بوقدوم أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان:

السياسة الخارجية تحظى باهتمام بالغ ضمن برنامج التجديد الوطني

السياسة الخارجية تحظى باهتمام بالغ ضمن برنامج التجديد الوطني
وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم
  • القراءات: 796
ق. و ق. و

أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، أمس، تمسك السلطات العليا في البلاد بالعمل على إعطاء الجزائر المكانة اللائقة في إطار مبادئ الدبلوماسية الجزائرية المعروفة، مشددا على الدفاع عن المصالح العليا للامة والحفاظ على الأمن الوطني وتحقيق استقلال القرار السيادي.

وقال السيد بوقدوم إن قيادة السياسة الخارجية التي تندرج ضمن مشمولات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تحظى بـ "اهتمام بالغ" ضمن البرنامج الشامل للتجديد الوطني وبناء جزائر جديدة "، عبر إعطاء بلادنا المكانة اللائقة بها في اطار المبادئ المعروفة للدبلوماسية الجزائرية المتمثلة أساسا في احترام سيادة الدول واستقلالها وسلامتها الترابية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام قواعد حسن الجوار والتسوية السلمية للنزاعات ونصرة القضايا العادلة"، مبرزا الأهمية الخاصة التي توليها أيضا بلادنا  لإفريقيا لاسيما منطقة الساحل ومحيطها المباشر.

ويأتي تدخل السيد بوقدوم خلال الجلسة الحوارية، التي نظمتها لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية للمجلس الشعبي الوطني، بهدف "ترسيخ تقاليد التشاور حول المسائل الاستراتيجية المتعلقة بالسياسة الخارجية للجزائر وتبادل وجهات النظر حول اهم قضايا الساعة".

وأوضح السيد بوقدوم أنه يتم ضمن السياسة الخارجية للجزائر العمل المتواصل من أجل تكييف الأداء الدبلوماسي ضمن ثلاثية "السيادة والأمن والتنمية"، بما "يضمن الدفاع عن المصالح العليا للامة والحفاظ على الأمن الوطني وتحقيق استقلال القرار السيادي والاستغلال الأمثل لفرص الشراكة والتعاون في سبيل خدمة التنمية".

وبعد أن أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية توفر النية لمواصلة السير جنبا إلى جنب لخدمة مصالح البلاد، أوضح أن "السياسة الخارجية تكون نتيجة إجماع أو أكبر إجماع ممكن داخل الوطن"، مضيفا في هذا السياق "إذا اردنا أن ندافع عن بلادنا هناك ميدانين لابد من الإجماع (حولهما). وهما الخارجية والدفاع اللذان يندرجان ضمن صلاحيات رئيس الجمهورية، مثلما هو معمول به بنسبة 90 بالمائة في العالم.

واستطرد السيد بوقدوم قائلا "قد نختلف كما حدث بخصوص قانون المالية وهذا أمر طبيعي ويعبر عن الديمقراطية في البلاد، ولكن من المستحسن فيما يخص الخارجية والدفاع، أن يتبع الجزائريون وممثليهم والحكومة طريقا واحدا وأن يعبروا عن موقف واحد".

كما استعرض الوزير، موقف الجزائر ونشاط دبلوماسيتها إزاء عدد من القضايا الراهنة، من بينها القضية الصحراوية والوضع في ليبيا والقضية الفلسطينية، مؤكدا أن الدبلوماسية الجزائرية تعمل ضمن عدة محاور لتجسيد هذه التوجهات الكبرى، مع إيلاء أهمية خاصة لإفريقيا ولاسيما الساحل ولمحيطها المباشر (المغرب ، المتوسط، الصحراء الغربية، أوروبا والعالم العربي).

الجزائر تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير

وفي هذا الإطار، جدد وزير الشؤون الخارجية دعم الجزائر لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، مع دعوتها إلى الإسراع في تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، مضيفا أن "الجزائر تواصل جهودها في تحسيس المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن بأهمية معالجة هذه القضية التي طال أمدها بالجدية والمسؤولية اللازمتين في ضوء قرارات الشرعية الدولية والعقيدة الأممية في مجال تصفية الاستعمار".

أما فيما يخص الشأن الليبي، قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية إنه "رغم التطورات الميدانية الخطيرة التي يعيشها هذا البلد، إلا أن الجزائر لا زالت تواصل جهودها من أجل تخفيف حدة التوتر وإقناع مختلف الأطراف المعنية بأهمية مواصلة مسار الحل السياسي وتساعدها على ذلك الثقة الكبيرة التي تحوزها من قبل مختلف الأطراف الليبية".

وستواصل الجزائر - يضيف السيد بوقادوم - اتصالاتها وجهودها بشكل متصاعد بالتوازي مع تحسن الظروف الصحية الدولية من أجل تشجيع الليبيين على الرجوع إلى  طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أنها تنظر في هذا الصدد باهتمام لمختلف المبادرات الليبية الرامية إلى تفعيل المسار السياسي.

وحول القضية الفلسطينية، أكد رئيس الديبلوماسية أن الجزائر تواصل التأكيد بشكل مستمر على دعم حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية ورفض سياسة الأمر الواقع جملة وتفصيلا.

بالموازاة مع ذلك، أكد السيد صبري بوقادوم، أن الدبلوماسية الجزائرية "تولي اهتماما كبيرا لترقية حركيات التعاون والشراكة والاندماج في كل الفضاءات التي تنتمي إليها، حيث تعمل على ترقية الاندماج الإفريقي عبر تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتعزيز التعاون في الاطار المغاربي والعربي والإسلامي كما تواصل تعاونها ضمن مختلف الأطر المتوسطية".

تبني سياسة براغماتية مع مختلف الشركاء

كما تتبنى الدبلوماسية الجزائرية - يضيف الوزير - "سياسة متوازنة وبراغماتية في تعزيز علاقاتها مع مختلف الشركاء دون استثناء ضمن مقاربة (رابح -رابح)، القائمة على الاحترام المتبادل والندية في التعامل وتوازن المصالح، بما يسمح بتعظيم فرصة الشراكة الاقتصادية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية والترويج للصادرات الجزائرية وترقية الجزائر كوجهة سياحية بالتعاون مع مختلف القطاعات المعنية.

من جانب آخر، شدد وزير الشؤون الخارجية على أن الجهاز الدبلوماسي والقنصلي يولي عناية خاصة للجالية الجزائرية والكفاءات الوطنية بالخارج.

اللقاء الذي نظمته لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية للمجلس الشعبي الوطني بمقر المجلس ترأسه رئيسها عبد القادر عبد اللاوي وبحضور كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية والكفاءات بالخارج رشيد بلادهان ،فضلا عن الوزيرة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان.

وثمن السيد عبد اللاوي في البداية، استحداث رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لكتابة للدولة تعني بقضايا الجالية وكذا بالكفاءات الوطنية، مضيفا أن هذا اللقاء "سيفتح بلا شك شهية البرلمانيين من أجل التحاور حول ملفات حيوية أنية وهو خطوة هامة توضح معالم الجزائر الجديدة والعلاقة التي بنبغي أن تكون قائمة بين السلطيتين التشريعية والتنفيذية".