”كورونا” لهشام قاضي

الوباء بنظرة مختلفة

الوباء بنظرة مختلفة
  • القراءات: 833
مريم.ن مريم.ن

صدر كتاب ”كورونا” للكاتب هشام قاضي، مؤخرا، ويعتبر الأول عربيا وجزائريا من حيث مقاربته لراهن ومستقبل جائحة ”كوفيد-19”، كما أنه قراءة استشرافية لماهية الإنسان الجديد، وقراءة فلسفية لواقع الإنسان في زمن ”كورونا”، يتكون من مجموعة مقالات.

أكد الكاتب أن الوباء سيصنع توجهات جديدة للعلم ولمسيرة الإنسان ككل، حيث أن ”كورونا” بسطت يدها على مختلف الأصعدة، وكان لها كلمة تقولها، وكشفت عن هشاشة بعض المنظومات من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والصحية، كما يرى الكاتب أن العالم اليوم أمام بوادر النظام الدولي، ومنظومة من القيم لم يسبق لها وجود، فها هي ”كورونا” تكتب التاريخ الجديد بعيدا عن تدخل الإنسان، ذلك أنها المتحكمة والسيدة على مستوى واقعنا المعيش.

تناول الكاتب مفاهيم جديدة تجلت من الجائعة، على غرار ”العدالة السائلة” و"السجون الناعمة” و"الدفن الأبكم” و"العبادة الرقمية”، وبشأن السجون الناعمة، يرى الكاتب ”أن الإنسان كان يدافع عن حريته ويناضل من أجلها، لكن مع تفشي الجائعة، تنازل عليها من أجل حماية نفسه وأهله”.

اشتغل الكاتب هشام قاضي في المحاماة، لينتقل إلى سلك التعليم بعد دراسته للفلسفة، ومن بين مؤلفاته؛ ”السبيل في التاريخ” و"الموسوعة الذهبية لشرح المصطلحات السياسية”، علما أنه طالب دكتوراه في فلسفة العلوم الإنسانية، بجامعة خميس مليانة. وتبقى كورونا ـ حسب المؤلف- سيرا نحو موت الإيديولوجيا وميلاد الإنسان الجديد، ويتناول الكتاب ”كورونا” موضوعَ الساعة، لكن ”من زاوية مختلفة تماما، بعيدة عن التكنولوجيا والبيولوجيا، حيث الأرقام والإحصائيات تأتي من هنا وهناك، وتجعلك تغرق فيها من حيث لا تشعر، هي نظرة فلسفية يتشارك الكاتب فيها تأملاته حول المنظومة الجديدة للمعاني التي فرضتها ”كورونا” على واقع البشر جميعا، فالأخوة والجوار والعلم والإيديولوجيات، وحتى الموت، أصبحت لها معان مختلفة عن ما هو مألوف”. يتطرق الكتاب أيضا إلى المفارقات التي فرضتها كورونا، حيث يتحدث بنظرة استشرافية عن مفهوم الجغرافيا التقليدي، الذي أصبح لا معنى له في ظروف فرضتها ”كورونا”، مما يحتم مراجعة المنظومة الصحية والاجتماعية والجيوسياسية، وأشياء أخرى كثيرة يتناولها الكتاب بإسهاب، وبمفاهيمَ فلسفية تناسب موضوع ”كورونا”.