البليدة

تجنّد واسع للجمعيات وإصرار أكبر

تجنّد واسع للجمعيات وإصرار أكبر
  • القراءات: 752

تشهد ولاية البليدة خلال هذه الأيام، تجندا واسعا من مختلف الجمعيات على اختلاف اختصاصاتها، للمشاركة في نشاطات تحسيسية تطوعية؛ لحث المواطنين على التقيد بالتعليمات الصحية لتفادي انتشار فيروس كورونا، حسبما لاحظت وأج.

جمعيات رياضية بيئية استشرافية تضامنية وأخرى تهتم بالفئات الهشة من أيتام وأرامل، قررت تعليق نشاطاتها في هذه الفترة الصعبة، لمواجهة هذه الأزمة الصحية التي تمر بها الجزائر بصفة عامة، وولاية البليدة على وجه الخصوص، والانخراط في نشاطات تحسيسية تستهدف توعية المواطنين، وحثهم على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، وتجنيبهم الإصابة بعدوى محتمَلة.

ورغم قلة الإمكانيات المادية لهذه الجمعيات إلا أنها فضلت تجنيد أعضائها ومتطوعيها في الشوارع والأسواق ووسائل النقل والمساحات التجارية، للتحدث مع المواطنين، وإقناعهم بأهمية التقيد بتعليمات الأطباء في ما يتعلق بالنظافة وعدم الملامسة الجسدية، أو من خلال توزيع مطويات تدعو إلى ذلك، ومنهم (الجمعيات) من قام بشراء كمامات وقفازات ومطهرات، لتوزيعها على المارة أو على العائلات ذات الدخل الضعيف، كما أوضحوا لـوأج.

صناعة الكمامات وتعقيمها

في هذا الصدد، فضلت رئيسة الجمعية الثقافية الحرفية "السنابل الذهبية" عائشة مجاوري رفقة أعضاء الجمعية، القيام بهذه الحملات في الحافلات لدعوة المواطنين إلى تجنب الركوب في حافلات مكتظة، والمحافظة على مسافة كبيرة فيما بينهم، وغسل وتعقيم اليدين، ولبس الكمامات، وتجنب ملامسة الأسطح لتفادي انتقال عدوى الفيروس.

ونظرا لندرة وجود الكمامات في الصيدليات قمنا - تقول السيدة مجاوري - "بصناعتها في المنزل انطلاقا من أدوات بسيطة، وعقمناها بمحاليل كحولية مطهرة، ووزعناها على الركاب (..). كما قمنا بتلقينهم كيفية صناعتها في المنزل، وهي المبادرة التي لقيت استحسانا كبيرا من طرفهم"، كما أضافت.

من جهته، أكد رئيس جمعية كافل اليتيم علي شعواطي، تعليق جميع نشاطات الجمعية الخاصة بخدمة الأيتام والأرامل ما عدا الحالات المستعجلة منها، مشيرا إلى أنه "تم توجيه كل طاقات وجهود ومتطوعي الجمعية للعمل التحسيسي والتوعوي لفائدة كافة شرائح المجتمع".

وكشف السيد شعواطي أن جمعيته شرعت، أمس الإثنين، في هذه الحملات التي تحمل شعار "عاونونا نحاربو الكورونا" و«نبقاو في دارنا نحميو ولادنا ونحافظوا على بلادنا"، على شبكات التواصل، لتتوسع عبر كل الفضاءات العمومية والأحياء على مستوى كافة بلديات الولاية، مشددا: "إننا نؤمن أن المعركة معركة وعي، وعلى كل فرد أن يتحمل مسؤوليته لمجابهة هذه الأزمة". كما دعا المتحدث إلى "تكاتف جهود الجميع من جمعيات ومجتمع مدني وهيئات حكومية وقطاع خاص، لتخطي هذه المحنة الصعبة".

إصراركبيرعلى تكثيف العمل التطوعي

من جهتها، لم تتخلف الجمعية الرياضية والبيئية "الجوالة ومكتشفو طبيعة الأطلس البليدي"، عن هذه الهبّة التضامنية؛ حيث قامت بتخصيص صفحتها على فايسبوك، لتقديم النصائح والإرشادات لدعوة المواطنين إلى التقيد بشروط النظافة والبقاء في منازلهم؛ تجنبا لنقل العدوى.

وأوضح رئيس الجمعية محمد ميسوم أن "البقاء في المنازل للحد من نشر المرض أصبح أكثر من ضرورة"، مشيرا إلى أن حملته التحسيسية تهدف إلى المساهمة في الحفاظ على سلامة المواطن خاصة في ولاية البليدة، التي سجلت أكبر عدد من المصابين على المستوى الوطني.

وتقوم الجمعية - يضيف السيد ميسوم - بدعوة المواطنين إلى تفادي التهافت على السلع خصوصا المواد الغذائية والأدوية والكمامات والمطهرات، وإلى التفكير في الآخر، ونشر ثقافة "المحافظة على سلامة الغير تعني المحافظة على أنفسنا". كما ستدعو الجمعية رجال الأعمال وأصحاب المصانع لمساعدتها؛ من خلال تدعيمها بالمطهرات والكمامات لتوزيعها على المواطنين المتواجدين بمحيط المستشفيات المتواجدة بالولاية (بوفاريك، فرانس فانون، إبراهيم تيريشين وحسيبة بن بوعلي)، وتعقيم أيدي الوافدين عليها؛ لدعم وتسهيل عمل أطقم المستشفيات.

إرشادات صحية وبث الطمأنينة

جمعية صناعة الغد لولاية البليدة كانت هي الأخرى إحدى الجمعيات السباقة إلى هذا العمل التوعوي، الذي شرعت فيه منذ حوالي عشرة أيام، حسبما جاء على لسان رئيستها وحيدة بن يوسف، التي قالت إن الانطلاقة كانت من الأماكن التي تسجل توافدا كبيرا للمواطنين كملعب مصطفى تشاكر ومحيطه، وساحة الحرية وسوق "بلاصة العرب"؛ لتحسيسهم بضرورة الالتزام بالنصائح والإرشادات الطبية. وذكرت السيدة بن يوسف أنها قامت بطباعة مطويات بأموالها الخاصة، تحتوي على إرشادات صحية لتوزيعها على المواطنين، مما لقي تجاوبا كبيرا منهم، وساهم في طمأنتهم والحد من القلق البادي عليهم، مؤكدة مواصلة حملتها مع كافة أعضاء الجمعية لتوعية السكان، وإعطاء المثل في التضامن في كل مرة تمر الجزائر بأزمة.

نفس الحس التضامني عبّر عنه رئيس جمعية "زهرة المستقبل" حكيم محارزي، الذي شرع منذ أربعة أيام مع متطوعي الجمعية في الساحات والمساجد؛ "في حملات نظافة وتعقيم بالإمكانيات الخاصة"، كما قال.

كما اقتنت الجمعية بأموال تبرع بها أعضاؤها، وسائل النظافة ومطهرات كحولية وماء جافيل وكمامات، وقامت بتوزيعها على العائلات محدودة الدخل التي لا تستطيع شراءها، خصوصا التي لديها أفراد من ذوي الأمراض المزمنة؛ في لفتة تضامنية ليست غريبة على الشعب الجزائري في مثل هذه الأوقات الصعبة، يضيف السيد محارزي، الذي أكد مواصلة هذه النشاطات حتى الإعلان عن القضاء على الوباء.