المغربي بن زيدان ضيف منتدى المسرح الوطني:

النقد في الوطن العربي قراءة انطباعية

النقد في الوطن العربي قراءة انطباعية
  • القراءات: 1082
 د. مالك د. مالك

قدّم الأكاديمي والناقد المسرحي المغربي عبد الرحمان بن زيدان في الموعد الجديد لمنتدى المسرح الوطني الجزائري، مداخلة حول موضوع ”النقد المسرحي العربي.. بنائية المنهج ودلالة المنجز”، وأكد أن موضوع النقد المسرحي العربي من بين الموضوعات التي ترافقها العديد من الأسئلة حول المعرفة التي تسند فعل القراءة والمقاربات النقدية، منها الأسئلة المتعلقة بالمنهج أو المناهج التي تمد الناقد بأدوات القراءة والفهم وتفسير النتاج المسرحي نصا وعرضا، فيشغلها بالشكل الذي به تتم إعادة إنتاج النص وفق ما ستنتجه هذه القراءة من فهم للبنيات العميقة لهذا النتاج، ومنها الأسئلة التي تفتح مغاليق هذا المنتوج للوقوف على بنياته ووظائفه المتعددة.

أشار بن زيدان إلى أنه لا يوجد منهج جاهز لقراءة المسرح لأن طبيعته التكوينية تختلف عن باقي الأجناس الأدبية الأخرى، لأنه يتضمن ما هو أدبي حين يكون نصا قابلا للقراء، ويكون عرضا عندما تتدخل مجموعة من الوسائط الفنية لإنتاج الفرجة، ولهذا لا يمكن القول إن مناهج عديدة رافقت الظاهرة الأدبية والفنية، وعملت على مقاربة مكوناتها، والعمل على فهم دلالاتها، موضحا أن المسرح فن مركب يستدعي وجود أدوات تفهم هذا التركيب بعد تفكيكه وإعادة تركيبة لفهم دلالاته وبحكم هذا التنوع هناك مناهج رسمت لتاريخ قراءة المسرح طريقة ممارسة القراءة مدعومة بنظرية المسرح والدراما، ويمكن الرجوع إلى مصادر التنظير المسرحي في الغرب لنجد أن القراءة كانت تركز على بنيات النص المكتوب، فتحيله إلى ثقافة العصر، وثقافة الرؤية إلى المسرح.

وقال ”إذا تحدثنا عن حركة النقد في الوطن العربي فإن وجود هذا النقد ظل محكوما بتجريب المناهج لفهم ما يقوله هذا المسرح الذي سيبقى تاريخيا فنا طارئا على الثقافة العربية ذلك أن النقد المسرحي الذي وجد مع مطلع القرن العشرين كان موروثا عن نقد الشعر في تاريخ الإبداع العربي الذي كان ينشط وجود قراءات واجتهادات تريد معرفة أسرار هذا الشعر ومكوناته، لكن عندما ظهر المسرح في الوطن العربي وجدنا أن القراءة كانت انطباعية لا تعرف مكونات المسرح كنص وكعرض، لكن الصيرورة المعرفية بحركية المسرح، والانفتاح على المناهج الغربية، وتكريس البحث الجامعي لقراءة المسرح جعل وعي القراءة يعطي مناحي جديدة في فهم هيأة هذا المسرج واشتغاله اللغوي والفني في بنياته الخاصة”.

وفيما يخص إنتاج أدوات القراء النقدية عند الأكاديميين، قال إن نظريات الآداب والفنون، والفلسفة، والفكر لها كلها بعدها العالمي لكن تطبيق هذه النظريات دون اجترارها هو ما يعطيها صفتها العلمية ويمكن الرجوع إلى المناهج التي تم تجريبها في المقارابات النقدية سنجدها قد فعلت مستويات فهم الظاهرة المسرحية العربية إما بالمنهج السوسيولوجي أو البنيوي أو البنيوية التكوينية، أو الانتروبولجيا، أو الشعريات التي رافقت تطور النقد الجديد في العلم.

وتكلم بن زيدان عن المنهج الذي يصلح للقراءة، وقال ”لو وضعنا وصفة للقراءة فإننا لن نكون نقادا مبدعين، بل نكون واصفين لتمظهرات المسرح وصفا محدودا لا يرى إلى الأبعاد والمستويات التي هي التي تمنحك مفاتيح قراءة المسرح وتكون مبدعا ومتلقيا تعيد إبداع النص بنظريات التلقي”.

والدكتور عبد الرحمان بن زيدان، أكاديمي وناقد مسرحي من المملكة المغربية، تعددت محطاته العلمية والبحثية في مجالات النقد والتعليمية إلى أن حاز على دكتوراه الدولة تخصص أدب (مسرح)، وهو حاليا أستاذ التعليم العالي بجامعة المولى إسماعيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس بالمغرب. كما يعد أستاذا محكّما في العديد من المجلات الثقافية العربية ومحاضرا بجام من الجامعات، وخبير في المسرح والنقد الأدبي والفني.ط نشر أكثر من ثلاثين مصنفا في المسرح والفنون التشكيلية وفي التراجم والأعلام والمذكرات، ألف ونشر أكثر من سبع مسرحيات تجريبية تحت عنوان ”ديوان الإيقونات في فرجة المقامات”، قدمت على الركح بعديد الدول العربية، وترجمت إلى لغات وحتى أنجزت حول تجربته النقدية والإبداعية العديد من الأطروحات العلمية والمصنفات النقدية في كثير من جامعات الدول العربية