اللواء شنقريحة مؤكدا بأن الأمن الصحي جزء من الأمن الشامل:

الجيش مستعد لإسناد المنظومة الصحية لمجابهة الوباء

الجيش مستعد لإسناد المنظومة الصحية لمجابهة الوباء
  • القراءات: 805
ق. و ق. و

جدد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، اللواء السعيد شنقريحة، أمس، التأكيد على ضرورة الاستعداد التام لقطاع الصحة العسكرية لإسناد المنظومة الصحية الوطنية، إذا تطلب الأمر ذلك، للتجند والوقوف إلى جانب الشعب الجزائري لمجابهة وباء كورونا العالمي.

وأكد اللواء شنقريحة خلال زيارة عمل وتفقد إلى الناحية العسكرية الأولى، على "الاستعداد التام لقطاع الصحة العسكرية والجاهزية الدائمة لمستشفياتنا وهياكلنا الصحية لإسناد المنظومة الصحية الوطنية، إذا تطلب الأمر ذلك، للتجند والوقوف إلى جانب شعبنا الأبي، في ظل هذه الجائحة الخطيرة، خاصة وأن الصحة العسكرية لها خبرة طويلة في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية التي عرفتها بلادنا، على غرار زلزال الأصنام وبومرداس وكذا فيضانات باب الوادي"، معتبرا الأمن الصحي جزء من الأمن العام بمفهومه الشامل:

وأشاد اللواء شنقريحة بالمناسبة بالجهود التي يبذلها كل إطارات ومستخدمي المستشفى المركزي للجيش "محمد الصغير نقاش" بعين النعجة، الذي كان المحطة الثانية لزيارته، حيث قدم باسمه الخاص وباسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وباسم كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، أسمى آيات الشكر والتقدير، وأزكى عبارات العرفان والامتنان، نظير التضحيات التي تقدمونها والجهود المضنية التي يبذلونها، لاسيما منذ بداية انتشار هذا الفيروس الخطير".

وأكد نائب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة أن "هذه الجهود المخلصة المبذولة ليست غريبة عن أحفاد مجاهدي جيش التحرير الوطني، إبان الثورة التحريرية المظفرة، حيث تمكن المجاهدون الأطباء والممرضون وقتها، وبإمكانيات بسيطة، من أداء واجبهم المقدس على أكمل وجه، ونجحوا نجاحا باهرا في علاج، ليس فقط الجرحى والمصابين من جنود جيش التحرير الوطني، بل امتد ليشمل سكان القرى والمداشر المعزولة في الجبال، والصحاري وعلى الحدود، من خلال تقديم الرعاية الصحية اللازمة للنساء والأطفال والشيوخ".

"وعلى نفس درب الأسلاف"، يضيف اللواء شنقريحة، "ها هي الصحة العسكرية اليوم، تؤدي دورها كاملا غير منقوص، ولم تدخر أي جهد من أجل ضمان التغطية الصحية لإخواننا المواطنين، لاسيما منهم المتواجدين على مستوى المناطق المعزولة والحدودية في كامل التراب الوطني، لتكون الصحة العسكرية بذلك بمثابة حلقة وصل قوية بين الجيش وعمقه الشعبي".

وكان اللواء شنقريحة قد وقف بالمستشفى المركزي على آخر الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل مكونات المستشفى، للتكفل التام بالمصابين بهذا الوباء من المستخدمين العسكريين وذوي حقوقهم. كما عاين عن كثب مختلف التجهيزات الحديثة والوسائل الطبية التي يحوزها المستشفى.

واستهل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة زيارته إلى الناحية العسكرية الأولى، والتي تندرج في اطار المتابعة الميدانية لمدى تنفيذ التدابير المتخذة في إطار مكافحة فيروس "كوفيد-19"، بوقفة ترحم على روح الشهيد البطل "أمحمد بوقرة" قائد الولاية التاريخية الرابعة، والذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار.

بعدها، شرع اللواء شنقريحة في زيارته، مرفوقا باللواء علي سيدان، قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء عبد القادر بن جلول، المدير المركزي لمصالح الصحة العسكرية، من المركز الجهوي الطبي الجراحي بالبليدة، حيث وقف بمركز العزل الصحي، على مختلف الإجراءات المتخذة للتكفل الصحي بالأفراد العسكريين المصابين بالفيروس، وكذا التدابير الاحترازية لحماية الطاقم الطبي العامل في الصفوف الأولى والمحتك مباشرة بالمرضى.

وأسدى لمختلف الإطارات والمسؤولين جملة من التعليمات والتوجيهات الرامية إلى التصدي الفاعل لهذا الوباء والحيلولة دون انتشاره في صفوف الجيش الوطني الشعبي، علاوة على اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على جاهزية الوحدات والقوات في أعلى مستوياتها.

كما قام اللواء بهذه المناسبة بتفقد المستشفى العسكري الجهوي الجامعي، المتواجد في طور الإنجاز، والذي تعرف أشغاله نسبة تقدم معتبرة، حيث أسدى تعليمات وتوجيهات للمسؤولين الجهويين، لاسيما القائمين على المنشآت العسكرية، بضرورة احترام آجال الإنجاز وكذا السهر على نوعية الأشغال، "لأنّ الأمر يتعلق بمنشأة صحية من الطراز الأول، وتستجيب للمعايير الدولية في هذا المجال، والكفيلة بضمان، بعد دخولها حيز الخدمة، تغطية صحية نوعية لكافة المستخدمين العسكريين العاملين بإقليم الناحية العسكرية الأولى".

للإشارة، فقد تم تخصيص جزء من هذا المستشفى لمواجهة الوباء من خلال استقبال المصابين بهذا الفيروس، حيث التقى اللّواء مع الطاقم الطبي المشرف على هذا الجناح وقدّم لهم تشكراته على الجهود التي يبذلونها للتكفل بالحالات المتواجدة به وحثّهم على مواصلة العمل الذي يقومون به بكل احترافية وإخلاص.

وبمعهد البحث والتطوير التابع لمديرية الصناعات العسكرية، تابع اللواء شنقريحة عرضا حول نشاطاته ومهامه خاصة ما تعلق منها بالبحث في مجال التصدي لفيروس كورونا، وذلك باستعمال مختلف تجهيزات الوقاية المخصصة للطاقم الطبي وشبه الطبي، فضلا عن أجهزة التنفس الاصطناعي، حيث قام المعهد بتطوير نماذج من هذه التجهيزات سيشرع في إنجازها بعد المصادقة عليها.