"كورونا" تشل مشاريع السكن بوهران

اليد العاملة تغادر ورشات البناء

اليد العاملة تغادر ورشات البناء
  • القراءات: 1513
❊ ج. الجيلالي ❊ ج. الجيلالي

زيادة على العجز الكبير الذي كانت تعرفه مختلف المشاريع التنموية بولاية وهران، زاد فيروس "كورونا" من تأزيم الوضعية، من خلال مغادرة الكثير من العمال مختلف ورشات البناء على وجه الخصوص، الأمر الذي شل معظم الحركة التنموية بالولاية.

في هذا الصدد، فإن الالتزام بمختلف التوجيهات الحكومية بضرورة المكوث في البيوت، جعلت مختلف العمال الذين لا يقطنون بولاية وهران يمتثلون للأوامر، ويبقون في مواقعهم السكنية، مما جعل مختلف مشاريع الإنجاز، لاسيما تلك المتعلقة بالسكن بمختلف صيغه، تعرف جمودا تاما. بغض النظر عن الوضع الحالي الذي تعرفه البلاد، فإن جل النشاطات متوقفة في ولاية وهران، التي أصبح سكانها وقاطنوها أكثر وعيا مما سبق، بسبب التزامهم بمختلف لإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة والمصالح المختصة من أجل وقاية المواطن، وعدم تعريض حياته للخطر.

من جانب آخر، توقفت المشاريع التي تشرف على إنجازها مختلف الشركات الأجنبية عن النشاط، وأصبح لا وجود للحركة بها بسبب فيروس "كورونا" الذي أجبر الجميع دون استثناء، على البقاء في البيوت وعدم الخروج منه، إلا لحالات الضرورة القصوى، تجنبا لكل خطر قد يلوح في الأفق.

يعود سبب التوقف إلى الاحتكام إلى مختلف البنود التي ينص عليها قانون الصفقات العمومية، القاضي بتوقيف النشاط أو توفير الحد الأدنى من الخدمة، حفاظا على الصحة العمومية، لا سيما أن الكثير من العمال الأجانب فضلوا مغادرة المكان، والتوجه إلى أوطانهم، في انتظار القضاء على الوباء والانتصار على الداء الذي شل العالم كله.

من شأن هذه الإجراءات أن ترهن عملية توزيع مختلف الحصص السكنية والبرامج التنموية، التي كانت مبرمجة ومقررة لأوقات معينة، لا سيما تلك التي توجد في نهاية الإنجاز، والتي كان من المقرر تسليمها قبل نهاية السداسي الأول من هذه السنة، بمناسبة الاحتفالات المخلدة لعيدي الاستقلال والشباب. مشكل آخر يواجه مختلف عمال الورشات المتوقفون عن الشغل، ويتعلق بنقص المدخول المالي بسبب عدم العمل، بالتالي فإن هذا الأمر سيضر كثيرا بحياة عائلات هؤلاء العمال، الذين لا مدخول لهم، مثلهم مثل العمال الآخرين الذين يعتمدون في توفير قوت عيالهم على عملهم اليومي، مثل الخواص من عمال عاديين، كسائقي سيارات التاكسي أو الحافلات الذين لا مدخول آخر لهم سوى مدخولهم اليومي الذي يحصلون عليه، بالتالي، فإن توقف الحركة سيؤثر سلبا وبشكل كبير على الكيفيات التي يتم بها تأمين الحاجيات اليومية للعائلات.

المؤسسات الصحية و«كوفيد 19" ... فتح القوائم لاستقبال المكالمات

قال رئيس مصلحة اليقظة الدوائية بالمؤسسة الاستشفائية "أول نوفمبر" بوهران، البروفيسور هواري تومي، إنه تم وضع صيغة لإنتاج منتجات مختلفة خاصة بتعقيم المعدات الطبية من الزيوت الأساسية، وفي هذا السياق، قال إنه تم الشروع في صناعة كمية قليلة من المطهرات، بسبب قلة وانعدام الزيوت باعتبارها المادة الأساسية التي يتم منها إنتاج هذه المعقمات.

على هذا الأساس، تم توجيه نداء لكافة المحسنين من أجل التبرع بالأموال الممكنة، التي من شأنها المساعدة في توفير هذه المنتجات الخاصة لتعقيم المعدات الطبية، التي يتم استغلالها واستعمالها في مواجهة وباء "الكورونا"، في هذا الصدد، يقول البروفيسور هواري التوهامي، إنه بالإمكان إنتاج كميات كبيرة وهامة، من أجل مواجهة الوباء لو توفرت الأموال، كما أكد في المقابل، أنه مستعد لتقديم الصيغة الكيميائية للمهتمين بتحضير هذه المطهرات لمختلف المؤسسات التي تريد الشروع في الاستثمار في إنتاج هذه المعقمات.

من جانب أخر، أكد المكلف بالإعلام والعلاقات العامة بمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بوهران، الدكتور يوسف بوخاري، تجنيد ثمانية طلبة من كلية الطب بوهران، من أجل تكوينهم، بالتالي توجيه المواطنين على الرقم الهاتفي الأخضر 3030 الخاص بوباء "كورونا"، وتمكينهم من تقديم المساعدة الوقائية الممكنة ومختلف النصائح والإرشادات الطبية، في حال التعرض للوباء أو أعراضه. زيادة على هذا، تطوعت أربع صيدليات متخصصة لتوفير مختلف الأدوية بالمجان للمصابين بالوباء، كما تقدم بعض المحسنين بوجبات غذائية صحية للمرضى المصابين المتواجدين بمختلف الأجنحة الطبية، التي تم إعدادها لهذا الغرض.

من جانب آخر، أكد مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالولاية، السيد عبد الناصر بوده، أن المديرية تعمل ليلا نهارا، لتمكين المواطنين من الاطلاع الفعلي على الحالة الصحية بولاية وهران، إلى جانب فتح قوائم بمختلف المؤسسات والمراكز الصحية لفائدة المحسنين والمتطوعين، من أجل مواجهة تطور الوباء بوهران التي دخلت الحجر الصحي، إلى جانب ولايات أخرى.