شكل محور ملتقى الرئيس الراحل هواري بومدين

قالمة تحتضن لقاء حول الهوية والوحدة الوطنية

قالمة تحتضن لقاء حول الهوية والوحدة الوطنية
  • القراءات: 465
وردة زرقين وردة زرقين

احتضنت القاعة متعددة الرياضات بعين احساينية (قالمة)، أمس، الملتقى الحادي عشر حول حياة الرئيس الراحل هواري بومدين تحت شعار ”دور الهوية في الحفاظ على الوحدة الوطنية” نظمته جمعية الوئام لترقية الثقافة ودعم الإبداع وبالتنسيق مع الأسرة الثورية ومديرية المجاهدين، وحضرته السلطات المحلية وشخصيات وطنية ووسائل الإعلام والمواطنون.

وفي مداخلته أوضح الإعلامي الناطق الرسمي للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات علي ذراع، أن الرئيس الراحل هواري بومدين، بنى كل قواعد الدولة الجزائرية وأمم المحروقات كما التزم  بالمرجعية النوفمبرية، مؤكدا أن البناء الحقيقي للدولة يكمن في العلم والرئيس بومدين كانت لديه نظرة استشرافية، حيث بنى المدرسة وأعطاها كل المقومات الجزائرية لأن فرنسا الاستعمارية تركت 96 بالمائة من الشعب الجزائري أميا، كما بنى مؤسسات ومصانع وقرى فلاحية لتأمين الشغل للشباب. وعن الوضع الراهن أثنى علي ذراع، على احترافية الجيش والأمن في تأمين الحراك، وأيضا على وعي الشعب بذهابه إلى الانتخابات التي كانت حرة ونزيهة، داعيا إلى تكريس منطق الحوار والاستماع للآخر من أجل حل المشاكل والتصدي لمن يريد زعزعة استقرار البلاد.

كما قدًم الدكتور المؤرخ محمد الأمين بلغيث، مداخلة بعنوان ”تجديد المجتمع وتفكيك مقوماته”، أشار فيها إلى أن تفكيك المجتمع الجزائري شرع فيه منذ 1516، حيث كانت للجزائر سياسة راقية وعلاقات مميزة مع فرنسا وأمريكا وغيرهما من الدول الأخرى. مؤكدا أن الفرنسيين لما دخلوا الجزائر، استولوا على المساجد والزوايا والأضرحة بالعاصمة (103 مصلى ومسجد، 36 ضريحا، أكثر من 10 زوايا) والتي كانت يقطنها آنذاك ما يزيد عن 120 ألف نسمة، وكانت بهذه المساجد كنوز وأموال توظف في تعليم الجزائريين، وعندما خرجت فرنسا لم يتبق في الجزائر العاصمة سوى 3 مساجد.

وبعد تدمير العاصمة توجهت فرنسا لاحتلال السواحل والعمل على مسخ هوية المجتمع فأسست فرنسا أكثر من 20 مخبرا في بلاد القبائل لضرب الهوية الوطنية، مضيفا إن الجزائر احتلت بثلاث مؤسسات هي مؤسسة العسكر (الجيش) بمشاركة 200 جنرال و1200 كولونيل، ورجال الدين وتأسيس وإنشاء معاهد لدراسة لهجاتنا، فكانت تلك أولى الأساليب الاستعمارية في تفكيك الهوية الوطنية والتفريق بين مكونات المجتمع الجزائري، ولما فشلت في ذلك عمدت إلى تأسيس الأكاديمية البربرية في 1967 استمرارا لتغذية الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.

وأكد رئيس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري، من جهته أن الهوية الوطنية هي أساس وحدة الشعب الجزائري، مضيفا أن الرئيس الراحل هواري بومدين أسس اتحاد الطلبة في 19 ماي 1956، كما أسس المؤسسة العسكرية وأمم المحروقات، وكان يعطي أهمية للعلم من خلال الاهتمام بالمدرسة والجامعة، داعيا إلى تنظيم ملتقى حول فكر الرئيس الراحل تستضيفه الجامعات على غرار جامعة 8 ماي 4 بقالمة وجامعة باب الزوار بالعاصمة التي تحمل اسمه. نشير إلى أن هذا الملتقى تم تنظيمه استثناء ليتزامن مع ذكرى تأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، بدل 27 ديسمبر من كل سنة المصادف لذكرى وفاة الرئيس هواري بومدين.