استجابة للإجراءات الوقائية من فيروس ”كورونا”

إقبال محتشم على الفضاءات العمومية بالعاصمة

إقبال محتشم على الفضاءات العمومية بالعاصمة
  • القراءات: 560
م. أجاوت م. أجاوت

 تعرف العديد من الحدائق العمومية والفضاءات الترفيهية بالعاصمة، إقبالا محتشما للمواطنين والعائلات والأطفال في ظل تزايد الإصابات بفيروس ”كورونا”، في الوقت الذي اتخذت فيه جملة من الإجراءات الوقائية كغلق العديد من الفضاءات لمنع انتشار عدوى هذا الوباء، فيما تبقى أماكن عمومية أخرى تسجل إقبالا متفاوتا، رغم دعوة السلطات العمومية في بيان لها أول أمس، إلى غلق المساحات والأماكن التي تعرف حركية كثيفة بشكل ظرفي ومنع الخروج والتنقل إلا للضرورة القصوى.

وفي جولة استطلاعية ببعض هذه الفضاءات العمومية بالعاصمة وقفت ”المساء” على مدى الاستجابة للإجراءات الاستعجالية التي اتخذتها السلطات العمومية، للحد من انتشار هذا الوباء الخطير، حيث كانت الاستجابة متفاوتة بين المواطنين، وحسب المقاصد والوجهات التي يقصدونها للراحة والاستجمام والترويح عن النفس.

ورغم ذلك اختار بعض المواطنين والعائلات رفقة أبنائها الخروج والتنزه في بعض الحدائق العمومية والمساحات الخضراء بوسط العاصمة، غير مبالين بالدعوات إلى الالتزام بالتوصيات الكفيلة بتفادي الإصابة بفيروس ”كورونا” في مثل هذه الأماكن وهو ما قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.

حركة شبه متوقفة بمنتزه ”الصابلات”

لاحظنا عند مرورنا بمنتزه ”الصابلات” بالواجهة البحرية للعاصمة، سكونا شبه تام للحركة، حيث يكاد يخلو المكان من الزوار ومن العائلات وحتى ممارسي الرياضة الذين تعودنا رؤيتهم بالموقع، فيما كسر هذا السكون تواجد بعض الشباب وعدد قليل من العائلات التي فضّلت المجيء إلى هذا المكان بحثا عن الراحة، لا سيما بالنسبة للأطفال الذين استفادوا من عطلة مسبقة، كاحتياط وقائي لتجنيبهم التعرض لأي عدوى محتملة بفيروس ”كورونا” في المحيط المدرسي.

وأكدت بعض العائلات في هذا الإطار أن وعيها بخطورة هذا الداء كبير جدا، لكنها وجدت نفسها مجبرة على الخروج بحثا عن الراحة والاستجمام رفقة أبنائها، لتخفيف ضغط الامتحانات والمراجعة، مؤكدة أن خروجها يقتصر على يوم أو يومين فقط تلتزم المنازل، رغم صعوبة ذلك خاصة بالنسبة للأطفال الذين لم يعتادوا على مثل هذه الإجراءات، على الرغم من أهميتها الصحية.

حديقة ”صوفيا” خاوية على عروشها

لم يختلف المشهد كثيرا بحديقة ”صوفيا” المحاذية لمبنى البريد المركزي بالجزائر الوسطى، حيث أضحت خالية من من العائلات التي كانت ترتادها، باعتبارها همزة وصل ومكان للاستراحة للراغبين في الذهاب نحو ساحة الشهداء وباب الوادي...، إلى جانب توقف العديد من المرافق داخلها عن الخدمة على غرار أشكاك الأكل السريع ومساحات لعب الأطفال.

من جهتهم أكد المكلفون بتسيير هذا المرفق العمومي، أن كل الأمور الخاصة بالوقاية والأمن والحماية خوفا من انتقال عدوى داء ”كورونا” قد تم اتخاذها داخل الحديقة، من خلال توفير السوائل المعقمة والقفازات والكمامات، وإلزام قاصدي المكان بالتقيد بها، ورغم كل ذلك يبقى الإقبال على المكان محتشما ما عدا المسافرين والقادمين من الولايات البعيدة.

حديقة ”الساعة الزهرية” مغلقة إلى إشعار آخر

وغير بعيد عن حديقة ”صوفيا”، فضّل القائمون على حديقة ”الساعة الزهرية” القريبة من فندق ”ألبير الأول” بشارع باستور، غلقها أمام الجمهور، لغرض تطهير وتعقيم محيطها الداخلي والخارجي تحسبا لانتقال عدوى وباء ”كورونا” إليها.

وأوضح أحد أعوان الحراسة بالحديقة، أنه تم تطبيق قرار غلق هذا الفضاء العمومي إلى إشعار آخر كإجراء وقائي، داعيا المواطنين من زوار هذا المكان إلى تفهم ذلك والالتزام بالإجراءات الوقائية، والمساعدة على احترامها حفاظا على صحة المواطن بالدرجة الأولى، والصحة العمومية بشكل عام.

مصالح النظافة والتطهير على قدم وساق

وفي إطار جملة الإجراءات الاستعجالية المتخذة أول أمس الأحد، لمواجهة انتشار فيروس ”كورونا” تواصل مصالح النظافة والتطهير التابعة لبلدية الجزائر الوسطى بالتنسيق مع مصالح التطهير للولاية، مهامها في تطهير وتعقيم مختلف الشوارع الرئيسية للعاصمة والفضاءات العمومية، ومحطات ومواقف الحافلات... وغيرها من الأماكن تنفيذا لمخطط التطهير والوقاية الذي أمر به والي ولاية العاصمة يوسف شرفة، ورئيس بلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش، وهذا في إطار الإجراءات المتخذة من قبل السلطات العمومية في هذا الشأن.

ويشمل هذا المخطط الوقائي الميداني المجسد بنظام المناوبة، رش كل الطرق والأرصفة والشوارع على مستوى بلدية الجزائر الوسطى ليلا ونهارا، حيث يتكفل أعوان النظافة بالسهر لساعات متأخرة من الليل للقيام بمهامهم الوقائية تحسبا لأي طارئ.

العاصميون بين الوعي واللامبالاة

يعترف الكثير من سكان العاصمة والمارين بها بحجم الوضع الصحي الحالي، في ظل انتشار فيروس كورنا بالجزائر، وتزايد عدد المصابين به بعد يوم، وهو ما دفعهم إلى التقيد بشكل صارم بجملة الإجراءات الوقائية لمواجهة وانتشار هذا الداء، حيث فضّل العديد منهم لبس القفازات الطبية المعقمة ووضع الكمامات واقتناء السوائل المعقمة، معتبرين ذلك أمرا ضروريا لكل مواطن للحفاظ على سلامته. فيما يرى آخرون أن الأمر  يبالغ في الترويج له أكثر من اللزوم، ويقولون إنهم غير مكترثين بإجراءات الوقاية ولا للقرارات لتي اتخذت بغلق المساحات والفضاءات العمومية كإجراء احترازي.

كما فضّل كثيرون من أصحاب المحلات التجارية والخدماتية بالعاصمة، التقيد بإجراءات السلامة الصحية، حيث قاموا باقتناء الكمامات والقفازات، مع وضع سوائل تطهير لفائدة المشتغلين بهذه المحلات والزبائن على حد سواء، ومن بينها محلات المواد الغذائية، المخابز والمقاهي ومقاهي الانترنيت وغيرها من الفضاءات التجارية الأخرى.