كان من أول المتهاونين في تجنب خطره

كورونا يتهدد حياة الوزير الأول البريطاني

كورونا يتهدد حياة الوزير الأول البريطاني
  • القراءات: 984
م. مرشدي م. مرشدي

شكل نقل الوزير الاول البريطاني، بوريس جونسون، أمس، إلى المستشفى، الحدث الطاغي على يوميات فيروس "كورونا"، ليس لأن المسؤول البريطاني شخصية سياسية بارزة في العالم ولكن لأنه واحد من بين المتهاونين بخطر الداء وراح يصافح كل من يلقاه بمن فيهم المصابون بهذا الفيروس.

وأكد تحويل جونسون على جناح السرعة إلى المستشفى أن لجوءه إلى وضع نفسه رهن الحجر الصحي مباشرة بعد تأكد إصابته بالوباء قبل عشرة أيام لم تنفع  في تحييد الفيروس، بل إن وضعه الصحي ازداد تفاقما مما حتم على أطبائه المعالجين  نقله إلى المستشفى.

ورغم تأكيد الهيئة الطبية بأن نقل الوزير الاول البريطاني إلى المستشفى كان لإجراء فحوصات معمقة إلا أن ذلك لم يمنع من التساؤل حول حقيقة درجة تمكن الفيروس من جهاز مناعته وخاصة في ظل عدم تراجع درجة حرارة جسمه والتي تبقى أكبر مؤشر على خطورة الفيروس على جسم الانسان.

وقالت مصادر طبية بريطانية إن جونسون البالغ من العمر 55 عاما قضى ليلة هادئة في مستشفى، سان طوماس بالعاصمة لندن، وأن معنوياته قوية، حيث بقي تحت المعاينة الطبية مع مواصلته إدارة الشؤون الحكومية انطلاقا من فراش مرضه.

لكن تسريبات نشرتها صحيفة "التايمز" البريطانية أكدت أن بوريس جونسون أخضع لجهاز التنفس الاصطناعي بعد أن شعر بضيق حاد في التنفس، بينما أكد الدكتور ريبر بيل المختص في الأمراض المعدية في مخبر البيولوجيا بمعهد، فرانسيس كريك في بيان نشره أمس أن الوضع الصحي للوزير الأول البريطاني يحتم على الطاقم الطبي المتابع له التركيز على مراقبة الاشارات الحيوية في جسمه وخاصة مسألة نقص الاوكسجين في خلايا جسده والقيام بتحاليل دقيقه للدم للتأكد من مدى الرد الإيجابي لجهاز مناعته في صد خطر الفيروس.

وكتبت صحيفة "الغارديان" إن جونسون كان في وضع صحي خطير ولكنه لم يتقبل ذلك لا هو ولا أعضاء حكومته قبل أن يتفطن الأطباء الى صعوبات أصبح يشعر بها أثناء عملية تنفسه مما استدعى نقله إلى المستشفى.

ويعد جونسون ثاني شخصية يتعرض لداء كورونا بعد إعلان القصر الملكي البريطاني قبل أيام عن إصابة ولي العهد الامير شارل بالداء ولكنه خرج منه سالما بعد علاج ناجع تلقاه طيلة مدة حجره الصحي.

وانتشر الوباء في المملكة المتحدة بالسرعة القصوى خلال اليومين الاخيرين بتسجيلها لأكثر من 500 اصابة جديدة يوميا مما جعلها تتحول إلى بؤرة جديدة لتفشي الوباء في القارة الأوروبية بعد تراجع عدد الوفيات والمصابين في كل من إيطاليا وإسبانيا لليوم الرابع على التوالي.

وسجل العالم أمس ارتفاع عدد وفيات فيروس "كورونا" إلى أكثر من 70 ألف ضحية بزيادة عشرة الاف وفاة خلال ليلة واحدة بما يعني أن البشرية ستستفيق نهاية الاسبوع على حصيلة 100 ألف قتيل في أكبر مأساة بشرية يعرفها العالم منذ كارثة الانفلونزا الاسبانية التي اجتاحت العالم سنة 1918 وخلفت هلاك 50 مليون نسمة.

وسجلت أعلى حصيلة لفيروس "كوفيد ـ 19" في مختلف الدول الاوروبية التي أحصت 50 ألف وفاة منذ انتشار الوباء بفارق أن عدد الوفيات تراجع بشكل كبير خلال اليومين الاخيرين باستثناء المملكة المتحدة التي عرفت قائمة مصابين بأكثر من 500 حالة يوميا وهي التي كانت في منآى عن خطر الداء مقارنة بالدول الاوروبية الاخرى مثل ايطاليا ( 16 الف ضحية ) وإسبانيا (13 الف ضحية) وبدرجة أقل فرنسا وألمانيا.

وبقدر ما تراجعت الارقام الكارثية التي سجلتها مختلف البلدان الاوروبية فقد انتقل الاهتمام هذه الايام الى الضفة الاخرى للأطلسي بعد أن تخطى عدد الامريكيين الذين قضى عليهم الوباء عتبة 10 الاف ضحية ضمن رقم جعل الرئيس الامريكي يشبه ما تواجهه بلاده بتلك الاحداث التي عرفتها سنة 1945 عندما هاجمت اليابان جزيرة بيرل هاربر وارغمت الولايات المتحدة على الخروج من عزلتها الدولية وتخوض الحرب العالمية الثانية.

وقال الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة ستتحمل خلال الايام القادمة ذروة انتشار الوباء مما يحتم علينا القتال من أجل الحياة أو الموت.