ردا على تهديدات الرئيس الأمريكي بقطع علاقات بلاده مع الصين

بكين تدعو إلى حوار ثنائي لمواجهة خطر "كوفيد ـ 19"

بكين تدعو إلى حوار ثنائي لمواجهة خطر "كوفيد ـ 19"
بكين تدعو إلى حوار ثنائي لمواجهة خطر "كوفيد ـ 19"
  • القراءات: 757
م. مرشدي م. مرشدي

فضلت السلطات الصينية، أمس، التعامل مع تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بقطع علاقات بلاده معها، بروية وبكثير من الدبلوماسية عارضة عليه البدء في تعاون جاد ومثمر بهدف التوصل إلى آلية مشتركة لوقف خطر الموت الذي فرضه وباء "كورونا" على كل البشرية.   

ودافع زهاو ليجيان الناطق باسم الخارجية الصينية عن خيار تدعيم التعاون الثنائي بين بلاده والولايات المتحدة لربح معركة مواجهة خطر هذا الفيروس بدلا من فكرة قطع العلاقات بين البلدين أو فرض عقوبات كما هدد الرئيس الأمريكي بذلك ليلة الخميس إلى الجمعة.

ورافع الناطق الرسمي الصيني لصالح خيار الحوار بقناعة أن الإبقاء على علاقات مستقرة بين الصين والولايات المتحدة يخدم مصلحة الشعبين ومصالح السلم والاستقرار في كل العالم.

وجاءت دعوة الحوار الصينية ساعات بعد اللهجة الحادة التي اعتمدها الرئيس الأمريكي في حوار أجراه مع إحدى القنوات التلفزيونية عندما هدد بقطع علاقات بلاده مع الصين وقوله أنه لا يرغب في التحدث إلى الرئيس الصيني، شي جين بينغ لتخفيف حدة التوتر بين البلدين بمبرر أن موقف بكين في أزمة تفشي فيروس كورونا "خيب أمله".

وبرر الرئيس ترامب مواقف التصعيد الحادة تجاه بكين، بقوله أن العالم كان بإمكانه تفادي تسجيل وفاة أكثر من 300 ألف شخص بسبب فيروس "كورونا" لو تعاملت السلطات الصينية بمسؤولية وشفافية مباشرة بعد تسجيل أولى الإصابات بهذا الفيروس وقامت بإخطار العالم في الوقت المناسب حتى تتمكن دوله من اتخاذ احتياطاتها الوقائية لمنع انتشار الداء واحتوائه في الصين ومنع انتشاره في كل بلدان العالم الأخرى.

وراح الرئيس الأمريكي في سياق حملته المتواصلة منذ عدة أسابيع ضد الصين إلى التهديد بفرض عقوبات اقتصادية عليها من خلال رفع الرسوم الجمركة في وجه سلعها وربما الوصول إلى قطع العلاقات معها وهو ما يمكننا  ـ كما قال  ـ من اقتصاد اكثر من 500 مليار دولار.

وسبق للسلطات الصينية أن نفت مرارا هذه الاتهامات وأكدت أنها أحاطت منظمة الصحة العالمية بظهور الفيروس مباشرة بعد تسجيل أول حالات الإصابة وأنها أبلغت مختلف دول العالم  بذلك بما فيها الولايات المتحدة.

ويتواصل الجدال الأمريكي ـ الصيني في وقت تخطت فيه حصيلة وفيات وباء كورونا أمس عتبة 300 الف ضحية من إجمالي عدد مصابين بلغ 4,5 مليون شخص موزعين على 195 دولة .

وحافظت مؤشرات الوضعية الوبائية على منحنياتها التصاعدية للشهر الخامس على التوالي منذ ظهور الفيروس في وقت واصلت فيه مختلف الدول رفع إجراءات الحجر الوقائية دون تأكدها من قدرتها في احتواء هذا الوضع الصحي الطارئ.

وتصدرت الولايات المتحدة ضمن هذه المعطيات قائمة الدول الأكثر تضررا بعدد وفيات بلغ 86 ألف شخص وعدد مصابين قارب هو الآخر عتبة 1,5 مليون شخص متقدمة بفارق كبير عن المملكة المتحدة التي أحصت أكثر من 33 الف ضحية  من بينهم 12 الف مسن توفوا في ظروف مأساوية خلال شهرين داخل دور العجزة دون أن يلتفت اليهم أحد.    

وحلت روسيا ثالثة من حيث عدد الإصابات بعد تسجيل 11 الف إصابة جديدة امس لتكون ثاني اكبر دولة في العالم من حيث عدد المصابين بإحصائها لأكثر من 263 الف حالة مؤكدة  ولكن بنسبة وفيات لا تكاد تذكر بحوالي 2418 ضحية فقط. مقارنة بدول مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وحتى ألمانيا.