأمير عبد القادر، مرورا بمقاومة أحمد باي والشيخ المقراني والحداد وأولاد سيدي الشيخ، ووصولا إلى ثورة أول نوفمبر المجيدة.

وبعد مراسم الدفن، سلّم رئيس الجمهورية الأعلام الوطنية التي كانت موشحة على توابيت هؤلاء الابطال، إلى أفراد من مدارس أشبال الأمة، في إشارة رمزية تبرز تواصل أجيال الجزائر في سبيل حمايتها والدفاع عنها، ليضع الرئيس تبون بعدها إكليلا من الزهور بجانب قبور شهداء المقاومة وقرأ فاتحة ترحما على أرواحهم الزكية.

وقد حضر مراسم الدفن العديد من أعضاء الحكومة، وممثلون عن المنظمات والهيئات الوطنية، وبعض أقارب الشهداء، الذين استحسنوا هذه المبادرة واعتبروها نقطة تحول هامة في تاريخ الجزائر، مؤكدين أن هذا اليوم سيبقى مشهودا من طرف الشعب الجزائري، لكون التام فيه شمل شهداء المقاومة بشهداء الثورة، وعاد زعماء الأمة وشهداؤها المهجّرون، إلى أرض الوطن بعد 170 عاما.

مراسيم دفن رفات شهداء المقاومة الشعبية بمقبرة العالية ENTV