واقع مشاريع بلديات العاصمة في زمن كورونا

معظم الورشات توقفت و"الأميار" يسعون لإعادة بعثها

معظم الورشات توقفت و"الأميار" يسعون لإعادة بعثها
  • القراءات: 816
استطلاع: رشيد كعبوب استطلاع: رشيد كعبوب

يؤكد رؤساء بلديات العاصمة أن معظم المشاريع والعمليات التنموية بالجماعات المحلية، مسها الشلل جراء انتشار وباء كورونا، ولم تصمد منها إلا ورشات قليلة، اجتهد القائمون على أشغالها، في تكييف نشاطهم بطريقة حافظوا فيها على ديمومة النشاط، واحترام تدابير الوقاية من الوباء. أما آخرون فشرعوا خلال الأيام الأخيرة، في إعادة بعث ورشات العمل لاستكمال مشاريع تدخل في صلب انشغالات ومطالب الساكنة.

يدرك الجميع أن جائحة كوفيد 19 أجبرت مسؤولي المجالس الشعبية البلدية، على خفض عدد مستخدميها إلى درجة كبيرة، والتوقف عن تقديم عدة خدمات إدارية جراء خروج عدد معتبرة من الطواقم الإدارية في عطلة إجبارية، لاسيما العنصر النسوي، والعمال المصابون بأمراض مزمنة؛ ما خلق أزمة كبيرة، عطلت مصالح المواطنين، حسبما لاحظت "المساء" في العديد من بلديات العاصمة؛ إذ إن المسؤولين المحليين كانوا مجبرين على تطبيق تعليمات الوصاية، بالتركيز على الجانب الصحي، والقيام بالأشغال ذات الصلة بالتعقيم والنظافة وتوزيع الإعانات، لاسيما خلال شهر رمضان المنقضي.

"توقّف عمال الورشات "طوعا أو كرها" شلَّ سير المشاريع"

هكذا حدثنا بعض "أميار" العاصمة؛ حيث أجمعوا في تصريحهم  لـ "المساء"، على أن المشاريع والعمليات التنموية المسندة للبلديات التي أصابها الشلل، كانت بسبب "هروب" العمال من الورشات وتوقفهم طوعا، أو لكونهم أحيلوا على عطلة غير مدفوعة الأجر من طرف أرباب العمل.

وفي هذا السياق، يفصل رئيس بلدية حسين داي عبد القادر بن عيدة قائلا: "إن معظم المقاولين انفضّ العمال من حولهم، وأحدثوا شللا تاما بمؤسسات الإنجاز، لاسيما أن أغلبهم يقطنون بعدة ولايات خارج العاصمة"، وهو ما يؤكده أيضا "مير" بلديتي الرحمانية والقصبة، مشيرين إلى أن المشكل الصحي طغى على كل اهتمامات الجماعات المحلية انطلاقا من تعليمات الوقاية.

نشاط مستمر رغم ظروف الجائحة

رغم الشلل الذي أصاب ورشات الإنجاز ببلديات العاصمة على غرار باقي بلديات القطر الوطني، فإن المصالح التقنية ظلت تستكمل عملها، وتدفع بملفات مشاريع محلية أخرى نحو الأمام، مثلما يؤكد "مير" حسين داي، مفيدا بأن بلديته لم تتوقف عن النشاط رغم ظروف الجائحة، فقد تم استكمال إجراءات عدة مشاريع تخص الإنارة العمومية بتقنية "لاد" الاقتصادية، وتنتظر فقط تأشيرة المراقب المالية ومصالح الدائرة الإدارية لحسين داي، وكذلك الأمر بالنسبة لعدة عمليات تتعلق بتهيئة أرصفة 4 أحياء، وتحضير ملف هدم مستودعات قديمة لاستغلال وعائها العقاري في مشروع يعود بالفائدة على خزينة البلدية.

أما رئيس بلدية الرحمانية عبد القادر كرماني، فأكد لـ "المساء" أن المشاريع المحلية ورغم شلل الورشات، لم تتوقف نهائيا، وأن مصالح البلدية سعت مع المقاولين لإنهاء بعضها، منها مشروع إنجاز ملحقة للبلدية، التي لم تبق منها إلا اللمسات الأخيرة، ومطعمان مدرسيان يوشكان على الانتهاء، فضلا عن مشاريع بناء 6 أقسام ابتدائية.

تراخيص لبعث المشاريع المتوقفة

ذكرت رئيسة بلدية المدنية حبيبة بن سالم لـ "المساء"، أن مصالحها لم تغفل عن مشاريع التنمية المحلية خلال هذه الفترة الصعبة  التي أدت إلى توقفها، مشيرة إلى أنها عقدت، مؤخرا، لقاء مع المقاولين لإعادة تحريك عجلة المشاريع، وأنها تسعى للحصول على تراخيص من طرف الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لسيدي امحمد لفائدة المقاولين المشرفين على تنفيذ المشاريع المحلية؛ قصد استئناف العمل وعودة الورشات إلى الميدان، لاسيما أن المشاريع المتوقفة ذات أهمية كبيرة، منها إنجاز سوق بلدي بمعايير عصرية بعد الانتهاء من إنجاز خبرة تقنية تخص السوق الحالي القديم، إلى جانب إعادة تأهيل مقر البلدية، وساحة وسط المدينة، وكذلك الأمر بالنسبة لبلديات أخرى منها عين طاية، حسبما أكد لنا رئيس البلدية عبد القادر رقاس، وبرج البحري، التي شهدت، هي الأخرى، مشاريعها توقفا بسبب الوباء.

ولم يُخف رؤساء المجالس الشعبية بالعاصمة الذين تحدثنا إليهم، أنه رغم توقف المشاريع المحلية وعودتها التدريجية للانطلاق من جديد، كان نشاط المصالح البلدية مكثفا ومركزا على الجوانب الصحية التي أخذت حصة الأسد من الاهتمام، وهو ما يتطلبه الظرف الحالي، حيث انخفض عدد العمال من جهة، ولم تقو مكاتب الدراسات والمقاولات على الاستمرار في العمل منذ الثاني والعشرين من مارس الماضي؛ تاريخ بدء تطبيق الإجراءات الجديدة الخاصة بالوقاية من وباء كوفيد 19.