ضمن القائمة الطويلة لجائزة "لاكلوزري دي ليلى"

اختيار رواية "لحاء" لهاجر بالي

اختيار رواية "لحاء" لهاجر بالي
هاجر بالي
  • القراءات: 821
❊لطيفة داريب/ الوكالات ❊لطيفة داريب/ الوكالات

اختيرت رواية هاجر بالي "لحاء" التي صدرت عن دار النشر "البرزخ"،  ضمن القائمة الطويلة لجائزة "لاكلوزري دي ليلى" (خزانة ليلك)، من بين روايات خمس خُطت بأياد نسوية، ونُشرت ما بين جانفي ومارس من السنة الماضية.

تحتفي جائزة "لاكلوزري دي ليلى" بمرور 12 سنة على تأسيسها. وتترأس طبعتها هذه الفنانة الفرنسية جوزيان بالاسكو. كما تهدف إلى دعم الأدب النسوي المميز والتعريف به. وتدعو في كل سنة، نساء من نخبة المجتمع متشكلة من فنانات وإعلاميات وأديبات وعالمات، إلى أن يكنّ ضمن قائمة لجنة التحكيم؛ بغية التفتح على عوالم مختلفة، وتأكيدا على استقلالية الجائزة.

وتتشكل القائمة الطويلة لجائزة "لاكلوزري دي ليلى"، من ست روايات، وهي "لحاء" لهاجر بالي عن دار النشر "بالفون" الفرنسية ودار "البرزخ" الجزائرية، و«المسيرة البيضاء" لكلار كاستيون التي صدرت عن دار النشر "غاليمار"، و«ملح عيونك" لفاني شياريلو عن دار النشر "منشورات دو لوليفيي"، و«ودائما، الغابات" لساندرين ولات عن دار النشر "جي سي لاتاس، و«قلبان خفيفان" لصوفي سيمون عن دار النشر "آن كاريار منشورات". وسيتم تنظيم نشاطات خاصة بالفائزة طيلة سنة كاملة، بتكلفة لا تتعدى 3 آلاف أورو، في حين تتشكل لجنة تحكيم الجائزة من عضوات دائمات، هن إيمانويل بويسون وكارول كرتينيون وأديلاييد دو كليرمون تونار وستيفاني جانيكو وتاتيانا دوروزاني وجيسيكا نلسون.

لحاء... سطوة المرأة على المجتمع

تروي رواية "لحاء" لهاجر بالي، في 276 صفحة والتي صدرت عن منشورات "البرزخ"، تروي حيوات مرتبطة على مدى أربعة أجيال، تعيش في اختلاط لا يطاق. وتدور تلك الأحداث على خلفية محطات من تاريخ الجزائر.

ومن بين شخوص الرواية الطالب المتفوق في الرياضيات "نور" (23 سنة)، الذي يعيش في شقة صغيرة جدا مع والدته مريم، وجدته فاطمة، وجدة والده باية صاحبة 95 ربيعا، وهي امراة شجاعة تحدت الممنوعات والمستحيل، من أجل التحرر وتحقيق راحة ابنها الوحيد. وقد نقلت العجوز ذاكرة العائلة إلى حفيدها، الذي يحاول التفتح على العالم وعلى الحياة والحب.

وأصرت باية حينما كانت أما شابة تخلى عنها زوجها، على أن تقوم بتربية ابنها هارون بمفردها، فغادرت قسنطينة إلى سطيف، واشتغلت لدى أسرة معمرة وبقيت تعمل إلى تاريخ وقوع مجازر 8 ماي 1945. تهرب باية في تلك الظروف المأساوية إلى مكان آخر، حيث تعثر على عمل في إحدى ورش تصبير سمك السردين، وتتمادى في هروبها إلى حد تسجيل ابنها في المدرسة باسم "فانسون"؛ لحمايته.

وفي سن العشرين، يحاول كمال ابن هارون وحفيد باية الذي قررت جدته أن يعمل أيضا في النجارة، يحاول التحرر والخروج من الطوق العائلي ليعيش شهرين من الحب الممنوع والمستحيل في نظر أمهاته، ولكن باية بسيطرتها المحكمة على محيطها، أجبرت الرجال على الإذعان، حيث انعزل هارون وابنه كمال في ورشة النجارة، ليصبحا شبحين ليس بمقدرتهما اتخاذ أي قرار يتعلق بمصيرهما. وبعد أن مُنع كمال من طرف أمهاته من الزواج من الفتاة التي كان يحبها والتي كانت حاملا بابنه، تمكن في النهاية من تكوين أسرة، وسعد بقدوم مولوده "نور"، لكن الفرحة لم تدم طويلا بعد اكتشاف الشرطة سلاحا أخفاه من كان يعتقد أنهم أصدقاء.

وبدأ نور الذي تربى وسط هذا المحيط الخانق، في تفكيك خيوط هذه الملحمة التي تحمل الكثير من الأمور المسكوت عنها، والتي تفجرت عندما قرر التخلص من قبضة هذه العائلة التي صنعت فشل آبائه.

وقد رويت هذه الملحمة الغريبة بقفزات خطيرة على الزمن، حيث شابها الكثير من الخلط بين الشخصيات، لكن مع تطور الأحداث سرديا تصبح علاقات القرابة بين الشخوص، أكثر وضوحا.