إحياء الذكرى 63 لاستشهاد محمد العربي بن مهيدي

زغيدي يدعو لإدراج سير الشهداء في البرامج التربوية

زغيدي يدعو لإدراج سير الشهداء في البرامج التربوية
  • القراءات: 655
ص. محمديوة ص. محمديوة

دعا الدكتور محمد لحسن زغيدي، (أستاذ في التاريخ) أمس، الساهرين على المنظومة التربوية الوطنية إلى جعل سير الشهداء وقادة الثورة التحريرية نماذج للتعريف بالوطنية ومفهوم الجزائر الجديدة، التي قال إن الجميع يريد أن تكون مرجعيتها نوفمبرية، مؤكدا أن التربية هي أساس هذا التوجه.

وجاءت دعوة الدكتور زغيدي، في مداخلة ألقاها في منتدى الذاكرة الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية "المجاهد" إحياء للذكرى 63 لاستشهاد محمد العربي بن مهيدي، حيث شدد على أهمية العودة إلى المبادئ والقيم التي كافح وناضل من أجلها الشهداء وقادة الثورة بالنّفس والنّفيس.

وقال المحاضر إن الشهيد البطل العربي بن مهيدي أوصى قبل 63 سنة جيل وجمهورية اليوم بأن "الشعب الجزائر عازم على إقامة إدارة جماعية في نظام مركزي ديمقراطي يحققها قانون يخضع له كل فرد وكل الناس".

وأضاف أن هذا الرمز أعطى قبل استشهاده تصوره لمفهوم الديمقراطية والوحدة الشعبية والجمهورية الجزائرية الذي ترجمه بيان أول نوفمبر، الذي شكل عقيدة كل قادة أول نوفمبر الذين كان لكل واحد منهم نفس النظرة ونفس الاتجاه.

وأكد الأستاذ زغيدي، أن القيادة والقرارات الجماعية كانت هي سر نجاح الثورة الجزائرية بدليل أن ثورة أول نوفمبر لم يكن لها قائد معين وإنما قادتها وثيقة أول نوفمبر، داعيا المشرفين على الإعداد لنص الدستور الجديد إلى الاستلهام من هذه الوثيقة التي أعطت خارطة الطريق لثورة حررت الإنسانية، والتمعن في مقولة الشهيد "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب".

وعن مسيرة الشهيد البطل العربي بن مهيدي، أكد المتحدث أن الحركة الكشفية التي تربى وتعرعر فيها مع غيره من الشهداء ومعظم قادة الثورة التحريرية، هي من أنجبت نوفمبر وقيادته وكانت طليعة جيل نوفمبر المجيد، وأن هذه الحركة الكشفية التي كانت التنظيم الوحيد الذي جمع بين التيارين الوطني والإسلامي، وأنجب طليعة مجموعة الستة وعلى رأسهم الشهيد محمد العربي بن مهيدي، الشاب الذي كان يوصف بالحكيم لرزانته وقدرته على القيادة، والذي كان يرمز إلى الوحدة الوطنية.

والشهيد من مواليد الأوراس ترعرع وتربى ببسكرة بوابة الصحراء، وانتقل إلى الغرب الجزائري بعد اكتشاف المنظمة الخاصة سنة 1950، وكان من مؤسسي العمل الثوري واستطاع بفكره وحنكته وصبره أن يوصل رسالة الثورة وأن يمحي الفوارق الاجتماعية التي كانت بين أبناء الشعب الواحد.

من جانبه قدم القائد العام للكشافة الأسلامية عبد الرحمان حمزاوي، عرضا مفصلا عن حياة ومسيرة الشهيد الذي تخرج من المدرسة الكشفية التي قال إنها مطالبة اليوم بتحمّل مسؤوليتها من منطلق دورها التاريخي ومن منطلق نقل أمانة السلف بالمضي في نفس النهج حفاظا على رسالة الشهداء.

كما دعا المتدخلون في المنتدى إلى عدم تشويه الحقائق ونقل مسيرة ونضال وكفاح الشهداء وقادة الثورة من مصادرها الحقيقية تفاديا للوقوع في الأخطاء، مذكرين في هذا السياق بأن الشهيد بن مهيدي اعتقل  نهاية شهر فيفري 1957، وتوفي تحت التعذيب ليلة الرابع إلى الخامس من مارس 1957 من نفس السنة ودفن في 15 من نفس الشهر بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة.

وقال فيه الجنرال الفرنسي بيجار بعد أن يئس هو وعساكره من أن يأخذوا منه اعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من التعذيب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل، وقبل اغتياله رفع بيجار يده تحية لابن مهيدي ثم قال "لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم".