معاناة مرضى الربو بوهران

بين قلة الأجهزة وندرة الأدوية

بين قلة الأجهزة وندرة الأدوية
معاناة مرضى الربو بوهران
  • القراءات: 715
ج. الجيلالي ج. الجيلالي

يتعرض الأطفال خلال فصل الشتاء، إلى نوبات البرد المتكررة، لاسيما أولئك المصابين بداء الربو، الذين لا يجدون الدواء الخاص بهم على مستوى مختلف الصيدليات، التي يقصدها أولياؤهم من أجل التخفيف من معاناتهم المرضية المعقدة، الأمر الذي يضطرهم إلى التوجه نحو أقرب المصحات والمستشفيات من أجل تلقي العلاج.

من أهم الأدوية وأبرزها، التي ينصح باستعمالها لمرضى الربو، نذكر على سبيل المثال، دواءي ”السالبيتامول” و«الفونتولين”، اللذان يعتبران من أهم الأدوية المساعدة لمرضى الربو في مجال التنفس، إلى غاية مرور الأزمة. حسب الصيادلة وعدد من الأطباء المختصين في مرض الربو، فإن هذين الدواءين يساعدان على توسيع القصبة الهوائية للمريض، من أجل التنفس بأريحية أكثر وأحسن، إلى غاية تعدي حالة الخطر. لكن برودة الطقس خلال فصل الشتاء، وتعرض الكثير من الأطفال على وجه الخصوص لنوبات البرد الزائدة، لا تساعد كثيرا الأولياء، بسبب ندرة الدواء عند الصيادلة، مما يحتم عليهم التوجه إلى المراكز الصحية والمستشفيات، من أجل تخفيف هذه الأزمة على المرضى.

لعل أول ما يواجه المريض أو الأولياء؛ كثرة المرضى الوافدين على المصالح الصحية المختصة، وهو ما يقلقهم، لاسيما أن كافة الأطباء بوهران، يوجهون المرضى من الأطفال إلى مستشفى طب الأطفال بكاناستيل، الذي لا يمكنه استيعاب مختلف الحالات المرضية، بسبب قلة العتاد المتواجد به، وانعدام المتخصصين من الأطباء، في استعمال الأجهزة القليلة المتوفرة على مستوى المصلحة المختصة، بالتالي يجد أكثر الأولياء أنفسهم مضطرين إلى التعامل بطرق أخرى لمعالجة الوضع، وتوفير الدواء للمريض مهما كلف الأمر، لا سيما الأطفال على وجه الخصوص.

على سبيل المثال، كل ما يمتلكه المستشفى الخاص بمرض الأطفال بكاناستيل، لا يتعدى سبعة أجهزة مساعدة على التنفس، وهو أمر غير مقبول تماما في ولاية كبيرة وكثيفة السكان مثل وهران.

يؤكد الأطباء على مستوى مستشفى كاناستيل، أن هناك نقصا فادحا في عدد المختصين في مجال شبه الطبي، وكذا الأدوية واللقاحات، بالإضافة إلى قلة العتاد والأجهزة الطبية الخاصة بمعالجة المرضى من مختلف الفئات العمرية، رغم أن المستشفى متخصص في طب الأطفال.

ومن المشاكل الكبيرة التي يواجهها الأطباء المعنيون بتوفير العناية الطبية المركزة للأطفال؛ تعرض الكثير من الرضع للمرض المزمن الذي تصعب مواجهته بالإرادة وحدها، في ظل النقص الكبير المذكور، وغيرها من الأمور الأخرى المتعلقة أساسا بالعناية النفسية، التي لا تساعد على توفير جو العمل لكل المعنيين بتوفير الراحة والجو المناسب للعلاج الخاص بالأطفال، على وجه الخصوص.

أمام قلة الأجهزة الخاصة بسحب الأوكسيجين، فإن الأطباء يلجأون إلى عدم إخضاع الحالات البسيطة لأجهزة الأوكسجين، بل يسعون إلى تمكين الحالات المعقدة فقط من ذلك، وهو الأمر الذي ينتج عنه الكثير من التناقضات بين الأطباء في حالة تشخيص المرض، إذ يؤكد الأطباء في العيادات الجوارية، حاجة المريض إلى جهاز الأوكسجين، بينما يقرر الطبيب المتواجد بعين المكان، عدم حاجته له، من منطلق قلة العتاد من جهة، وكثرة توافد المرضى ذوي حالات معقدة، لهم الأولوية في الحصول على جهاز التنفس الاصطناعي الخاص بسحب الأوكسجين.