المدير العام لحاضنات المؤسسات الناشئة حميد باكلي لـ "المساء":

الجزائر فتحت الباب واسعا لاقتصاد المعرفة

الجزائر فتحت الباب واسعا لاقتصاد المعرفة
  • القراءات: 660
زبير. ز زبير. ز

أكد السيد حميد باكلي، المدير العام لحاضنات المؤسسات الناشئة (كاب ورك)، المنظمة لمسابقة التحدي الجزائري للمؤسسات الناشئة التي انطلقت أول أمس، بقسنطينة، أن الجزائر من خلال استحداث وزارة تهتم بالمؤسسات الصغيرة والمؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة، تؤكد اهتمامها بهذا الجانب والتحول إلى الاقتصاد المبني على المعرفة، مضيفا أن حاضنات المؤسسات الناشئة مستعدة لمرافقة هذه المبادرة، من خلال شبكة تضم عددا آخر من الحضانات.

وأوضح المتحدث لـ"المساء" على هامش المسابقة، أن الجزائر خطت خطوة جريئة هي الأولى منذ الاستقلال، بقرارها إنشاء وزارة للمؤسسات الصغيرة والمؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة، مع وجود وزيرين منتدبين واحد مكلف بالمؤسسات الناشئة والآخر بالحاضنات، مبرزا إدراك من الدولة لهذا الأمر، خاصة بعد أن انضمت الجزائر إلى منظمة المدن الذكية منذ 2019، مضيفا أن هناك مؤشرات إيجابية على غرار الانطلاق في بناء مركز "تيك هوب" بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله بالعاصمة وهو مركز يضم العديد من المرافق المساعدة على نجاح المؤسسات الناشئة، تضم مؤسسات حاضنة، مؤسسات ناشئة، بنوك، ومراكز بحث يمكنها تصنيع وتجسيد نموذج الاختراع وتطبيق الأفكار في الواقع لتحقيق وثبة اقتصادية في ظل الأرقام الرهيبة التي باتت تحققها هذه المؤسسات عبر العالم.

دور الحاضنات في تطور المؤسسات الناشئة

كما تحدث مسؤول "كاب ورك" عن أهمية المؤسسات الحاضنة التي شبهها بمراكز التكوين، حيث يتم إحصاء الشباب الحامل للمشاريع، وفي حال اكتشاف فكرة جيدة أو مشروع متميز، يتم التكفل به من خلال توفير الإمكانيات المادية، البشرية والمالية له لتمكين صاحبه من تحويله إلى مؤسسة قادرة على النمو السريع، مضيفا أنه تم تسجيل ارتفاع في عدد المؤسسات الحاضنة بالجزائر (من 15 إلى 23 مؤسسة)، وهو مرشح ليبلغ 50 مؤسسة في نهاية هذا العام، مشيرا إلى أن إفريقيا تضم 643 مؤسسة حاضنة، أغلبها بالدول الناطقة بالإنجليزية (الأنجلوفونية) وعلى رأسها جنوب إفريقيا ثم كينيا ونيجيريا وبدرجة أقل مصر.

وحسب السيد حميد باكلي، فإن هناك علاقة متينة بين عدد الحاضنات كهياكل مستقبل للمؤسسات الناشئة وعدد المؤسسات الناشئة التي تظهر في أي دولة، موضحا أن عدد الحاضنات كان كبيرا بكل من الولايات المتحدة، اليابان، الصين وفرنسا. وبالمقابل، يظهر أكبر عدد من المؤسسات الناشئة في العالم، التي تعرف بـ"ستارت آب"، مؤكدا أن هناك عمل متواصل لتحديد الإطار التنظيمي لهذه المؤسسات.

صندوق الدعم سيتكفل بتمويل "الستارت آب" 

وبخصوص التمويل، أكد محدثنا أن المؤسسة الناشئة (ستار تاب)، تحتاج بشكل كبير إلى التمويل وضخ المستمر حتى تتمكن من النمو والتطور، مؤكدا أن ظروف مرافقة المؤسسات الناشئة في الجزائر متوفرة، خاصة بعدما تم استحداث الصندوق الوطني لدعم هذه المؤسسات، موضحا أن المؤسسات الناشئة لا يمكن أن تنمو وتتطور إلا بوجود محيط بيئي ملائم في شكل شبكة مراكز تكوين مختصة أو ما يعرف بالحاضنات أو المسرعات، التي يمكنها أن تقدم الدعم اللوجستيكي والمرافقة لأصحاب المؤسسات الناشئة. 

ويرى المدير العام لحاضنات المؤسسات الناشئة أن هناك مؤشرات إيجابية تفتخر بها الجزائر، بعدما أبدت السلطات العليا إرادتها لمرافقة مشاريع المؤسسات الناشئة، وهي الإرادة التي تعكس أيضا القناعة بأن المؤسسات الناشئة تعد معولا محوريا في استراتيجية الدولة من أجل تحفيز النمو والإبداع، مشيرا إلى أن "بعض المؤسسات المحلية الناجحة التي انطلقت بفكرة بسيطة حققت بفضل اعتمادها على نظام المرافقة، نجحا باهرا، سواء في عالم النقل أو في خدمات الطب أو التشغيل، وباتت تحقق أرقاما معتبرة من الناحية المالية وتشغل حتى 200 موظف، ولم تكتف بتموين السوق الداخلي، بل أصبحت تصدر خدماتها إلى دول إفريقية، وهناك مؤسسة جزائرية ستمتد خدماتها قريبا إلى فرنسا.

وحسب محدثنا، فإن الشباب الجزائري لديه إمكانيات كبيرة للنجاح في هذا المجال، حيث أصبح يقدم مشاريعه وأفكاره باللغة الإنجليزية وهو أمر فاجأ المتتبعين والمختصين، مضيفا أن شبكة الحاضنات بالجزائر لا تركز على مواضيع محددة أو اختصاص معين، وإنما على كل ما هو قابل للتطور السريع والنجاح داخل وخارج الوطن. وكشف المتحدث عن وجود بعض الأعمال التي يتيم تطويرها حاليا في مجال التغذية وأخرى في مجال العمالة الذكية.

وكشف باكلي في مداخلة له بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة عن برنامج لزيارة 5 أقطاب بمختلف مناطق الوطن (شرقا وغربا، شمالا وجنوبا)، من أجل اكتشاف المواهب ومرافقة المؤسسات الناشئة، كما تمنى أن تكون المشاريع القادمة من الصحراء في المستوى، مضيفا أن الجزائر الآن في وضعية الانطلاق وأنها ستحقق قفزة نوعية في هذا المجال للانتقال من الاقتصاد المبني على المصادر المادية إلى الاقتصاد المبني على المعرفة.

وقال المتحدث إن الخبراء في العالميين صنفوا المؤسسات الناشئة حسب رقم أعمالها، فتلك التي يتجاوز رقم أعمالها مليار دولار تسمى "ليكورن"، والتي تجاوز رقم أعمال 10 ملايير دولار تسمى "ديكاكورن" وصولا إلى مؤسسات تسمى "هكتوكورن" وهناك منها مؤسستان فقط في العالم.

تبادل للخبرات مع الجيران والهند مثل يُحتذى

وبخصوص التعاون الخارجي في هذا المجال، أشار المدير العام لحاضنات المؤسسات الناشئة إلى تبادل الخبرات مع تونس والمغرب، اللذين حققا خطوات مشجعة وقاما بأعمال في المستوى، حيث تم استحداث الشبكة المغاربية للمؤسسات الناشئة، كما أكد أن هناك تركيز على التجارب الناجحة في دول أخرى على غرار الهند التي جعلت من مدينة "بانغلور" مدينة لتطوير أغلب التطبيقات المستعملة في منتجات مدينة وادي السليكون بسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي أصبح اسمها مرادف لكل ما هو تكنولوجيا عالية، وباتت هذه الأخيرة ـ حسب محدثنا ـ في مقدمة الدول من حيث عدد الحاضنات والمؤسسات الناشئة، تليها الصين التي ستتفوق على أمريكا خلال المرحلة المقبلة، وقال إن هذه الدول التي أدركت أن مرافقة المؤسسات الناشئة من خلال حاضنات ومسرعات أمر بالغ الأهمية لتطوير الاقتصاد.