المركز الجزائري لدراسات التنمية

ندوة تفاعلية دولية عن "الطفولة في مناطق الصراع وأزمة السلام"

ندوة تفاعلية دولية عن "الطفولة في مناطق الصراع وأزمة السلام"
ندوة تفاعلية دولية عن "الطفولة في مناطق الصراع وأزمة السلام"
  • القراءات: 1959
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، ستدير مديرة المركز الجزائري لدراسات التنمية الدكتورة وهيبة قطوش، نهاية هذا الأسبوع، الندوة التفاعلية الدولية "الطفولة في مناطق الصراع وأزمة السلام"، حيث أوضحت الدكتورة في تصريح لـ "المساء"، أن مناطق الصراع الدولي تختزل اليوم الكثير من معاناة الطفولة التي تُعد الضحية الأكثر ظلما وبراءة في تلك المناطق. وتقول: "هذه الطفولة التي منها من لا يعرف معنى السلام والأمان؛ لأنه وُلد في محيط يفتقد إلى معرفة وإدراك المعنى الحقيقي لكلمة السلام رغم رغبته الفطرية في ذلك".

أضافت الدكتورة قطوش قائلة: "لعل ما يعانيه أطفال فلسطين والعراق وسوريا واليمن وأطفال أفغانستان ومالي وغيرها من المناطق التي تكتسحها الصراعات والحروب والفتن الداخلية، لهو عار وجريمة كبرى في تاريخ الإنسانية". واعتبرت منظمة اليونسكو أن الاتفاقية التي أقرها زعماء العالم عام 1989م، بالغة الأهمية؛ لأنها أكدت على "حاجة أطفال العالم إلى اتفاقية خاصة بهم؛ إذ غالبا ما يحتاج الأشخاص دون الثامنة عشر، إلى رعاية خاصة وحماية لا يحتاجها الكبار" .

وتحتوي اتفاقية حقوق الطفل على 54 مادة وثلاث بروتوكولات اختيارية، وهي "توضح بطريقة لا لَبس فيها، الحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها الأطفال في أي مكان - وبدون تمييز". وتضيف: "كما وضحت وبكل بدقة هذه الحقوق؛ وهي حق الطفل في البقاء، والتطور والنمو إلى أقصى حد، والحماية من التأثيرات المضرة وسوء المعاملة والاستغلال، والمشاركة الكاملة في الأسرة وفي الحياة الثقافية والاجتماعية".

وحيال أهمية هذه الندوة تقول مديرتها: "جاءت هذه الندوة في وقت تأزمت فيه أوضاع الطفولة في مختلف مناطق العالم التي تشهد صراعات داخلية وإقليمية؛ ما يستوجب التحرك السريع لوضع حد لما يعانيه الأطفال من ممارسات تعسفية وسيئة تحرمهم من الحياة الطبيعية التي يعيشها أقرانهم في مناطق أخرى أكثر أمانا".

وقالت الدكتورة قطوش: "صحيح أن هناك مؤتمرات وندوات كثيرة تُعقد بهذا الخصوص، لكن من المهم أن نزيد من تنظيمها والحديث عن هذا الموضوع. أقول ربما يحن قلب الدول الكبرى التي تعيث في كل منطقة من مناطق العالم، تجد فيها مصلحة مادية لها، ضاربة عرض الحائط كل القيم الإنسانية الأخلاقية؛ لأن المعيار الوحيد الذي يتعامل به هؤلاء اليوم هو المصالح والنهب والاسترزاق من أملاك الغير. وما عجز منظمة الأمم المتحدة بهياكلها التي أنشئت لحماية الأطفال ورعايتهم سوى دليل على العقم الكبير الذي خلفته القرارات السياسية والأهداف الشرسة، ولذا نأمل أن تكون هذه الندوة خطوة لنا لنقل الواقع القاسي والمؤلم الذي يعاني منه أطفال مناطق الصراع. كما نجتهد في الإجابة عن إشكالية أزمة السلام؛ لماذا لا يتحقق السلام؟".

وفي ما يخص محاور الندوة قالت مديرة المركز: "اجتهدنا في إشراك ممثلي مختلف الدول التي تعاني من صراعات وحروب حتى نضع رؤى واضحة لكل واقع. وسيتم التطرق لواقع أطفال مناطق الصراع، والمشكلات السلوكية في مناطق الصراع (الجنوح، العمالة، الانحراف، العزلة، الانسحاب الاجتماعي)، ودور الهيئات والمنظمات الدولية في حماية أطفال مناطق الصراع، والتأهيل النفسي وإعادة الإدماج الاجتماعي للأطفال ضحايا الحروب والصراعات المسلحة، وأوضاع الأطفال في مناطق الصراع في زمن وباء كورونا "كوفيد 19".

أما المشاركون في الندوة فهم آمال بوعيشة (علم النفس المرضي الاجتماعي)،  والدكتورة سلماني حياة (اختصاص قانون دولي إنساني)، ومن سوريا الأستاذ رداد لحلح (كاتب وإعلامي)، ومن النيجر ثالث غاربا (رئيس منظمة أبواب الخير)، ومن لبنان لارا أحمد نصر الدين (باحثة في علم الاجتماع وعلوم التربية)، ومن اليمن توفيق الحميدي (محامي وناشط حقوقي رئيس منظمة سام للحقوق والحريات بجنييف)، ومن فلسطين يشارك كل من الدكتور علي لطفي علي قشمر أبو لطفي (باحث في مناهج وطرق التدريس في علم النفس)، والدكتور أيمن كامل شبير (متخصص في علم النفس التربوي، نائب رئيس خبراء التطوير، عضو نقابة المدربين الفلسطينيين)، ومن الأردن يشارك الدكتور فيصل الخزاعي الفريحات (محام دولي تخصص قانون دولي إنساني)، ومن ليبيا الأستاذة خديجة محمود العمامي (ناشطة حقوقية ومدنية وفاعلة في مجال الأعمال الإنسانية)، ومن تركيا الأستاذ أورهان ياملك (عضو بهيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان)، ومن العراق الأستاذة حنان عبد اللطيف (ناشطة حقوقية)، ومن دولة مالي كل من ماساران ديالو (رئيسة جمعية كل طفل مهم) ومامادو د. صانجو (الأمين العام للجمعية).