بعد حرب دامت قرابة العقدين

البنتاغون يسحب أولى وحداته من أفغانستان

البنتاغون يسحب أولى وحداته من أفغانستان
  • القراءات: 679
م. مرشدي م. مرشدي

شرع الجيش الأمريكي، أمس، في أولى عمليات إجلاء عناصر وحداته المتواجدة في أفغانستان في قاعدتين عسكريتين بولايتي هلمند وهيرات، تنفيذا لأحد أهم بنود اتفاق الدوحة الموقع يوم 29 فيفري الماضي بين الإدارة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية المتمردة.

وأكدت مصادر عسكرية أمريكية أن إحدى هاتين القاعدتين توجد في منطقة لشكار غاه عاصمة محافظة هلمند في جنوب البلاد والخاضعة لسيطرة حركة طالبان بينما توجد الثانية في محافظة هيرات إلى غربها.

وتندرج الخطوة الأمريكية ضمن إجراءات التهدئة واستعادة الثقة بين الجانبين الأمريكي وحركة طالبان التي وضعت من بين أهم شروطها للدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، قبول هذه الأخيرة بسحب آخر جنودها والمقدر تعدادهم بحوالي 13 ألف رجل من أفغانستان.

وأكد مضمون اتفاق العاصمة القطرية الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات عسيرة ومعقدة بتقليص تدريجي لعناصر وحدات المارينز الموزعين على اكثر من 20 قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان من 13 ألف رجل إلى 8600 رجل بحلول منتصف شهر جويلية القادم، على أن تتم عملية السحب التدريجي والنهائي إلى غاية شهر جوان من العام القادم مقابل التزام حركة طالبان بوقف كل عملياتها العسكرية ضد القوات النظامية الأفغانية تمهيدا لإعادة وضع هذا البلد المنهك بحروب متواصلة على سكة التحول الديمقراطي.

ولكن العقيد الأمريكي، صوني لوغيت، الناطق باسم القوات الأمريكية في أفغانستان، أكد أن قوات بلاده ستحتفظ رغم بدء عملية الانسحاب بقدرات ردع ورد فعل لتحقيق أهدافها في حال تعرضت لأي خطر محتمل من قوات طالبان.

وقال عمر زواك الناطق باسم حاكم محافظة هلمند إن عملية الانسحاب الأمريكي شملت إلى حد الآن حوالي 30 عسكريا ممن غادروا قاعدة لشكار غاه منذ يوم الأحد وهو رقم ضئيل جدا، لكنه أكد على عزم أمريكي حقيقي لسحب قوات المارينز من هذا البلد تنفيذا لتصريحات سابقة للرئيس دونالد ترامب القاضية بسحب كل قوات بلاده ووضع حد لأطول حرب تخوضها في الخارج منذ حرب فيتنام سنة 1975.

وتأتي هذه التطورات وسط حديث عن تأجيل أول جلسة مفاوضات مباشرة بين وفد عن حركة طالبان وآخر عن الحكومة الأفغانية بهدف التوصل الى اتفاق يضع حدا للحرب الاهلية المتواصلة بينهما. وتم تأجيل هذه الجلسة على خلفية الأزمة السياسية التي تسبب فيها تنازع الرئيس أشرف غاني ورئيس حكومته عبد الله عبد الله على أحقية كل منهما بقيادة البلاد بعد تأكيد كل واحد أنه هو الفائز بالانتخابات الرئاسة لشهر سبتمبر الماضي.

كما أرجع متتبعون هذا التأجيل إلى رفض الرئيس أشرف غاني علي كل فكرة لتبادل الأسرى مع حركة طالبان بقناعة أن الحسم في هذه المسألة الحساسة يهم حكومته وليس الوفد الأمريكي المفاوض. وكان كاتب الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو  قد كشف ليلة الاثنين إلى الثلاثاء عن إصدار مرسوم حكومي سيحدد إجراءات إطلاق سراح 5 آلاف مقاتل من عناصر حركة طالبان وحوالي ألف عسكري من القوات الأفغانية.

وتسعى حركة طالبان ضمن هذا الجدل للظهور بمظهر المنتصر في مفاوضاتها مع الجانب الأمريكي وفي حربها ضد القوات الأفغانية، وهي لأجل ذلك ستدخل المفاوضات من موقع قوة، الأمر الذي جعلها تضع مسالة إطلاق سراح مقاتليها ضمن من اولى الشروط التي يتعين تلبيتها قبل الدخول في مفاوضات مباشرة مع كابول مع التأكيد على إطلاق سراحهم جميعا دون استثناء.

واتهم عضو قيادي في حركة طالبان، أمس، الحكومة الأفغانية بمحاولة حصر عملية إطلاق سراح الأسرى في كبار السن والمرضى أو الذين توشك عقوبات سجنهم على الانقضاء، مؤكدا أن الأمر يجب أن يشمل القائمة الاسمية التي قدمتها الحركة للجانب الأمريكي ويتعين على كابول تجسيدها عن آخرها.