الأمين العام لوزارة الصناعة والمناجم يؤكد:

المجمعات الاقتصادية العمومية تضاعف قدراتها لمواجهة الوباء

المجمعات الاقتصادية العمومية تضاعف قدراتها لمواجهة الوباء
  • القراءات: 644
ق.و ق.و

أكد الأمين العام لوزارة الصناعة والمناجم، محمد بوشامة، أمس، أن كافة المجمعات العمومية الاقتصادية مجندة لمجابهة جائحة كورونا، من خلال رفعها لقدراتها الإنتاجية وانتاج المواد الاكثر استعمالا وطلبا في هذا الظرف الصعب.

وأوضح السيد بوشامة لدى نزوله ضيفا على الاذاعة الوطنية أن قطاع الصناعة والمناجم، الذي يشرف على 13 مجمعا إلى جانب مجمع آخر ذي طابع خاص، مجند للمساهمة في مجابهة وباء كورونا، لا سيما وأن 4 مجمعات لديها دور حساس في الوضع الحالي والمتمثلة في ضمان التموين بالمواد ذات الاستهلاك الواسع بما فيها المواد الغذائية والصيدلانية الادوية ومختلف المستلزمات الصحية وشبه الصحية.

وذكر نفس المسؤول بالمناسبة بالتعليمات التي أسداها كل من الوزير الأول، عبد العزيز جراد، ووزير الصناعة، فرحات أيت علي، لتسهيل عملية الانتاج رغم الظرف الصعب العالمي والجهوي وحتى المحلي"، حيث أعطى في هذا الصدد مثالا بمجمع "صيدال" الذي وجد في هذا الظرف فرصة لتطوير قدراته، "باعتبار أن السوق الوطنية أصبحت تتطلب إنتاج أوفر الى جانب التأقلم مع إجراءات التقليل من الواردات وبالتالي إلزامية تطوير الصناعة المحلية"، لافتا في هذا الخصوص، إلى انه تمت مطالبة "صيدال" بتحويل بعض الوحدات لإنتاج المواد التي تعرف طلبا أكبر.

وأضاف السيد بوشامة أن "صيدال" تنتج حاليا مليوني وحدة من مادة البراسيتامول، التي تستعمل بكثرة في هذه المرحلة، علما أن هذا الدواء ممنوع من التصدير قصد ضمان تلبية الطلب الوطني.

كما ينتج ذات المجمع، حسب نفس المسؤول، 500 ألف وحدة فيتنام "ج" الذي يستعمل في تقوية المناعة، إضافة إلى مادة المحلول الكحولي، التي انتقلت كمية إنتاجها من 5000 لتر في مارس الفارط إلى 40 ألف لتر في أفريل الجاري، "فيما قام المجمع بتوزيع 50 ألف لتر من المحلول الكحولي على مختلف الادارات العمومية والمستشفيات مجانا كإجراء أولي".

وتحضر صيدال، حسب المتحدث، لصناعة دواء الكلوروكين محليا، وهو الدواء المستعمل في إطار بروتوكول علاج المصابين بوباء كورونا.

من جهته، يقوم مجمع الصناعة الكيميائية "شيميكا"، يضيف ممثل وزارة الصناعة، بصناعة المواد الكحولية المستعملة في التطهير والتعقيم إلى جانب الاقنعة الواقية التي تنتجها وحدة "سوكوتيد" وهو مدعم بمؤسسة "ايديماد" من خلال شبكتها الوطنية للصيدليات التي تسمح بتموين المناطق المعزولة إلى جانب توفير مادة الاكسجين.

وأبرز السيد بوشامة دور مجمع الصناعات النسيجية "جيتيكس " الذي يعمل على إنتاج كمية معتبرة من الأقنعة التي تخضع لمصادقة ومراقبة المخابر المختصة، مشيرا إلى أن هذا المجمع يمكن أن تصل قدرة إنتاجه إلى مليون قناع في الشهر. أما فيما يخص مجمع "ديفاندوس" المختص في صناعة الأفرشة والاسرة والشاليهات، فهو يقوم، وفقا للمتحدث، بإنتاج 200 وحدة من الأغطية والأفرشة، "إضافة إلى رفع القدرات الإنتاجية كخطة استباقية لإمكانية اللجوء إلى بناء مستشفى بالشاليهات".

ويهتم مجمع "لوغاكو"، من جهته، بتطوير البحوث العلمية بالتعاون مع مديرية البحث العلمي قصد تطوير بعض الاختراعات كتطوير المحلول الكحولي ومعقم يستعمل في حجرات المرضى، إضافة إلى الواقي الزجاجي للأطباء وغيرهم من مستخدمي المستشفيات.

وذكر السيد بوشامة، بالمناسبة، بفتح كل نقاط البيع التابعة لمجمع "أغروفيد" للصناعات الغذائية للاستجابة للطلب المتزايد على مادتي السميد والفرينة، لافتا إلى أن هناك 27 مطحنة سميد بسعة انتاج أكثر من 54800 قنطار في اليوم، إضافة إلى 29 مطحنة فرينة، تعمل بكامل طاقتها لإنتاج 62 ألف و400 قنطار وتوفير ما تحتاجه السوق الوطنية.

وذكر المتحدث في هذا الإطار، بإجراء تسويق كيس السميد لـ10 كلغ بدلا من 25 كلغ لضمان توزيع أوسع، إضافة الى إشراف الولاة على خلية تعاون تضم مدراء الفلاحة والصناعة والتجارة لضمان توزيع عادل وتسمح بتتبع مسار توزيع السميد، الذي يعرف اقبالا كبيرا وتهافتا خلق مشكل في التوزيع رغم وفرة الانتاج.

حل مشكلة نقص السيولة للمجمعات العمومية قريبا

فيما يخص تنفيذ تعليمية تسهيل جمركة السلع، قال السيد بوشامة إنه تنفيذا لتعليمية الوزير الأول، تم تفعيل ما يسمى بالرواق الاخضر على مستوى الجمارك، لتخفيف إجراءات جمركة السلع المستوردة والتي تشمل تلك القابلة للاستهلاك مباشرة أو نصف المصنعة، إلى جانب المواد الأولية التي تستعمل في صناعة بعض المنتجات المصنعة محليا. حيث أوضح في هذا الصدد، أنه يكفي مثلا ان يتعهد المورد بالقيام بمختلف الاجراءات اللازمة لاحقا، حتى يتحصل فورا على تسهيل لجمركة سلعته إلى جانب تسهيلات أخرى على مستوى البنوك، وذلك لتمكين تموين السوق بالمواد ذات الاستهلاك الواسع المواد التي تدخل في الصناعة الصيدلانية وتلك المستعملة في التنظيف والتطهير.

من جهة أخرى، أشار السيد بوشامة إلى أن جدولة ديون المؤسسات ستدرس مستقبلا من طرف الحكومة لحل مشكل السيولة والتقليل من البيروقراطية لمعالجتها، مشيرا إلى أن أغلب المجمعات العمومية تشتكي من مشكل السيولة، لأن هناك اشكالا في تحصيل مستحقات المؤسسات باعتبارها تشتغل مع القطاع العمومي.

وأعطى كمثال الشركة الوطنية لصناعة المركبات الصناعية التي تبلغ مستحقاتها غير المحصلة 12 مليار دينار، مؤكدا بأن الوزارة حضرت ملفات مختلف المجمعات العمومية التي سيتم دراستها من طرف مجلس مساهمات الدولة الذي يتراسه الوزير الأول والذي لم ينطلق بعد في عمله "وسيتم عقد مجلس وزاري مشترك في المستقبل القريب لدراسة وضعية مجلس مساهمات الدولة"

وإذ أشار السيد بوشامة إلى أن الوزارة حضرت ملفا، ليتمكن المجلس من دراسة مشكل السيولة الذي تعاني منه المؤسسات الاقتصادية العمومية، "حيث سيتم اتخاذ إجراءات على مستوى البنوك والخزينة لمساعدة المتعاملين الاقتصاديين على تجاوز الظرف الحالي الصعب"، ذكر بأن تعليمات الحكومة تصب في اتجاه الحفاظ على مناصب الشغل وعلى وجه الخصوص دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعتبرها محرك التنمية والاقتصاد الوطني.

وبخصوص تفعيل آليات البطالة المؤقتة التي تنوي بعض المؤسسات اللجوء، إليها بسبب الحجر الصحي، قال السيد بوشامة أن الوزارة "تلقت مراسلات من بعض المؤسسات التي بدأت تتخذ بعض الاجراءات التي لا مفر منها، بسبب تراجع النشاط جراء جائحة كورونا".