الجزائر تحيي ذكرى إطلاق سراح الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا

علاقة وطيدة بين الزعيم وأرض الأحرار

علاقة وطيدة بين الزعيم وأرض الأحرار
  • القراءات: 419
مليكة. خ مليكة. خ

أحيت الجزائر، أمس، الذكرى الثلاثين لإطلاق سراح الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا، حيث استحضرت الاحتفالية التي نظمتها  وزارة الشؤون الخارجية، التي أشرف عليها كاتب الدولة مكلف بالجالية الوطنية والكفاءات بالخارج، السيد رشيد بلادهان بحضور السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، العلاقة الوطيدة التي كانت تربط الزعيم الإفريقي بأرض الجزائر قبل وبعد الاستقلال، والتي عرفت بدعمها لحركات التحرر في القارة السمراء،مما جعلها تلقب بقبلة الثوار.

وفي هذا الصدد، استحضر كاتب الدولة ذكريات الراحل مانديلا في الجزائر التي تعلق بها منذ أن جاءها يافعا وكله أمل لاستلهام خبرة ثوارها لاسيما وأن بلادنا بقيت على العهد لإنهاء نظام "الابارتيد" مثلما فعلت ذلك خلال أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1974، حيث كانت جنوب إفريقيا مهددة بالإقصاء من قبل مجلس الامن الأممي غير أن المجلس لم يصادق على لائحة من هذا القبيل بفضل الدور الذي لعبته الجزائر في هذا المجال .

وبعد أن أكد على ضرورة الحفاظ على إرث الزعيم الفذ الذي كابد الويلات في السجون لمدة 27 عاما بمعية رفقائه، أوضح بلادهان أن إحياء الذكرى يصادف انعقاد قمة الاتحاد الافريقي التي خصصت اشغالها لموضوع "اسكات البنادق" وادخال اصلاحات في هياكل الاتحاد و كلها اهداف تستمد اهميتها من القيم التي دافع عنها مانديلا الذي امن بالمصير المشترك .

وبلا شك فإن الاهمية التاريخية التي تربط الجزائر بجنوب افريقيا بحكم نضالهما المشترك في الدفاع عن الحرية وتحقيق الاستقلال –يضيف كاتب الدولة- قد كان له انعكاس ايجابي على نوعية العلاقات الثنائية التي اتسمت بالكثير من الخصوصية، حيث عمل الزعيم الافريقي على الارتقاء بها من خلال إنشاء اللجنة المشتركة التي أعطت بعدا استراتيجيا للبلدين عبر تعزيز التعاون والدفاع عن القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك على غرار القضيتين الفلسطينية والصحراوية، مؤكدا ان الجزائر ستبقى دائما ملتزمة بالدفع بهذه العلاقات في شتى المجالات، فضلا عن استعدادها الدائم  للإسهام في الجهود المخلصة للتعريف بإرث مانديلا.

أما القائم بالأعمال بالنيابة بسفارة جنوب إفريقيا في الجزائر باتريك سيبارونكوميز، فقد اكد استعداد بلاده لتعميق العلاقات الوثيقة بين البلدين التي تعود جذورها الى عقود مضت، مشيرا إلى الدور الكبير  للجزائر في تحرير القارة السمراء من الاستعمار.

وقال إن الاتصالات الاولى بين البلدين كانت عندما توجه مانديلا الى مقر جيش التحرير الوطني التي كان مقرها بوجدة بدعوة من الرئيس الاسبق احمد بن بلة وذلك في إطار تكوين عسكري وتقديم مساهمة لجنوب افريقيا لتحريرها من ربقة الاستعمار، مضيفا ان الراحل ناضل ضد نظام الابارتيد عبر الترويج لقيم التسامح والحوار من أجل بناء  دولة جنوب افريقيا على اسس قوية.

وثمن في هذا الصدد الخطاب الذي القاه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال قمة الاتحاد الافريقي، عندما عرج على ذكرى اطلاق سراح الزعيم مانديلا، مبرزا ضرورة وضع اليد في اليد من اجل مجابهة التحديات التي تواجهها القارة السمراء  و احداث النهضة الافريقية في اطار تطوير عالم جديد.

كما ادلى السفير السابق نور الدين جودي الذي كان مقربا من الزعيم الافريقي بشهادته فيما يتعلق بعلاقة هذا الاخير بالجزائر والتي غيبتها وسائل الاعلام الاجنبية عندما اصبح ايقونة عالمية، مضيفا انه قرر الحديث عن بعض حيثياتها بعد سقوط حق التحفظ بعد مرور ربع قرن من الزمن.

وعرج المتحدث على المسيرة النضالية للزعيم مانديلا منذ أن كان طالبا في الجامعة حيث ضاق ذرعا من القوانين الجائرة في حق السود، مضيفا ان التواصل بين الراحل  و ضباط جيش التحرير الوطني ظل الى غاية القضاء على نظام  الابارتيد، حيث استلهم الزعيم طرق الكفاح المتبعة من قبل الثوار الجزائريين  .

وقال جودي الذي سبق له ان شغل منصب سفير بجنوب افريقيا ان البلدين عانا من نفس ظروف الاستعمار رغم اختلاف الصيغة والقوانين المفروضة على الشعبين، فبينما كانت جنوب افريقيا تواجه نظام "الابارتيد"، عانت الجزائر ايضا من قانون "الاندجينا "الذي يضع المواطن الجزائري اقل مرتبة من الغاصب الفرنسي.

ويرفض السفير وصف الدعم الذي قدمته الجزائر لجنوب افريقيا على إنه "مساعدات"، مؤكدا انه التزام نابع من قناعتها بمحاربة المستعمر وهو ما يعزز الخصوصية التي تتمتع بها علاقات البلدين التي تظل قوية واستثنائية. وخلص المتحدث بالقول ان التحرير الكامل للقارة من المستعمر تبقى قضية مبدا للجزائر وانها لن تغير موقفها ازاء هذه المسالة.

للإشارة عرض في بداية الاحتفالية فيلم وثائقي للزعيم نيلسون مانديلا تحت عنوان "مانديلا وأرض الاحرار"، حيث ركز على الزيارة التي قام بها إلى الجزائر فور اطلاق سراحه يوم 11 فيفري 1990.