خصصت مجلة ”الجيش” في عددها الأخير لشهر مارس الجاري، افتتاحيتها للحديث عن ”معالم الجزائر الجديدة”، مشيرة إلى أن الجزائر ”دخلت مرحلة جديدة ستضع معها حدا نهائيا للممارسات السلبية التي استهدفت الدولة في العمق”، واعتبرت أن هذه المعالم بدأت تتضح جليا ”مع وصول رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى سدة الحكم إثر انتخابات حرّة  ونزيهة وشفّافة لا غبار عليها”. وأكدت المجلة مساندة الجيش ”المطلقة” لخطوات الرئيس، الرامية إلى إحداث ديناميكية جديدة في البلاد، معبّرة عن اقتناع الجيش بأن الجزائر الجديدة ستكون ”واقعا ملموسا”.

وسجلت افتتاحية ”الجيش” أن هذه المرحلة الجديدة تستدعي ”تضافر جهود أبناء الوطن الذين تحدوهم  قناعة راسخة على قدرة الأمة، مؤسسات وشعبا، لتجاوز الصعوبات الظرفية الراهنة عبر الاستلهام من الرصيد الوطني الذي يجعل الجزائر فوق كل اعتبار”، مشيرة إلى أن ”أكثر الرسائل دلالة على هذا التوجه الجديد ذلك الانسجام التام بين مختلف مؤسسات الدولة”.

كما اعتبرت أن التلاحم بين الشعب وجيشه ”عزّز الشعور بالوطنية لعديد الفئات التي أيقنت بالدور البارز لحامي الوطن والشعب والمدافع عن حياضه. وتكشفت بصورة جلية المهام الجليلة التي يؤديها أفراد قواتنا المسلّحة في سبيل نصرة الجزائر وعزّة أمنها”، مضيفة أن مسعى بناء عهد جديد برز جليا في ”الزيارة التي قادت رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلّحة، وزير الدفاع الوطني، إلى مقر وزارة الدفاع الوطني كمحطة أراد من خلالها أن يقف وقفة عرفان للجيش الوطني الشعبي على تمسكه بالشرعية الدستورية، وحسن أدائه لمهامه التي يخولها لها دستور البلاد”.

وأكدت الافتتاحية أن الجيش ”يبارك الخطوات التي أحدثت ديناميكية جديدة في البلاد”، في إشارة إلى ”الخطوات التي أقدم عليها رئيس الجمهورية، والمشاريع العديدة التي افتتحها لإعادة بناء مؤسسات الدولة على قواعد سليمة”. وأشارت إلى أن الجيش على يقين بأن هذه الخطوات ستكلل بالنجاح ”طالما أنها تقوم على أسس صحيحة ومدروسة بعناية فائقة”.

وقالت الافتتاحية إن ”المساندة المطلقة التي يقدمها الجيش الوطني الشعبي للسيد الرئيس، في مساعيه الحثيثة لتجسيد هذه الخطوات المذكورة إنما هي نابعة من إدراكه العميق أنها كفيلة ببناء جزائر قوية وشامخة”، مذكرة بتصريحات رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة اللواء السعيد شنقريحة، الذي أعلن قائلا ”إننا نؤكد لكم أننا عازمون كل العزم على دعم ومساندة مساعيكم النبيلة الهادفة إلى تطوير البلاد في شتى المجالات والأصعدة تحقيقا للطموحات والتطلعات المشروعة لشعبنا الأبيّ”.

وأكدت افتتاحية ”الجيش” أن مؤشرات عديدة تثبت أن الجزائر الجديدة ”ستكون واقعا ملموسا بشكل مرحلي”، مشيرة إلى أن ما يطبع البداية الموفقة لها، هو ”التوجه نحو تقوية الجبهة الداخلية وترسيخ التلاحم بين صفوف الشعب، فضلا عن الرابطة القوية بين الشعب وجيشه. واحتفلت مجلة ”الجيش” التي تعد لسان حال الجيش الوطني الشعبي هذا الشهر بالذكرى الـ56 لتأسيس نسختها العربية بتاريخ مارس 1964، وذلك بعد صدور النسخة الفرنسية في جويلية 1963.