المدير العام للمستشفى الجامعي بن زرجب لـ "المساء":

ارتفاع عدد المتعافين ولا وجود لحالات إنعاش

ارتفاع عدد المتعافين ولا وجود لحالات إنعاش
المدير العام للمستشفى الجامعي بن زرجب
  • القراءات: 2342
رضوان. ق رضوان. ق

كشف المدير العام للمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب السيد بطواف الحاج في تصريح لـ "المساء"، عن أن المستشفى الجامعي على اعتباره أهم مؤسسة استشفائية بولاية وهران، قد تمكن من تحقيق نتائج هامة في مجال الاستشفاء من وباء كورونا "كوفيد 19"، وذلك من خلال تعافي 50 مريضا من أصل 90 كانوا يعالجون بالمستشفى بدون تسجيل أي حالة بمصلحة الإنعاش، وذلك في الوقت الذي تَدعم فيه المستشفى بتجهيزات وإمكانيات كبيرة للتدخل والتكفل بالمرضى، منوّها بالدور الكبير الذي لعبه الطاقم الطبي وشبه الطبي للمستشفى بمن فيهم عاملات النظافة.

المدير العام للمستشفى الجامعي "الدكتور بن زرجب"، أكد أن المستشفى وإدارته وضمن متابعة انتشار الوباء وتطوره، سطرت خطة عمل للتدخل وفق بطاقة تقنية محددة بالتنسيق مع رؤساء المصالح والأطباء المختصين، وهي الخطة التي كانت تعتمد على توقعات بانتشار كبير للوباء وسط سكان الولاية خاصة، وتم التأكد من أن الحالات المصابة محلية بعد أن كان المستشفى يستقبل حالات قادمة من خارج البلاد.

ويضيف المدير أن مصالح المستشفى المختلفة كانت تحتوي على أجهزة تنفس اصطناعي، والبالغ عددها 29 جهاز تنفس، خاصة أن معظمها يضم أقساما للجراحة. وقال: "اعتمدنا في أول خطوة على الأرقام المسجلة في دول العالم والتي كانت مخيفة جدا، وعلى ضوئها رُفعت درجة الاستنفار، وسُطر برنامج التكفل والمواقع التي كانت ستحتضن المرضى. وقد سجل المستشفى الجامعي أول حالة يوم 17 مارس المنقضي، ليصل عدد الحالات المؤكدة بالمستشفى، إلى 90 حالة إلى غاية يوم 27 أفريل.  

وكشف المدير العام للمستشفى عن أن الاستخدام المبكر لبروتوكول الدواء المكون من الهيدروكسي الكلوركين وزيتروماكس الذي انطلق المستشفى في استخدامه منذ يوم 24 مارس بعد يوم فقط من توصيات وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أعطى نتائج هامة في التعافي، حيث بلغ عدد المتعافين بالمستشفى 50 شخصا، غادروا كلهم المصلحة، فيما لايزال 40 مصابا فقط يتلقون العلاج، وحالتهم ليست خطيرة ما عدا مصاب واحد يعاني من مرضى الكلى، وقد تم وضع جهاز لتصفية الدم بالمصلحة لتفادي نقله يوميا إلى المصلحة المختصة.

وأكد بطواف الحاج أن خلوّ مصلحة الإنعاش من أي حالة، مؤشر هام على التكفل الجيد بالحالات، وفعالية البروتوكول الدوائي؛ حيث يُنتظر أن يغادر نصف الحالات المتبقية المستشفى خلال أيام في انتظار نتائج التحاليل التي يخضعون لها، منوها بالدور الكبير الذي لعبه الأطباء والأخصائيون وشبه الطبي، وحتى عاملات النظافة في الوصول إلى هذه النتائج التي لم تكن متوقعة في وقت سابق.

600 دواء كلوروكين بالمخازن و400 كاشف سريع

وبخصوص الأدوية والتجهيزات الطبية وشبه الطبية والمنتجات الخاصة بالوقاية، أكد مدير المستشفى أن الصيدلية المركزية للمستشفى تتوفر حاليا على مئات آلاف المواد الخاصة بالوقاية، وذلك بفضل تدخل مصالح الولاية وعلى رأسها والي وهران ومدير الصحة، فضلا عن التبرعات الكثيرة التي استفاد منها المستشفى من المتبرعين والمحسنين والجمعيات؛ ما رفع من حجم المخزون الاستراتيجي للمستشفى مع تدعيم المستشفى بممرات للتعقيم، ستساهم في منع انتشار الوباء، والحفاظ على صحة العاملين داخل المستشفى وزواره من المواطنين.

ووصف المدير ما شهده المستشفى من تضامن، بالنخوة التي لازالت تميز الجزائريين، ووقوفهم الدائم إلى جانب بعضهم وإلى جانب الجزائر، وذلك في الوقت الذي استفاد فيه المستشفى الجامعي من حصة 400 كاشف سريع للتحاليل، ستمكّن من التعرف على الحالات المشكوك فيها، فضلا عن توفر 600 دواء كلوروكين وزيتروماكس الخاصة بعلاج الحالات المؤكدة؛ ما يجعل المستشفى في أريحية للتكفل بالحالات المصابة، مشيرا إلى أن إدارة المستشفى تعالج تطور المرض تدريجيا بالتنسيق مع الصيدلية المركزية الجهوية.

وعن أجهزة التنفس الاصطناعي الحالية، كشف المدير العام للمستشفى عن توفير 10 أجهزة إضافية في بداية الوباء، للتكفل بالحالات المتوقع دخولها في تعقيدات صحية، مع تخصيص جناح كامل لاستقبال الحالات. كما تم خلال الأيام التي تلت ظهور الحالات، الاستفادة من تجهيزات إضافية للتنفس؛ حيث تبرعت عيادتان خاصتان بجهازي تنفس و3 أجهزة للتخدير والإنعاش التي تبرع بها محسن، إلى جانب تجهيزات إضافية من مصالح الولاية والوزارة.

120 عملية جراحية يوميا

وحول ملف التكفل بالمرضى والمصابين والحالات الاستعجالية بباقي المصالح الأخرى خاصة أن المستشفى الجامعي لوهران يغطي الجهة الغربية، كشف المدير العام عن أن الإدارة سطرت برنامجا للتكفل بدون المساس بأحقية باقي المواطنين في العلاج والخضوع للجراحة بالتنسيق مع رؤساء المصالح، حيث تجرى بالمستشفى أكثر من 120 عملية جراحية يوميا، من بينها عمليات جراحية دقيقة، خاصة في مجال استئصال السرطان من خلال 10 عمليات يوميا، فضلا عن التدخلات الجراحية للحالات الاستعجالية لضحايا حوادث المرور وحوادث السقوط، وغيرها من الحوادث التي تتطلب تدخلا جراحيا، فيما تبقى حالات الولادة القيصرية تسجل أكبر عدد من التدخلات بـ 35 حالة ولادة قيصرية يوميا.

وأكد مدير المستشفى أن كامل التجهيزات وُضعت للتكفل بالمواطنين، إلى جانب الإقامة بالمستشفى للمرضى، والاستشارات الطبية، والحفاظ على المواعيد الخاصة بالمرضى. وأكد المدير أن التضامن بين الفرق الطبية والإدارة ومختلف المتدخلين، كان سببا في الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية رغم الضغط والأزمة التي تعرفها البلاد نتيجة الوباء.