الكاتب الشاب إسلام ناصري لـ ”المساء”:

”قهر الرجال” حكايات عشتُها وأخرى عاينتها عن قرب

”قهر الرجال” حكايات عشتُها وأخرى عاينتها عن قرب
  • القراءات: 1115
لطيفة داريب لطيفة داريب

التحق إسلام ناصري بركب الكُتاب الشباب من خلال إصداره كتابا بعنوان قهر الرجال عن دار المثقف للنشر والتوزيع، تناول فيه عدة خواطر عن قضايا اجتماعية رهيبة، مثل الهجرة غير الشرعية إضافة إلى مسائل تتعلق بالوجدان كالحب، وغيره من المواضيع التي لامست حياته، وأخرى كان شاهدا عليها.

قال ابن مدينة ندرومة الكاتب الشاب إسلام ناصري لـ المساء، إن كتابه قهر الرجال الذي يقع في 32 صفحة، عبارة عن خواطر، لامس من خلالها الواقع المعيش، وعالج عبرها عدة مواضيع، مثل الحب واليتم والهجرة غير الشرعية والأسباب التي تدفع بالشباب إلى رمي أنفسهم في الحرب؛ طمعا في حياة أفضل في الضفة الأخرى. وأضاف الشاب صاحب 24 ربيعا، أن قهر الرجال هو أول إصدار له، وهذا عن دار المثقف للنشر والتوزيع، مشيرا إلى أنه قصد من خلال عنوان عمله هذا، ما يعانيه الرجل من قهر وظلم في هذه الحياة، مما يدفع به إلى البكاء؛ لأنه كائن حساس عكس ما يقال عنه. كما أظهر في إصداره هذا، كيف أن الرجل يكابد الصعوبات في شتى مجالات الحياة، مثل الحب وكسب لقمة العيش، ليؤكد مرة ثانية أن الرجل يعاني من الظلم، ويتجرع مرارته.

وبالمقابل، ذكر المتحدث أنه عاش بعض ما كُتب عنه، في حين سرد في محطات أخرى من كتابه، تجارب الآخرين، مضيفا أنه يتيم الأب، وقد عانى من ذلك كثيرا، إذ أنه عاش بكل عمق ما يعانيه كل يتيم ليس له سند يستند عليه. كما كتب في خاطرة أخرى عن التناقضات التي تنخر مجتمعنا من كل جانب. أما عن الوقائع التي لم تحدث له فذكر خاطرة كتبها عن رحلة الموت؛ أي ظاهرة الهجرة غير الشرعية، معتبرا أن الكاتب حينما يتوفر على إحساس، يكتب عن مواضيع لم يعشها؛ لأن الإحساس هو أساس كل كتابة. وقد ركز إسلام كثيرا في كتابه هذا، على الهجرة غير الشرعية، لاعتقاده بفقدان الشباب الأمل، وعدم إيجاد حل للحد من هذه الظاهرة؛ فهناك آلاف الشباب غرقوا وهم يمتطون قوارب الموت. كما أن هذه الظاهرة تفشت كثيرا في بلدنا، وتستحق أن نطرح السؤال التالي: لماذا يهاجر شبابنا؟، وهو ما بيّنه في رسالة تركها حراق لأمه، أظهر فيها أسباب اتخاذه قرار الحرقة. واعتبر إسلام أن اختياره كتابة الخواطر في أول عمل له بدل الانطلاق من عالم القصة أو حتى الرواية، مرده إلى رغبته في أن تكون بدايته في عالم الكتابة من كتابات بسيطة وإن حملت عمقا لا يستهان به، في حين هو بصدد كتابة رواية، ستكون خطوته الثانية في مجال الكتابة.

ولم يشارك إسلام في الطبعة الأخيرة لمعرض الكتاب بالجزائر، لكنه شارك في الفترة الأخيرة في معرض القاهرة بمصر عن دار بيلومانيا للنشر، وهي دار مصرية أبرمت اتفاقية مع دار المثقف.

وفي هذا السياق، اختار إسلام أن يوقّع على عقد دولي، ينص على توزيع كتابه على خمس دول، وهي مصر والعراق ولبنان والأردن والسودان، بعدد 30 نسخة.

أما عن مشروع روايته فقال إسلام إنه قرر أن تكون رواية عن العالم الآخر؛ عالم لا نعرف عنه الكثير؛ حيث تتستر كائناته عن أعيننا، بينما حث على ضرورة غربلة الأعمال على مستوى دُور النشر، ونشر ما يستحق ذلك فقط، مضيفا أن الكثير من القراء لا يفرقون بين العمل الجيد والعمل الذي لا يستحق النشر.