بعد أن استهان بخطر كورونا، رافضا كل الاجراءات الاستباقية لاحتوائه

الرئيس ترامب يدعو الامريكيين إلى انتظار الكارثة

الرئيس ترامب يدعو الامريكيين إلى انتظار الكارثة
  • القراءات: 834
م. مرشدي م. مرشدي

 شدت التوقعات الخاصة بداء كورونا في الولايات المتحدة، أمس، الأنظار ليس بعد تضاعف عدد الوفيات إلى أكثر من أربعة الاف ضحية خلال يومين ولكن بسبب الحصيلة النهائية لهذا الوباء الفتاك التي حددت ضحاياه في هذا البلد ما بين 100 ألف و240 ألف شخص في حال اتخذت كل الاجراءات الوقائية وأكثر من مليوني شخص في حال تركت الامور كما هي. 

دب الشك في أعلى هرم دوائر صناعة القرار في العالم ولم يعد بإمكان أيا من مسؤولي هذه الدولة او تلك استشراف المستقبل ولو على بعد أيام فقط بعد أن أخلط فيروس كورونا الحسابات ومنطق التعامل مع الازمات وقد استعصى تحييد خطره وبقائه حرا طليقا في طبيعة مفتوحة وبشرية سكنها الذعر والخوف من الغد الغامض.

وجعل هذا الواقع دولا كبرى وبإمكانيات لا تضاهي تبقى أشبه بالواقف على راس مريضه ينتظر انطفاء روحه، رغم أنها وصلت إلى حد استقراء اغوار كوكب المريخ وامكانية العيش فيه، بعد ان فشلت في توقع درجة خطر الوباء وجعل كل واحدة منها تعتقد انها غير معنية به وان الصين التي شهدت ظهور الوباء لأول مرة ان تتعامل معه اعتقادا منها انه اشبه بفيروسات سابقة انحصر خطرها ضمن نطاقات جغرافية في اقصى الشرق الادنى او ادغال افريقيا ليخلط عليها كورونا كل توقعاتها متسللا إلى اجهزة تنفس مئات الاف مواطنيها وراح ينخر جهاز مناعتهم حاصدا ارواح الالاف منهم في كل يوم وليلة.

ولم تكن حصيلة 44 ألف ضحية المسجلة أمس، 30 ألفا من بينهم توفوا في مختلف الدول الاوروبية وتأكد إصابة قرابة 900 الف شخص بالداء سوى تأكيد لعجز عالمي وعلى اعلى المستويات في كيفية التعاطي الايجابي مع الوباء الذي اكدت تقارير طبية انه طور طريقة مقاومته من خلال عدم ظهور مؤشرات الحمى والوهن والسعال الذي عادة ما تظهر على المريض  في تحد اخر واحتمال ظهور الجائحة  بأنماط اخرى  تجعل كل البشرية مهددة في حياتها وهي لا تعلم.

ولكن هل كان من المنطقي أن تصل المجموعة الدولية إلى مثل هذه الوضعية الكارثية وقد كان باستطاعة دول متطورة التنبؤ بمثل هذه الكارثة وخاصة وأن العالم وصل درجة تقدم تكنولوجي تؤهله لتوقع كل شيء وفي كل حين.

ويطرح التساؤل وقد سارعت مختلف الدوائر الطبية في العالم الى التحذير من تداعيات الوباء بمجرد ظهورها قبل اكثر من ثلاثة اشهر في يوهان الصينية وخاصة  من حيث جهل المنظومة الطبية العالمية لطبيعة الفيروس ودرجة خطره  وفسر الصعوبات التي لاقتها السلطات الصينية في احتواء سرعة انتشاره في ظل افتقادها للقاح قادر على وقف عدواه.

وشكل ذلك تحد وناقوس خطر كان على كل الدول ومخابر البحث العالمية أن تنتبه للخطر القادم وان يكون ذلك محفزا لاتخاذ الاجراءات الوقائية  الكافية لمواجهة هذه الجائحة الكونية ولكنهم تعاملوا مع الموقف الطارئ بمنطق أن الامر "شأن صيني ولا دخل لنا فيه" ولكنه موقف ما لبث ان تغير بمجرد أن فرض الداء منطقه على الجميع ولكن بعد فوات الاوان.

وكان الرئيس الامريكي أكبر مثال على ذلك عندما استدرك موقفه السابق وراح أمس يطالب كل الامريكيين بانتظار مستقبل اخطر، أخطر من اوروبا خلال الاسبوعين القادمين حاثا اياهم على التحلي بالصبر،، تماما كما فعل نظيره البرازيلي، جايير بولصونارو الذي تهكم من خطر الوباء الذي وصفه بمجرد "موجة زكام عابرة"، قبل ان يؤكد أمس أن ما يحدث اكبر تحد تواجهه البرازيل وكل جيله.

وكان تسجيل الولايات المتحدة سقوط الفي قتيل في ظرف 72 ساعة الاخيرة وتضاعف عدد ضحايا الداء إلى اكثر من 4100 امريكي اشبه بصدمة لدى الرئيس الامريكي الذي اعتبر الموقف  الوبائي بانه مسالة حياة او موت، وخاصة بعد ان اكد البيت الابيض بان عدد قتلى الوباء سيتجاوز عتبة 240 الف قتيل ببلوغ الوضع الصحي ذروته خلال الاسبوعين القادمين.

وتوقعت الدكتورة ديبورا بريكس، منسقة فريق مكافحة الأزمة في البيت الأبيض، تسجيل هذه الحصيلة في حال تم توفير كل الامكانيات الطبية والعلاجية لمواجهة الداء بعد ان اكدت ان الوباء قد يحصد ارواح مليوني امريكي في حال استمرت استراتيجية مواجهته على ما هي عليه.

وهي توقعات تدفع الى الاصابة بالإحباط الى الحد الذي جعل الامم  المتحدة تؤكد امس ان فشل المجموعة الدولية في مواجهة الداء يعد بمثابة اكبر ازمة  يواجهها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 75 عاما بعد تزاوج خطر جائحة عالمية واقتصاد منهار لبشرية فقدت بوصلتها للنجاة من كارثة حتمية لمؤشرات مجاعة تتهدد كل المعمورة.