المنطقة الصناعية بحاسي عامر

إنجاز شبكة صرف صحي ضرورة ملحة

إنجاز شبكة صرف صحي ضرورة ملحة
  • القراءات: 956

تحتاج المنطقة الصناعية ببلدية حاسي عامر في ولاية وهران، التي تتربع على مساحة 319 هكتارا، إلى إنجاز شبكة للصرف الصحي، يُنتظر تدعيمها بها منذ حوالي 15 سنة، لاسيما أن هذه المنطقة الصناعية تطرح مياه سوداء اللون، مع انبعاث روائح كريهة، وهي الوضعية التي كانت محل شروح قدمت لوالي وهران، عبد القادر جلاوي، خلال زيارته الميدانية، مؤخرا.

أُنشئت هذه المنطقة الصناعية في ثمانينيات القرن الماضي، دون توفرها على شبكة للصرف الصحي، مما جعلها تواجه طرح مئات الأمتار المكعبة من المياه المستعملة يوميا منذ زهاء ثلاثين عاما، وأبرز مدير الموارد المائية لولاية وهران، جلول طرشون، أن النفايات الصناعية تطرح في الطبيعة دون معالجة إنها كارثة طبيعية حقيقية، على حد تعبيره. وقد حاولت السلطات المحلية حل هذه المشكلة، كما يسعى كل مسؤول إلى إثبات أنه حاول التصرف، لكن دون تحقيق نجاح.

تطبيق اللامركزية لحل المشكلات المحلية

تشرف وزارة الصناعة على تسيير عمليات إعادة تأهيل المناطق الصناعية، ولم يتم الحصول بعد على غلاف مالي إضافي لمشروع إعادة التأهيل الذي يعود إلى سنة 2006، حسب ما أشير إليه، وقد اقترح والي وهران لامركزية هذه العملية، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية في الاجتماع الأخير بين الحكومة والولاة. أشار مدير الموارد المائية إلى أن حل المشكلة بشكل نهائي، يتطلب إنجاز شبكة للصرف الصحي، ومحطة لرفع المياه المستعملة وربط الشبكة بقناة تصريف المياه المستعملة باتجاه بحيرة تيلامين، التي تم إنجازها ضمن مشروع إعادة التأهيل سنة 2006.

توجيه إعذارات للصناعيين

في انتظار مشروع تأهيل المنطقة الصناعية بحاسي عامر، التي تضم 192 وحدة صناعية، يعتبر الصناعيون مسؤولين عن النفايات التي تخلفها هذه الوحدات، خاصة أن أية وحدة صناعية يجب أن تكون مجهزة بمحطة صغيرة لتصفية مياه الصرف الصحي، كما أشير إليه.

ذكرت المديرة الولائية للبيئة، سميرة دحو، خلال هذه الزيارة الميدانية، أن لجنة مراقبة مصبات الصناعيين تم تنصيبها منذ عدة أشهر، وقامت بتوجيه 49 إعذار للوحدات الصناعية التي لا تحوز على نظام داخلي للتصفية، مضيفة أن العمل الرقابي متواصل ليشمل الوحدات الصناعية المتبقية. تشكل المياه المستعملة المتراكمة خطرا في تلوث المياه الجوفية، حسب مدير الموارد المائية، كما أن هذه المخلفات الصناعية يمكن أن تحتوي على معادن ثقيلة خطيرة على الصحة، وأضاف المتحدث أن الآبار بالمنطقة المجاورة ليست قليلة، وهو ما يطرح عدة تساؤلات حول استعمال مياهها والمخاطر التي يمكن أن تشكلها.

من جهتها، أشارت مسؤولة مصلحة الاتصال بمديرية البيئة، عائشة منصوري، إلى أن مياه الآبار في هذه المنطقة شديدة الملوحة، بالتالي غير صالحة للاستهلاك، حيث ذكرت السيدة منصوري أن هذه المياه تستعمل عموما في السقي أو التنظيف، مضيفة أن التحاليل التي أجراها مخبر المرصد الجهوي للبيئة وشركة المياه والتطهير لوهران سيور، بينت أن المياه تحت الأرض ملوثة بالمخلفات العضوية، وأن المعادن الثقيلة تمر عبر رواسب التربة للوصول إلى المياه الجوفية.