باتنة تحيي الذكرى الـ 60 لاستشهاد البطل العمري معجوج

تكريم عائلة الشهيد وإشادة ببطولاته

تكريم عائلة الشهيد وإشادة ببطولاته
  • القراءات: 606
ع. بزاعي ع. بزاعي

تم أول أمس، ببريكة، تكريم عائلة البطل العمري معجوج، وذلك في حفل أقيم بمناسبة إحياء الذكرى الـ60 لاستشهاد هذا الشهيد البطل.

وقدمت عائلة الشهيد للمشاركين في هذه الذكرى خلال حفل التكريم الذي حضرته سلطات الولاية المدنية والعسكرية، وجمع من المجاهدين وأبناء شهداء والطلبة، شهادات حية عن حياة هذا الشهيد الذي اعتنق القضية الوطنية وهو في ريعان الشباب، والذي فضّل خيار الكفاح المسلح لانتزاع الحرية والاستقلال.

في كلمة له بالمناسبة ذكر الأمين الولائي للمنظمة الوطنية  للمجاهدين بباتنة، السيد العابد رحماني، بمناقب الشهيد وأكد بالمناسبة أن إحياء الذكرى يعد وقفة تأمل واستذكار لأبطال وتشريفا لشهداء الوطن ونبراسا لجيل الاستقلال للحذو حذو الرعيل الأول ممن فجروا الثورة بعدما استذكر رفقاء الكفاح.

يعد الشهيد العمري معجوج، من الرعيل الأول الذي لبى نداء جبهة التحرير الوطني وارتقى إلى رتبة ملازم بفضل بسالته وشجاعته في القتال ونصب الكمائن بمنطقة آث عباس وويزران ومنطقة البيبان وآقبو. 

ولد الشهيد سنة 1930 بن الصالح وجفال مريم، تربى في أحضان أسرة فلاحية بسيطة، وحفظ القرآن واشتهر بهواية ركوب الخيل والصيد والبارود. في سبتمبر 1955 رفقة المجاهد محمد صحراوي، بناحية عين التوتة وقد كانت لهما عدة عمليات عسكرية ناجحة وفي نفس السنة التحق برفيقه الشهيد عزيل عبد القادر الباريكي بجبل بوطالب، فكانت لهما استراتيجية عسكرية متميزة ونادرة في البطولة والتضحية.

في روايات لمجاهدي المنطقة فإن  أشهر معارك وعمليات التي قام بها الشهيد معجوج، تتجاوز الـ 100 منها عملية هجومية بسد كولاس ببريكة خلال سنة 1955، تم فيها الاستيلاء على أربعة أسلحة أوتوماتيكية وتحطيم عتاد الاستعمار الفرنسي، وهجوم في نفس السنة على مركز توليد الكهرباء ببريكة، حيث تم إعدام حارسين من حراس المحطة، كما نفذ هجوما على برج المراقبة بالزيتون (شمال مدينة بريكة)، تم فيه الاستيلاء على 5 أسلحة من نوع الخماسي وصندوق خرطوش وحرق عتادا للعدو

كما نظم  في أوائل سنة 1956 كمينا بثنية الزيت (بالقرب من مقرة) لشاحنتين عسكريتين، وقد دام هذا الكمين مدة 15 دقيقة حيث قتل فيه عسكريين وتم الاستيلاء على 13 بندقية من مختلف العيارات.

وبعدها انتقلت العائلة خلال الحرب العالمية الثانية إلى قرية ماونة ولاية فالمة، ولم تكد تستقر العائلة هناك حتى اتضح للسلطات العسكرية أن الشهيد لم يؤد الخدمة العسكرية، لأنه كان من بين المعتقلين أثناء أحداث 8 ماي 1945، فنقلته إلى الثكنة العسكرية بقسنطينة، حيث جند في الجيش الاستعماري إلى غاية 1949.

واستشهد في 12 فيفري 1960 بجبل الرفاعة في معركة طاحنة هرعت إليها عساكر فرنسا من كل جهة منذ الساعة 11 صباحا إلى الساعة الرابعة مساءا، وقد نجا من المعركة اثنين هما المجاهد علي المدعو بوقشوط (من حيدوسة) والمجاهد موسى بن النوي من باتنة.