أنظار المواطنين تتجه نحو نشاط الطواقم الطبية

"الجيش الأبيض" في مواجهة فيروس الوضع الأسود

"الجيش الأبيض" في مواجهة فيروس الوضع الأسود
  • القراءات: 1399
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

تتجه الأنظار، خلال هذه الفترة الصعبة، إلى معرفة الوضعية الصحية السائدة، ومدى سيطرة الأطباء والطواقم الصحية على هذه الوضعية الحرجة، التي جعلت الخوف يتسلل إلى نفوس العديد من العاملين في القطاع رغم إيمانهم بهذه المهنة النبيلة المحفوفة بالمخاطر، حسبما أكد لـ "المساء"، بعض الأطباء المتابعين للوباء.

بينما يخضع الملايين للحظر المنزلي من المواطنين في بلادنا على غرار العديد من بقاع العالم من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا، يخوض ما بات يُعرف بـ "الجيش الأبيض" ـ وهم الأطباء والممرضون وجميع العاملين في القطاعات الصحية ـ حربا لا هوادة فيها منذ أسابيع، في مواجهة الفيروس القاتل، وهم يبذلون جهودا مضاعفة، تحرمهم في أحيان كثيرة، من ساعات نوم كافية، من أجل العناية بالمرضى، وأداء عملهم على أكمل وجه.

وذكر الدكتور بوجمعة آيت أوراس، مدير الوقاية بمديرية الصحة لولاية الجزائر، لـ "المساء"، أن هذه الظروف التي يعيشها الأطباء والممرضون وكل الملحقين بالقطاع باعتبارهم على صلة مباشرة بالمرضى، تعد صعبة للغاية، لكن ذلك يدخل ضمن إطار نشاطهم ومهنتهم النبيلة، ويُعتبرون جنودا يحاربون في الصف الأول في معركة مكافحة هذا الوباء، وأن الأطباء والممرضين يعرفون أن مهنتهم مهنة مخاطر، ومقتنعون بأنه لا بد من أداء مهامهم في مثل هذه الظروف الحرجة، وأن أحسن عرفان لهؤلاء القائمين على صحة المرضى، هو مساعدتهم على الالتزام بالقواعد الصحية، وعدم الاحتكاك بالغير، واحترام الإجراءات التي وضعتها الدولة بعد استشارة المختصين في مثل هذه الأمراض الوبائية.

وقال الدكتور آيت أوراس، من جهة أخرى، إن اللجنة المكلفة بمتابعة فيروس كوفيد 19، يمكنها أن توسع ساعات الحجر المنزلي الجزئي أو تقرر الحجر الشامل عندما تستدعي الضرورة. ويمكن عزل بلديات في ولاية معينة أو حتى أحياء دون أخرى، وهي القرارات التي يتم اتخاذها بعد التأكد من صحة المعلومات والتحقيق بشأن طبيعة الانتشار، وتتبّع الحالات المصابة والمشبوهة. 

وبشأن استعانة الأطباء بدواء كلوروكين، ذكر محدثنا أن العديد من المرضى يستعملونه؛ فهو يساعد على الشفاء، لكن هذا الدواء لا يباع في الصيدليات؛ مما يتطلب وجود المريض في المستشفى، وتوفر العناية الطبية، ومراقبة ما إذا كانت هناك مضاعفات، لاسيما بالنسبة للمصابين بالأمراض المستعصية كالسكري؛ لذلك لا يُنصح باستعماله خارج المصحات.

ضغط العمل والتوتر

لم يُخف أطباء آخرون أن الخوف والتوتر اللذين يصاب بهما أفراد الطاقم الطبي يؤثران على أدائهم في الميدان. وفي هذا السياق أكد لنا الدكتور نور الدين لمجداني، رئيس قسم الطب الوقائي وعلم الأوبئة بمستشفى بارني بالعاصمة، أن بعض الأطباء الذين لا عهد لهم بالفيروس يتخوفون حقا، "لكننا نقوم بتحسيسهم وتوعيتهم، بل ويتلقون تكوينات في التعامل مع المرضى المصابين بالفيروس". 

أما البروفيسور نور الدين إسماعيل، رئيس قسم الطب الوقائي وعلم الأوبئة بمستشفى "مصطفى باشا"، فصرح لـ "المساء" بأن عملية التكفل بهذه المصحة المرجعية تتم وفق الإمكانيات الموجودة، وأن العديد من الحالات التي تستقبلها والمشكوك في إصابتها، يتم إخضاعها لكشف بالأشعة وتحليل بيولوجي، وأن هذه الطريقة تمكن من تشخيص خمس حالات كل ساعة. ولم يخفِ محدثنا أن هذا الفيروس الخطير الذي عجزت عن محاربته الدول العظمى، يستدعي تضافر كل الجهود وتنسيق العمل مع كل القطاعات، واحترام الحجر المنزلي، والتبليغ عن كل الحالات المشبوهة، حتى يتم تطويق هذه الجائحة التي تزحف بشكل كبير، وتتسع دائرتها، لاسيما إذا وجدت المناخ المناسب.