التوقف الاضطراري لمنافسة الرابطة الاحترافية الأولى لن يساعد فريق نصر حسين داي، وسيقلل من حظوظه في تفادي السقوط، ذلك هو الاعتقاد السائد حاليا في معاقل نادي نصر حسين داي؛ فالجميع بدأ يشعر بالوضع الصعب الذي سيتواجد فيه الفريق في حال استمرار المنافسة. اللاعبون أنفسهم يشعرون بصعوبة المهمة التي تنتظرهم لرفع التحدي والاستجابة لتطلعات أنصارهم، الذين ينتظرون منهم أن يفعلوا المستحيل من أجل إبعاد خطر السقوط إلى الرابطة المحترفة الثانية.

الأمر سيكون أصعب على الطاقم الفني لإعادة تجنيد مجموعته؛ حيث يتعين على المدرب الجديد للفريق فؤاد بوعلي ومساعديه خريس وبن صغير، الوقوف بسرعة على درجة استعداد اللاعبين، الذين يتابعون حاليا برنامج التحضيرات الفردية المسطر من قبل الطاقم الفني. برنامج لا يفرض بالضرورة على اللاعبين القيام بالتدريبات في الهواء الطلق؛ إذ تُركت لهم حرية اختيار الطريقة التي يتعين على كل واحد منهم تحضير نفسه بدنيا ومعنويا لا أكثر، لكن بالالتزام بتطبيق بعض التعليمات، منها ما يخص احترام عدد الساعات التي يتعين على اللاعب استغراقها في النوم حتى لا يزيد وزنه.

المدرب فؤاد بوعلي في اتصال دائم مع لاعبيه عبر الهاتف أو على وسائل التواصل الاجتماعي. ومكنته هذه الاتصالات من ضبط بنسبة كبيرة، درجة استعداد اللاعبين، وهو على أحر من الجمر لتوجيههم من جديد في الميدان. وبعد ذلك بأيام قليلة يتعين على المدرب بوعلي وزميليه في الطاقم الفني، إعداد تقرير مفصل عن الوضعية البدنية والبسيكولوجية لعناصر الفريق، وتقديمه لإدارة النادي، حسبما أكد لـ "المساء" مصدر قريب منها. لكن لا إدارة النادي ولا الطاقم الفني يعرف مستقبل بطولة الموسم الجاري؛ هل سيتم تمديد حالة الحجر، أم ستقرر وزارة الشباب والرياضة استئناف المنافسة؟ الأمر سيكون صعبا على الجميع في حال تقرر تمديد الحجر الذي سيزيد في قلق اللاعبين، فيضيّعون، بشكل كبير، تركيزهم. لكن كل من يناصر فريق حسين داي يتمنى إلغاء بطولة هذا الموسم بصفة نهائية؛ فأرواح البشر أكبر وأغلى من أن يتم السماح باستئناف المنافسة، ما سيؤدي، لا محالة، إلى خطر انتشار الوباء في ربوع وطننا ونحن لم نتحكم فيه بعد بصفة جيدة. وقد يكون قرار إلغاء البطولة أقرب إلى المنطق، وفأل خير على نصر حسين داي الذي يتواجد من بين الفرق المهددة بالسقوط إلى الرابطة المحترفة الثانية؛ إذ سيسمح هذا القرار لنادي حسين داي بالبقاء في الرابطة المحترفة الأولى، وهو أمل ليس فقط أنصاره، بل أمل الذين يدركون قيمة وتاريخ هذا النادي العريق، الذي له مكانة خاصة في سجل تاريخ كرة القدم الجزائرية، فقد كان له الفضل في تكوين لاعبين كثيرين حملوا ألوان الفريق الوطني، منهم من برز بشكل لافت للانتباه على المستوى القاري والدولي، فقط أخطاء كثيرة في مجال التسيير المالي والإداري جعلت نصر حسين داي يعاني من مشاكل عويصة لم يتحكم فيها مسيّروه. اليوم نصر حسين داي يئن تحت وطأة أزمة مالية خانقة، جعلته يبحث عن مصادر تمويل؛ من خلال تحويل بعض لاعبيه البارزين إلى البطولة التونسية. ولاعب آخر اختار البطولة الفرنسية، وهو المدافع خاسف؛ ما يفسر الضعف الكبير الذي ميز مردود نصر حسين داي بعد انطلاق المرحلة الثانية من الرابطة المحترفة الأولى.

أنظار كل من يناصر فريق حسين داي متجهة نحو الرابطة الوطنية المحترفة، التي ستقرر يوم 4 أفريل القادم، ما إذا سيتم استئناف المنافسة أم لا.