في الذكرى الـ 83 لتأسيسه

مؤرخون يؤكدون على دور حزب الشعب في اندلاع الثورة

مؤرخون يؤكدون على دور حزب الشعب في اندلاع الثورة
  • القراءات: 895
ص. محمديوة ص. محمديوة

أجمع متدخلون من مؤرخين ومجاهدين في ندوة تاريخية أمس، أن حزب الشعب الجزائري المولود من رحم نجم شمال إفريقيا، كان بمثابة القاطرة التي قادت إلى اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة.

وفي مداخلة ألقاها خلال استضافته أمس، بمنتدى الذاكرة بمقر جريدة "المجاهد" بمناسبة إحياء الذكرى الـ83 لتأسيس حزب الشعب، أكد المؤرخ جمال يحياوي، أن التحضير للعمل العسكري لم يأت من فراغ وإنما كان استثمارا في النشاط السياسي، والزخم الكبير الذي ميز فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، مع ظهور نخب جزائرية جامعية قوية وسياسية من إصلاحيين وأطباء ومن الحزب الشيوعي، وبروز أسماء من مختلف التيارات على غرار مصالي الحاج، وبن باديس والإبراهيمي والعقبي وغيرهم من الشخصيات التي أكد المؤرخ، أنه كان لها تأثيرها ودورها الكبير في صناعة النسيج السياسي الذي شرع خلال الحرب العالمية الثانية في التحضير للعمل العسكري الجاد.

وقال إن الحزب وبعد تلك الحرب استرجع أنفاسه وعاد للظهور باسم جديد وهو حركة أنصار الحريات الديمقراطية، التي أعلنت رسميا عن جناحها المسلح المنظمة الخاصة.

وأضاف أن هذه الأخيرة هي التي قادت قاطرة العمل العسكري في الجزائر، حيث ضمت في صفوفها مناضلين من مختلف تيارات الحركة الوطنية، وآخرين جددا لتشكل بذلك النواة الصلبة والقوة الضاربة للعمل العسكري الذي أكد المؤرخ أنه انطلق رسميا في عام 1947.

وتطرق المؤرخ في مداخلته إلى أهم الأحداث والظروف التي انبثق منها حزب الشعب، وفي مقدمتها الاحتفالات الكبيرة التي أقامتها فرنسا بمناسبة الذكرى المئوية لاحتلالها للجزائر والتي تزامنت مع ظهور الجيل الثالث أو الرابع من الجزائريين الذين ولدوا تحت نير الاحتلال، وظهور نخب من الجزائريين كالأطباء الذين انخرطوا في العمل النضالي والسياسي.

لذلك أكد الأستاذ يحياوي، أن حزب الشعب هو في الأصل ميلاد وإعادة لنجم شمال إفريقيا المنحل، وحمل هذه التسمية ليعبّر عن مختلف التيارات المنتمية إليه، وقال لذلك فهو شكل استمرارا لمطالب نجم شمال إفريقيا من أجل الاستقلال.

من جانبه تأسف المؤرخ العربي الزبيري، لما اعتبره بأنه إهمال لتاريخنا، وقال "إن هذا التاريخ غير موجود لا في المدرسة ولا الثانوية ولا الجامعة"، ليشدد بعدها التأكيد على أن من لا يهتم بتاريخه لن يستطيع التقدم أبدا نحو الأمام. ودعا إلى عدم التخلي عن هذا التاريخ، وأن يكون منطلقا لأخذ العبر والاستلهام من تجارب الأسلاف من أجل بناء مستقبل أفضل.

نفس الطرح ذهب إليه حسين زهوان، الذي كان ضابطا في جيش التحرير والذي وصف الجزائر بالمعجزة، وقال إن الثورة التحريرية التي فجرها الشعب الجزائري تبقى أعظم ثورة تحرر في العالم، بدليل أن شعب من 8 ملايين نسمة أغلبهم أميون وفقراء قهروا جيشا متطورا يضم في صفوفه أكثر من مليون فرد مجهزين بأحدث التقنيات العسكرية في تلك الفترة، وهو ما جعله يؤكد على ضرورة دراسة ونقل هذا التاريخ للأجيال الصاعدة حتى يدركوا قيمة ما فعله وقام به أجدادهم وأسلافهم من أجل حرية واستقلال الجزائر.